تشهد السودان اليوم انتخابات رئاسية
وبرلمانية تعد الأولى بعد انفصال جنوب السودان، وسط هدوء نسبي قبيل العملية التي
تقاطعها فصائل المعارضة الرئيسية، في الوقت الذي تتحدث فيه وسائل الإعلام المحلية
والعالمية عن عدم وجود مظاهر تنافس بين المرشحين في الشارع الذي تقتصر الحركة
الانتخابية فيه على لجان التعبئة الخاصة بحزب المؤتمر الوطني الحاكم بقيادة البشير.
تجرى الانتخابات وسط إجراءات أمنية صارمة بمشاركة 75 ألف عنصر أمن، كما دفعت
السلطات بتعزيزات أمنية إلى مناطق النزاعات، وقال المتحدث الرسمي باسم الشرطة،
اللواء السر أحمد عمر، إن الشرطة هي المسؤولة عن تأمين الانتخابات”، مضيفا: “نتعامل
مع كل المستجدات والمتغيرات والاحتمالات وتوفير الأعداد المطلوبة من القوات لكل
الولايات”، طبقا للمفوضية القومية للانتخابات، من جانب آخر، أعرب مراقبون عن قلقهم
من تحدي الجماعات المسلحة المتمردة على حكومة الخرطوم والتي أعلنت سعيها لإفشال
الانتخابات بقوة السلاح.
شهدت السودان في الفترة الأخيرة جدلًا قانونيًا ودستوريا واسعًا بشأن أحقية الرئيس
السوداني عمر حسن البشير في الترشح لدورة رئاسية ثانية أو ثالثة، فقد دفع حزب
المؤتمر الوطني الحاكم بالبشير مرشحا رئاسيا عن الحزب في معركة يخوضها أمام 14
مرشحا، ما بين مستقل وحزبي، هم في غالبيتهم شخصيات جديدة على الساحة السياسية
السودانية، ما يجعل الرئيس الحالي الأوفر حظا في ظل عدم انعدام المنافسة، في
انتخابات تُجرى وسط انتقادات دولية ومقاطعة واسعة من قبل الأحزاب السياسية
المعارضة.
يشارك في الانتخابات العامة بشقيها الرئاسي والبرلماني 44 حزبا من بين 120 حزبا
مسجلا، وتشمل أحزاب المعارضة التي قررت مقاطعة الانتخابات المؤتمر الشعبي بزعامة
حسن الترابي، والأحزاب الساعية لإسقاط النظام كالأمة والشيوعي، والتي اتخذت إجراءات
تجاوزت المقاطعة لتصل إلى حد تنظيم انتخابات موازية مراكزها مقار الأحزاب نفسها تحت
شعار “ارحل” في إشارة إلى نظام الرئيس البشير.
قرار متابعة الصراع على كرسي الرئاسة كان أكده البشير نفسه في مدينة ود مدني أمام
الآلاف من أنصاره بالقول:” لن أرحل ما دام الشعب السوداني لم يطلب مني ذلك”، وفي
خضم المعركة الانتخابية أفرجت السلطات السودانية الخميس، عن زعيم تحالف المعارضة
السوداني، فاروق أبو عيسى، بعفو رئاسي، وذلك بعد 4 أشهر من احتجازه.
من جانبه وصف زعيم حزب الأمة القومي المعارض، الصادق المهدي، الانتخابات السودانية
بالـ”مهزلة”، واعتبرها استمراراً في “خداع الذات” يمارسه حزب المؤتمر الوطني
الحاكم، وقال الصادق المهدي في تصريحات صحفية إن الانتخابات تفتقر للاعتراف المحلي
والدولي، واتهم حزب المؤتمر الوطني الحاكم بخداع الجماهير من خلال اصراره على قيام
الانتخابات في الوقت الراهن.
وأضاف أن الانتخابات لن تساهم في حل القضايا الملحة على الساحة السياسية السودنية،
لأن أصحاب الرأي الآخر يقاطعونها، وأكد أن نتائجها محسومة لصاحبي الحزب الحاكم
ومرشحه للرئاسة الرئيس الحالي، عمر البشير، وعن الاعتراف الدولي بالعملية
الانتخابية قال المهدي: “هذه الانتخابات تخص المؤتمر الوطني وحكومته لا غير”.
البديل
Navigate through the articles | |
كينيا تطرد اللاجئين الصوماليين وتفرض تدابير أمنية مشددة | الإيبولا يتفشى في غينيا.. كيف يمكن مكافحة الفيروس؟ |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|