حسم الموقف واتخاذ القرار أمر تطلبه
الضرورة خصوصا في القضايا المصيرية، الشيء الذي لم يتفهمه الكبار والذين يظنون أن
لديهم علينا منة وأي منة من الاستعمار الترابي او السياسي والذي لا يزال.
ملف ازواد ملف عالق منذ 3 سنين، أي منذ بدأ الثورة الحاسمة 2012 خلاف الثورات
السابقة والتي أصبحت ملفاتها في الأرشيف فكيف بتحقيق الوعود التي بقيت حبرا على ورق
يتخللها الغبار منذ عقود.
تحاول الجزائر لعب دور القيادي في المنطقة بدأ من ملف ليبيا إلى ملف أزواد ومالي،
وللأسف لم يتقدم خطوة في إنجاح أو تحقيق ولو جزء من إحلال السلام يفسره البعض
بالسياسة الكادحة..!
لا أحد ينكر جهود الجزائر المادية والمعنوية في احتوائها للقضية الازوادية، لكن في
المقابل لسنا معنين بذلك مادامت ليست هنالك نزاهة ورغبة حقيقية في إنهاء الصراع
بشكل نهائي، وليست الجزائر هي الطرف الوحيد المتورط في هذا الجانب، لفرنسا جهود
لتوحيد الموقف الدولي لما يتطابق مع موقفها تجاه ازواد.
وساطة الجزائر أخذت أكثر من أن تعطي للأزوادين على جميع الأصعدة خصوصا الخارجية،
كان لدى الازوادين أصدقاء من شأنهم دعم الموقف الازوادي في ملف المفاوضات أو مجلس
الأمن لكن في المقابل هناك من يحاول احتواء الملف دون غيرة مما يجعل بعض الأطراف
تنفر بعيدا ربما اشمئزازا من ولي الملف وهنا يبقى الازوادين ضحية الموقف.
الازواديون اليوم لديهم استقلالية وحرية بقضيتهم وإلى من يتولاها بالرغم من أن هناك
القليل من مسؤولي الحركات الذين بقي فكر الاستعمار متجذر في أذهانهم، من هو عبد قبل
أن يكون عميل لبعض الدول، ليمارس الضغط والدفع لكي يبقى التعامل والملف رهينا
للفرنسين أو الجزائريين.
مرحلة طويلة مضت، أضاعت وقتاً طويلاً من المفاوضات والجولات التي أقيمت من دون أن
تأتي بنتائج والوقت يمضي.
نعم لدينا خيارات والمجال مفتوح أمامنا وليس من المستبعد أبدا أن يسحب الأزواديون
ملف قضيتهم والتوجه به إلى من هو أهلا له سواء في حياديته أو من مكانته الدولية،
وذلك من شأنه أن يجعل ملف ازواد يصعد ويكون ذا أهميه على مستوى عالمي لا إقليمي
يشارك فيه أكبر عدد ممكن من دول العالم والت لديها رغبة حقيقية في إحقاق السلام،
بغض النظر ما إذا كان الطرف الآخر قبل ذلك أو رفض.
مجرد نقل الملف من وساطة بوركينافاسو إلى الجزائر كان حملا ثقيلا على الازواديين،
ولم يبنوا عليه آمالاً، وكانوا في وقتها متأكدين تماما أنه سوف يمر بفترة عصيبة، في
حينها كان الوسيط يظن أن الأمور أبسط مما يتخيل حتى أنه حضر ورقة وقلم وحفلة لتوقيع
الاتفاق النهائي كما هو يرى ويريد لا كما يريد ويرى الشعب الأزوادي، وكأنه الإله
الذي يقدر مصير هذه الأمة، ليوقع الأطراف ويذهب كل إلى بيته وكأن شيئاً لم يكن.
كلمة أخيرة..
على المجتمع الدولي المشارك في الوساطة أن يعي قدر المسؤولية التي يتحملها وأمن
منطقة ازواد واستقرارها هو أمن الإقليم والمنطقة برمتها والعكس من شأنه أن يفجر
حرباً جديدة تحرق الأخضر واليابس، في حينها يكون أول المتضررين هم دول الجوار التي
سعت وتسعى في عرقلة قضيتنا في إطار محدود مبني على مصالح وليس مبني على إرادة انقاذ
شعب وحل لنزاع طال أمده.
صحراء ميديا
Navigate through the articles | |
بيان الأزهر و حزب الله حول إعدام داعش للمواطنين الأثيوبيين في ليبيا | البشير وإعادة تأهيله إقليميا |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|