المقالات و التقارير > تنمية سيناء مشروع قومي سيعيدها لمصر بشكل حقيقي

تنمية سيناء مشروع قومي سيعيدها لمصر بشكل حقيقي

يحتفل الشعب المصري في الخامس والعشرون من ابريل كل عام بعيد تحرير سيناء، وهو اليوم الذي استردت فيه مصر أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندي صهيوني منها، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد التي وقع عليها الرئيس المصري محمد أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيجن بعد 12 يوما ،من المفاوضات تحت إشراف الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر، التي انتقدها الكثير من الشعب المصري توقيع اتفاقية كامب ديفيد التي وصفوها بأنها اتفاقية العار.

عيد تحرير سيناء فيه تم استرداد كامل الأرض إلا مدينة طابا التي استردت لاحقا بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989، فتم تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي في عام 1982، وتعتبر سيناء بوابة مصر الشرقية في قارة آسيا، بالإضافة إلي أنها منطقة جذب سياحي بما تضمه من آثار مثل دير سانت كاترين، ومناطق ترفيهية مثل شرم الشيخ ودهب.

وتحل علينا الذكري 33 لتحرير سيناء ،وهي تعاني من الارهاب الذي يغتال جنود مصر الابرياء عن طريق التفجيرات التي تقع بمنطقة سيناء، فضلا عن العمليات الإرهابية التي اغتالت بعض من مشايخ القبائل السيناوية ،بالإضافة إلي استهداف المنشآت العسكرية والجنود؛ فيعاني أهل سيناء من حوادث ارهابية واغتيالات لجنود الجيش المصري في سيناء، حيث شنت جماعة أنصار بيت المقدس “ولاية سيناء” سلسلة من الهجمات على مواقع عسكرية وأمنية في العريش باستخدام السيارات المفخخة وقذائف الهاون، واستهدفت هجمات شمال سيناء مقر مديرية أمن المحافظة وموقع الكتيبة 101 التابعة للجيش المصري واستراحة ضباط في حي السلام بمدينة العريش، إضافة إلى نقاط أمنية في مدينتي رفح والشيخ زويد.

ومازالت سيناء تعاني حتي اللحظة من العمليات الإرهابية، بالرغم من التواجد الأمني المكثف ومحاولات الدولة المستمرة لتغيير الوضع إلي الأفضل، فالدم في أرض الفيروز يتزايد يوماً بعد يوم وظلت سيناء مخضبه بدماء أبناءها.

مشروع تنمية وأعمار سيناء من أهم المشاريع التي يجب ان تتم للقضاء والتخلص من الارهاب طرحت وزارة الموارد المائية والري مشروع تنمية لشمال سيناء حتي يمكن دخول القرن الحادي والعشرين بخريطة زراعية جديدة لمصر، ولقد أقر مجلس الوزراء في 13 اكتوبر 1994 استراتيجية التنمية لسيناء وأصبحت احد مشروعات خطة التنمية الشاملة، وفى سبتمبر 2000 تم إعادة رسم استراتيجية التنمية لتضم محافظات القناة ويهدف المشروع الى تقوية وتدعيم سياسة مصر الزراعية بزيادة الرقعة الزراعية والانتاج الزراعي، والاستفادة من مياه الصرف الزراعي التي كانت تضيع سدى في البحر، وإعادة توزيع وتوطين السكان بصحراء مصر وربط سيناء بمنطقة شرق الدلتا وجعلها امتدادا طبيعيا للوادي، وكذلك استغلال الطاقات البشرية للشباب فى أغراض التنمية الشاملة، وقد تم تنفيذ جزء من المشروع ولكنه لم يكتمل وأصبحت سيناء الان بلا تنمية حقيقية لذلك نحتاج إلي مشروع قومي كبير يتم تنفيذه في سيناء لتنميتها وحمايتها من الارهاب وتكون خاضعة للسيادة المصرية الكاملة.

وقال أحمد بهاء الدين شعبان رئيس الحزب الاشتراكي المصري، إن الحقيقة الاحتفال بعيد تحرير سيناء أمر واجب لإنه يمثل عودة الروح لمصر بعد هزيمة 67 ورجوعها كان بتضحيات هائلة من أبناء الشعب المصري، مشيراً إلي أنه ليس ضرورياً ان يكون الاحتفال بالطريقة التقليدية عن طريق الافراح والغناء وغيرها من الطرق المبتذلة، فالاحتفال لابد أن يكون باستعادة ذكري النضال من اجل تحرير الارض واستدعاء تراث النضال الوطني الذي تجسد علي هذه الارض بدماء غالية واستعادتها من الاحتلال الصهيوني وتذكر وضع سيناء الحالي المترتب علي اتفاقية كامب ديفيد الذي شل قدرة مصر علي السيطرة الكاملة علي هذه الارض المصرية ومنح الفرصة لجماعات الارهاب ان تتجول علي النحو الذي نواجهه الان.

وأضاف “شعبان” أن الاحتفال لابد أن يكون وعد بالاستمرار النضال وتطهيرها من عناصر الارهاب، وطرح أمام ابناءنا وشباباً قيمة سيناء والتوعية بأهميتها لمصر، مؤكداً علي أن العيد الاكبر هو القضاء علي الارهاب وهزيمة مخططات فصل سيناء والدور المشبوه للجماعات المخربة، وتنمية وبناء سيناء المتقدمة لأنها أذا بقيت علي هذا الحال أرض جرداء فهي معرضة للاحتلال الصهيوني والابتزاز الرهابي.

وتابع “سيناء الباطن الرخو لمصر الان بسبب أنها مفرغة من المواطنين فهي عبارة عن مساحات شاسعة من الرمال يستطيع اي معتدي أن يتوسع فيها سواء كان هذا المعتدي صهيوني أو إرهابي، ولكي نحافظ علي هذه الأرض لابد من تنميتها بطرح مشروع قومي حقيقي لإعادة أعمار سيناء ونقل لها ملايين المصريين الذين يتقاتلون علي رغيف الخبز في العاصمة ووادي النيل وضخ استثمارات كثيرة في سيناء مما يساهم في القضاء علي البطالة والاستفادة من ثروات سيناء الهائلة سواء بترول أو معاد وتشجيع السياحة وتشكيل حائط سد بشري في مواجهة أي أطماع تحيط بها وهذه التنمية ستعيد سيناء بشكل حقيقي إلي مصر” .

وأشار مدحت الزاهد، نائب رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، لابد ان ندرك أن هناك تهديد أمني قومي من الكيان الصهيوني عبر الحدود الشرقية لذلك تبقي العدو الرئيسي لمصر لذلك لابد أن يمارس الجيش المصري سياسته الفعلية علي سيناء برمي اتفاقية كامب ديفيد وراء ظهورنا، فيجب أن يكون لنا حضور كامل علي سيناء.

وأضاف “الزاهد” أن مقولة الإرهاب في سيناء يلفظ أنفاسه الاخيرة هي فكرة وهمية لذلك لابد من مواجهه شاملة ولا تقتصر علي جانب واحد، لان هناك بيئة قائمة علي انكار الحق في التعددية والاستبداد والتسلط والتعليم الذي ينمي لدي الاطفال التلقين والحفظ بدل من الابتكار وهي بيئة الارهاب التي لابد أن نواجهها في سيناء بالتنمية الشاملة المتكاملة.

وأكد المهندس عبد العزيز الحسيني، أمين تنظيم حزب الكرامة، علي أن اتفاقية كامب ديفيد لم تسمح بفرض السيادة المصرية الكاملة علي أرض سيناء، وما حدث في سيناء من تنمية هو الجزء السياحي الذي يوجد في جنوب سيناء ولكن هي مناطق صعب الحياة فيها، ولا يوجد تنمية حقيقة في سيناء في شمال ووسط سيناء، لان التنمية جزء من السيادة علي الأرض، مشيراً إلي أن أهالي سيناء لا يملكون مساكنهم وأرضهم وهذا منطق غريب فلا يوجد سيادة ولا يوجد تنمية.

وأوضح “الحسيني” أن الحل إذا لم تملك القيادة المصرية الغاء معاهدة كامب ديفيد وفرض السيادة الكاملة علي أرض سيناء عليهم أن يضعوا خطة شاملة لتعمير سيناء وتنمية ونقل السكان لها ووضع مشاريع تنمية للعمل فيها والبعد عن المشروعات المبعثرة، مع تملك أهالي سيناء للأرض الذين يسكنون عليها .

البديل


Navigate through the articles
Previous article «بوكو حرام» في غرب إفريقيا الجزائر ودول الجوار Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع