تحمل العملية العسكرية
الأخيرة التي نفذها الجيش الجزائر على معاقل الإرهاب مؤشرات كثيرة على قرب نهاية
وشيكة للجماعات المتطرفة التي ظلت دائمًا عنصرًا أساسيًا في المعادلة الأمنية
وترتكز في المناطق الحدودية .
أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أن قوات الأمن قتلت 25 مسلحًا، في اليوم الثاني من
حملة أمنية واسعة بمنطقة جبال البويرة شرق البلاد، وهي منطقة كانت معقلا للمتشددين
خلال الحرب الأهلية في التسعينيات من القرن الماضي التي أسفرت عن مقتل 200 ألف شخص.
فيما أوضحت وزارة الدفاع أنه عثر في مخبئهم بمنطقة غابية، على 11 مسدساً رشاشاً من
نوع “كلاشينكوف”، وبندقية رشاشة من نوع “FMPK” و8 بنادق نصف آلية من نوع “سيمونوف”،
وبندقية قناصة وأخرى مضخية وقاذفة قنابل وبندقية صيد مقطوعة الماسورة، ومسدس آلي
وكمية كبيرة من الذخيرة.
وينشط في المناطق الجبلية بشمال الجزائر مسلحون متحالفون مع تنظيم “القاعدة ببلاد
المغرب الإسلامي” وتنظيم “داعش”، ومعظمهم في المناطق الجبلية بشمال البلاد، لكن
هجماتهم قلّت بعد انتهاء الحرب مع الجماعات المسلحة عام 2000.
ويري المراقبون أنه بسقوط هذا العدد الكبير من المسلحين تكون “القاعدة ببلاد المغرب
الإسلامي” التي ينتمون إليها، قد فقدت أكبر عدد من عناصرها في معاقلها الرئيسية،
وهي البويرة وتيزي وزو وبومرداس (شرق العاصمة)، وتقريباً لم يعد لها أي نشاط لافت
في العاصمة والمدن الكبيرة منذ التفجيرات الانتحارية الاستعراضية، التي استهدفت عام
2007 مبنى الحكومة (48 قتيلاً) ومقر الأمم المتحدة (42 قتيلاً) ومركزي الأمن بحي
باب الزوار بالضاحية الشرقية للعاصمة.
كانت أكبر ضربة تلقاها التنظيم، هي اعتقال صلاح قاسمي الشهير بـ”صلاح أبو محمد”،
عام 2013 في مكان عمومي بوسط مدينة البويرة، ورصدت المخابرات العسكرية تحركات
قاسمي، إلى أن أوقعت به وهو متنكر يتناول الشاي في مقهى شعبي.
يضيف المراقبون بخصوص التطورات الأمنية الأخيرة أن الجيش الجزائري وجه ضربة قاصمة
للإرهابيين، بالقضاء على 22 عنصرا منهم، وليس هناك شك في أن القاعدة ببلاد المغرب
الإسلامي بصدد لفظ أنفاسها الأخيرة، محذرين من رد فعل ما بقي من إرهابيين إذ يمكن
أن نشهد أعمالاً انتقامية ضد السكان المدنيين.
بالإضافة إلى العمليات الأمنية، يرى المراقبون أن الجيش الجزائري يدرك أن محاربة
الإرهاب لن تكون مجدية خاصة في المناطق الساحلية إذا لم تشمل محاربة المهربين، حيث
تنفذ الجزائر خططًا عسكرية لمراقبة الحدود الليبية، وأطلقت مئات جنود «المهاري»
الذين يقودون الجمال في المناطق الوعرة من أجل الهدف ذاته.
أرسلت الجزائر الآلاف من الجنود إلى الشريط الحدودي الجنوبي منذ إغلاقها أكثر من
ستة آلاف كيلومتر من حدودها مع موريتانيا ومالي والنيجر في مايو 2014، كما زادت من
التأهب الأمني على الحدود الشرقية مع تونس حيث يتمركز مسلحون في الجبال في الحدود
بين البلدين.
ويتركز جانب كبير من عملية التأهب الأمني في الشريط الحدودي الجنوبي على مكافحة
شبكات التهريب التي يديرها مختار بلمختار الذي يقود كتيبة لمسلحين إسلاميين.
واستخدم جنوب ليبيا باعتباره نقطة انطلاق للهجوم على مصنع غاز في الجزائر عام 2012،
خطف مسلحون خلاله عمال نفط أجانب.
البديل
Navigate through the articles | |
زيارة “السبسي” إلى واشنطن | الأفارقة يفرون من الصحراء إلى الجحيم |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|