انهى الرئيس التونسي “الباجي قائد السبسي”
زيارة إلى واشنطن استغرقت يومين، في وقت تنتظر فيه تونس دعمًا عسكريًا أكبر من
الولايات المتحدة لمواجهة خطر جماعات تكفيرية مسلحة متحصنة في جبال غرب البلاد،
والفوضى العارمة في ليبيا المجاورة لها.
استهل “السبسي” زيارته بالتوقيع على اتفاقية أمنية خلال لقائه وزير الخارجية
الأمريكي “جون كيري”، وقال أحد المرافقين للرئيس التونسي، إن الاتفاقية الأمنية بين
البلدين تتضمن تعهدًا للدفاع عن أمن ومصالح الجانبين، ووصف المسئول الاتفاقية بأنها
الأولى من نوعها توقعها الولايات المتحدة مع دولة عربية، وتنص المذكرة على تأطير
الشراكة الإستراتيجية بعيدة المدى بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتربوية
والثقافية والأمنية والدفاعية، إضافة إلى وضع آليات جديدة لإضفاء بعد إستراتيجي على
مختلف أوجه الشراكة بين البلدين، كما تنص على دعم القدرات الأمنية والدفاعية لتونس
وتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
عقد “السبسي” الذي يرافقه وفد من رجال الأعمال، لقاء عمل مع وزيرة التجارة “بيني
برتيزر”، لبحث فرص التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، حيث أكد الرئيس التونسي
أن بلاده هي اليوم بحاجة ماسة إلى استثمارات أجنبية، وقال إن “تونس بدأت مسيرة
تنمية اقتصادية واجتماعية ستقودها إلى مزيد من الاستقرار”، وأضاف أنه “لو طلب
المستثمرون أن يأتوا إلى تونس قبل عام ونصف العام لما كنت نصحتهم بذلك”.
من جانبه قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية “معز السيناوي” قبل الزيارة، “ما
ننتظره من هذه الزيارة هو دعم الإمكانات العسكرية والأمنية التونسية بالمعدات
والتدريبات”، وأضاف أن المساعدات العسكرية الأمريكية لبلاده تضاعفت منذ الثورة
التونسية، و”ننتظر أن تتضاعف قيمتها 3 مرات مقارنةً بما كانت عليه عام 2010″.
وتابع “السيناوي”، “من الطبيعي أن تكون مكافحة الإرهاب من المواضيع الرئيسية
لمحادثات الرئيس مع المسؤولين الأمريكيين، وأكيد سيكون الملف الليبي من المواضيع
الرئيسية”.
من جانب آخر قال الرئيس التونسي” الباجي قائد السبسي”، إن الحفاظ على المسار
الديمقراطي الذي حققته تونس يتطلب مزيدًا من الدعم الأمريكي في مواجهة خطر الإرهاب،
ودعا “السبسي” في كلمة ألقاها أمام معهد الولايات المتحدة للسلام في واشنطن،
الولايات المتحدة والدول التي تشيد بالتقدم الذي أحرزته تونس على المستوى
الديمقراطي أن تساعد بلاده في أن تتخطى هذه المرحلة، وأكد ضرورة التوصل إلى حل في
ليبيا، معتبرًا أن التهديد الأمني الأكبر لبلاده يأتي بسبب الأوضاع الأمنية التي
تعيشها ليبيا حاليًا، وحذر الرئيس التونسي من أن الأوضاع في تونس ستتدهور ما لم يتم
تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
زيارة “السبسي” إلى واشنطن تعد الزيارة الأولى للولايات المتحدة منذ انتخابه رئيسًا
لتونس في ديسمبر 2014، كما إنها تأتي على وقع سلسلة من الأحداث الإقليمية والدولية،
حيث التهديد الأمني الليبي لتونس وملف التحاق الشباب التونسي بصفوف الجماعات
التكفيرية في العراق وسوريا، والتي كان آخرها مقتل القيادي الكبير في تنظيم داعش
“أبو سياف” المسئول عن قطاع النفط والغاز في التنظيم والمتورط في إعدام الطيار
الأردني “معاذ الكساسبة”.
البديل
Navigate through the articles | |
تشاد ومواجهة “بوكو حرام” | هدف جزائري للقضاء على القاعدة |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|