المقالات و التقارير > مصر والسعودية

مصر والسعودية



مما لاشك فيه أن العالم العربى كله يتطلع إلى مصر والسعودية من أجل قيادة المنطقة بعيدا عن الغرق فى مستنقع الارهاب، والفقر والتطرف، والأطماع الخارجية، وفى الآونة الأخيرة أعلن الرئيس الأمريكى باراك أوباما بوضوح «إن أمريكا لاتريد أن تقوم بتنفيذ واجبات حكومات الشرق الأوسط، فهم من عليهم حماية أمنهم القومى وليس الولايات المتحدة» ويبدو للوهلة الأولى منطقية التراجع الأمريكى عن الالتزامات، إلا أن ذلك لم يوقف واشنطن من محاولة التورط فى توازنات الشرق الأوسط، والانحياز لطرف على حساب آخر، وغزو العراق، وتبنى سياسة الفوضى الخلاقة، بل ومسارعة مراكز الأبحاث ـ وثيقة الصلة بالادارة ـ فى الحديث عن إعادة رسم خرائط الشرط الأوسط، ويبدو الواقع على الأرض مختلفا عن السياسات المعلنة، ولعل أقل ما يمكن توجيهه إلى هذه الممارسات الأمريكية بأنها تزيد من تعقيد الأمور فى المنطقة، ولاتسهم فى حل القضايا، كما أنها لاتتجاوب مع «الرؤية العربية» لمعالجة قضايا المنطقة.

إلا أنه بعيدا عن «السياسة الأمريكية» فإن المنطقة لم تعد تحتمل مزيدا من التجاهل، أو الانتظار، بل يتحتم المواجهة بكل الوسائل الدبلوماسية والاقتصادية والفكرية والعسكرية، ويبدو أن قدر القاهرة والرياض أن تتصديا لهذه «المهمة الصعبة» فى هذا التوقيت الدقيق. ومن هنا تأتى زيارة وزير خارجية السعودية الجديد عادل الجبير إلى القاهرة، وتشاوره مع كبار المسئولين فى مصر بشأن تطورات الأوضاع فى اليمن وسوريا وليبيا، وسبل مواجهة الارهاب.

ويبقى أن العالم العربى والدول الكبرى فيه أدركت أن «التضامن العربي» هو الوسيلة الوحيدة للنهوض بأوضاع العالم العربي، والتصدى لمحاولات نشر الفوضى فى ربوعه. كما أن الأزمات المتفجرة فى اليمن وسوريا وليبيا لم تعد تحتمل المزيد من اضاعة الوقت، وإذا لم تقم القاهرة والرياض بالقيادة وتحمل واجباتهما فمن الصعب تصور البديل القادر، ولذا فإن عواصم القوى الدولية الكبرى تنظر عن كثب لخريطة الطريق العربية لمعالجة الأزمات.

الأهرام
 


Navigate through the articles
Previous article بوكو حرام تتسبب في أسوأ أزمة إنسانية في افريقيا‎ إضراب 11 يونيو حق كفله الدستور Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع