حالة من السجال نشبت بحلول الذكرى الثانية لثورة 30 يونيو، حيث ترصد “البديل” حرب التصريحات التي تدور في الوقت الراهن بين أعضاء وقيادات الدعوة السلفية من جهة، وقيادات جماعة الإخوان من جهة أخرى، التي تفرغ الأخير في إطلاق الاتهامات على الدعوة السلفية ومهاجمتها وإطلاق الفتاوى المثيرة للجدل حولها، وعلى الرغم من أن قيادات “السلفية” تصمت في كثير من الأوقات، إلَّا أنها فضلت الرد هذا المرة وأطلقت أعضاءها لشن هجوم ممنهج.
بدأت الأزمة مؤخرًا من قِبَل الشيخ محمد عبد المقصود، عندما قال: لا تجوز الصلاة خلف إمام من حزب النور أو الدعوة السلفية، حتى ولو كانوا هم فقط المسموح لهم بالإمامة، وجاء ذلك ردًّا على سؤال أحد الفضائيات الإخوانية، التي تبث من تركيا حول “ماذا نفعل في صلاة التراويح، خاصة أن المسوح لهم بالإمامة، هم الأئمة التابعون لحزب النور؟”.
وفي المقابل، رد الشيخ على حاتم، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، قائلًا: مرجعية عبد المقصود والإخوان هي التكفير والقتل، مضيفًا: “لم يتحدثوا بكلمة عن الإرهابيين الذين يدمرون البلد خوارج العصر قتلة الأطفال والنساء، مما يعني في النهاية أنهم يرضون عن فكر هؤلاء الخوارج الإرهابيين وتتحد مقاصدهم جميعًا في قتل مخالفيهم دون إعمال للشرع وقواعده المعروفة.
الأمر الذي أغضب جمال حشمت، القيادي الإخواني، وقال: ”الدعوة السلفية وحزب النور، لا تؤخذ بشهاداتهما، ولا رد عليهما لأنهما خونة ارتزقا على دماء المسلمين وشعب مصر، وقبلا بالشيعة”، مضيفًا أن الدعوة السلفية وحزبها “خانا وطنهما قبل أي شيء، وظهرا على حقيقتهما مع حكم العسكر ولم يقولا قولة حق حينما كانت الدماء تراق في الشوارع”، لافتًا إلى أن الإنسان المسلم لا يقبل لأخيه أن تستباح دماؤه، حتى لو اختلف معه سياسيًّا، وهذا لم يفعله حزب النور.
ولم يصمت باقي أعضاء الدعوة حيث قال سامح عبد الحميد، عضو “السلفية”: محمد عبد المقصود فقد عقله، والإخوان حوَّلوه من شيخ وقور إلى أضحوكة، وورطوه في التحريض على العنف وفتاوى التخريب والتدمير، والكراهية لمصر وأهلها، وأصبح يهذي بلا وعي وبلا ضوابط شرعية وبلا تعقُّل ولا حكمة.
وأضاف: وبدلًا من أن يحض الشعب على التآلف والمحبة؛ فإذا به يُفتي بعدم صلاة القيام خلف من يختلف معه في السياسة، وأفتى بعدم الإفطار مع من يختلف معه في السياسة، يعني الأسرة الواحدة تتفكك بفتوى عبد المقصود، وهل الناس تسأل الإمام عن توجهه السياسي قبل الصلاة حتى تتأكد من أنه لا يختلف معهم سياسيًّا؟!
بينما خصص عبد المنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة السلفية، مقالًا طويلًا له اليوم على موقع “أنا السلفي” للهجوم على الإخوان، قائلًا: الهجوم الأخير الذي تتعرض له الدعوة السلفية من الإخوان سببه عدم المشاركة في فعالياتهم.
وأوضح الشحات أن الدعوة السلفية امتنعت عن الاشتراك في المحافل التي أمها محمد عبد المقصود ومحمد الصغير، القيادي بالجماعة الإسلامية، وعاصم عبد الماجد، القيادى بالجماعة الإسلامية، وغيرهم لما وجد فيها من التلويح بالتكفير والعنف، متابعًا: “كان البعض يردد إذا كنا قد أنكرنا الخطاب المتضمن للتلويح بالتكفير والعنف؛ ألم يكن يسعنا الانسحاب التام من المشهد؟ فكان الجواب أن هذا يترتب عليه أن يتلاشى الخطاب الإسلامي، ما بين فريق يواجه الدولة والمجتمع، والآخر ينسحب اختياريًّا من المجتمع، وقلنا إننا تواجدنا للحفاظ على البقية الباقية من الدعوة الإسلامية بعدما دمرها هؤلاء، فكان البعض يحتج علينا بما حدث في الأون الأخير من صور متعددة من الفساد على المستوى الفكري والأخلاقي.”
فيما شن الكاتب محمد صلاح الزهار، هجومًا على ”برهامي” وباقي قيادات الدعوة السلفية وحزب النور، مخيون وبكار، قائلًا: حاولوا تقديم أنفسهم كبديل للإخوان المسلمين، الإخوان الذين أدخلوا الدين في الدنيا والإرهاب في الممارسة السياسية، وأثبتوا عمالتهم لأي دولة أو كيان طالما أنه ضد الدولة المصرية، لقد اتفق قادة الدعوة السلفية، باتفاق واضح ومتعمد، على اتباع سياسة “التقية” مع دولة ما بعد ثلاثين يونيو، وهو مبدأ معروف في سلوك الجماعات المتمسحة بالدين وهو مهادنة مع السلطة، سعيًا لتحقيق أي مكاسب، أو أملًا في الفرار من الصدام أو الاستهداف.
وأضاف، لم يترك كل قادة حزب النور والدعوة السلفية، مناسبة منذ الثلاثين من يونيو عام 2013، إلَّا وكانوا يصرخون خلالها وبأعلى الصوت بالهجوم الإخوان وسلوكهم، محاكاة للغة الخطاب السائدة بين الأوساط الإعلامية المؤيدة للثلاثين من يونيو، وهو للأسف نهج حق لكن يراد به باطل، وكان قادة الدعوة السلفية وحزب النور السلفي في ذات الوقت يعلنون تأييد السبيل الذي اختاره غالبية الشعب المصري وأيَّده الجيش وقائده، ليس اقتناعًا وإنما بهدف الحصول على ما يعتقدونه قطعة من “كيكة” السلطة، إدراكًا منهم أن السلطة الجديدة ربما لا تستطيع المجاهرة بمواجهة ما يوصف بالتيار الإسلامي بفصائله كافة.
كما تصاعدت حدة المواجهة بين الطرفين، حينما حاول أحد أنصار جماعة الإخوان الاعتداء على ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، والدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، وعضو مجلس شورى الدعوة السلفية، أثناء تواجدهما فى المملكة العربية السعودية، إلَّا أن مرافقي الدكتور “برهامي” و”مخيون” حالوا دون ذلك، حيث تصدوا للشخص الذي حاول الاعتداء عليهما.
البديل
Navigate through the articles | |
مســتـقـبـل ليـبـــيا... بحســاب البنـدقــية | تعيين سفير مصري بتل أبيب محاباة للكيان الصهيوني |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|