المقالات و التقارير > «الأزهر» فى عيده 1043

«الأزهر» فى عيده 1043

أحيا العالم الإسلامي ذكرى تأسيس الجامع الأزهر، فى 14 رمضان، لتصطحب أذهاننا إلى ما ردده العالم الإسلامي، محمد الغزالي، فى كتابه كيف نفهم الإسلام، قائلاً «وكان المتيقن أن يسد الجامع الأزهر حاجة العالم الإسلامي من المعلمين والدعاة، وأن يكفل للرسالة الإسلامية امتدادها الروحي والعقلي، على اختلاف الزمان.. بيد أن الأزهر لم يقم بهذا الواجب لعوائق شتى: بعضها نبت فيه، وبعضها صُنع له!!

وبين عدة آلاف من الأشخاص الذين تخرجوا فى “الجامع الأزهر” أخيرًا وسموا “علماء الدين” لا نجد إلا بضع عشرات من الرجال الفقهاء الأمناء، حتى بات يقينًا أن شعوب أوروبا وأمريكا تعرف عن البترول العربي أكثر مما تعرف عن القرآن العربي !!”.

وتعتبر مؤسسة الأزهر تلك القلعة العريقة التي عمرها 1043 عامًا، شيدت في عهد الدولة الفاطمية لوحدة الكلمة الإسلامية وجمع المسلمين تحت لواء واحد من اجل توحيد صفوف المسلمين والمعنية بنشر الدين الإسلامى في ربوع العالم أجمع، ولكنها تعرضت علي مدار مئات السنوات للعديد من الأزمات والكوارث، وأخيرًا التسيس.

ويري خبراء أن الأزهر فقد قوته حينما ترك قواعده الشعبية من المواطنين والعامة وذهب إلى الملوك والحكام ليتملق المناصب والامتيازات ويبحث شاغلي مناصبه عن المال والنفوذ والتقرب الي الجاه والسلطان، وابتعد عن تدريس الاسلام الوسطي البعيد عن التشدد والمذهبية.

وتابع الخبراء، ظهر تسييس الأزهر جليًا مؤخرًا، واظهرته وثائق ويكليكس المسربة أخيرًا، وتكشف انحياز الأزهر للسعودية وانتظار تلقي الاوامر منها لنيل رضاء النظام الحاكم ضاربا بعرض الحائط مكانته التاريخية وقامته الشامخة والتي تعد المرجع الأول لكافة المسلمين بربوع العالم المختلفة، مطالبين بحصول المشيخة على الاستقلال الكامل من الدولة وإتباع منهجه وفكره، والاهتمام بالكوادر الأزهرية الواجب إلمامها بكافة العلوم لتخريج طلاب قادرين على مواجهة التحديات الحالية وليس مجرد موظفين في انتظار هبة الحكومة نهاية كل شهر.

قال الدكتور عبد الغني هندي، مستشار الشؤون الدينية لوزارة الأوقاف: إنه تم تأسيس الأزهر بعد قيام جوهر الصقلي ببناء القاهرة مباشرة، فكان بمثابة الهيئة المستقلة عن الحاكم والمعتمدة في مرجعتيها على منهجها وفكرها فقط دون تدخل من الخارج، ودرس الأزهر المذهب الإسماعيلي الى أن جاء صلاح الدين الأيوبي بمذهب أهل السنة وأغلق الأزهر كليًا، مانعاً الدراسة في أروقته بالإضافة الي إيقاف شعائر الصلاة به، وبعدها قام بتحويله ليكون جامع يدرس فيه مذاهب أهل السنة وذلك لكون صلاح الدين سنيًا، ثم أعيد افتتاح الأزهر للمذاهب السنية الأربعة وكان لكل مذهب شيخ مذهب فلم يكن هناك شيخ أزهر جامع.

وجاء الخراشي، 1118هجرى، أول شيخ للأزهر الشريف، وارتبط منصب الشيخ الخراشي بحقوق الناس ورفع المظالم عنهم والفصل بينهم فيما اختلفوا فيه ورد الجائر منهم، ومن هنا كانت الكلمة التي يستخدمها عامة المصريين عندما تحل بهم أزمة أو تفجعهم فاجعة “ياخراشى”.

وعندما أتى العدوان الفرنسي إلى مصر كان الأزهر قلعة المقاومة وعلماءه صوت التصدي للمستعمرين والمستكبرين؛ وقام الفرنسيين برمي الأزهر بالمنجنيق، لكونه رمز المقاومة والتنوير ومحاربة الفساد، وظل هذا الدور حتى عهد الخديوي اسماعيل وبدأ بعمل قوانين لتنظيم الأزهر اداريًا سنة1864 والذى كان من شأنه اضعاف صوت المتنورين واصحاب الفكر الأزهريين بجعلهم مرؤوسين يملى عليهم ما يجب أن يفعلوه، الى أن جاء الاحتلال الإنجليزي وقاموا أيضا بتقسيم وتفتيت قوى الأزهر بجعل الاوقاف منفصلة عن الأزهر وتابعة لوزارة المعارف الخاصة بالتربية والتعليم والأوقاف العمومية آن ذاك في عام 1912، وجعل منصب المفتي منفصل عن شيخ الأزهر لكونه منصب يستغل سياسًا لصالح الحاكم أو المستعمرين.

وكان الإمام محمد عبده، هو أول من تولى المنصب في تلك الآونة عوضا عن جماعة كبار العلماء المختصين بإصدار الفتاوى، وبعدها تم سن بعض القوانين الاخرى عام 1923 لتزيد السيطرة على مؤسسة الفكر والتنوير والحد من فاعليتها وللسيطرة عليها واستغلالها لمصلحة الأنظمة الحاكمة، الى أن جاءت ثورة 1919 فكانت أكبر شاهد على أن الأزهر مركز للمقاومة والوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحين مهما طالته القيود وحاربه البغاة، حيث كان يقيم القس سار جيوس في الأزهر في الوقت ذاته الذى كان الشيخ “الأياتى” يأم الناس فى الصلاة ويخطب فيهم ويحثهم على مقاومة الاحتلال فلم يكن دور الأزهر قاصرًا على التقريب بين المذاهب والفرق الاسلامية وحسب بل بين الأديان وبعضها البعض، ومن هنا جاء شعار “يحيا الهلال مع الصليب” الى أن تم نفى الشيخ والقس سويا كخطوة لوئد المقاومة وشق الصف واضعاف كلمة الأزهر وسط الأمة.

وأيضا من المفارقات العجيبة هو تولى مشيخة الأزهر رجل من أسرة قبطية بعد أن أعلن إسلامه وهو المهدى العباسي، وأيضا تولى مشيخة الأزهر رجال من جنسيات أخرى غير المصرية مثل الشيخ حسن العطار وكان مغربي الجنسية، كما تولى مشيخة الأزهر الشيخ خضر حسين محمد الخضر كان تونسيًا.

وبالحديث عن التعليم فى مصر قال هندى، انه حتى عاما 1907 لم يكن هناك تعليما فى مصر كلها الا تعليم الأزهر فكان كان الأزهر الشريف على مر العصور القلعة الشامخة التي حفظت للقرآن لغته، وللحديث مكانته، وللدين تعاليمه، وللشريعة الإسلامية أحكامها، وللفقه أصوله وضوابطه, وللأمة الإسلامية تراثها الحضاري, وأصالتها الفكرية الراسخة.
ويكفينا أن نعلم أن أكثر 95 % من الدراسات الإسلامية واللغوية والأدبية إنما تنسب إلى علماء تخرجوا في الأزهر.
وكان يدرس فى الأزهر أكثر من ثلت طلاب العالم، فلم يكن الأزهر أبدًا لمصر بل لكل العالم الاسلامى، ففى الأزهر والى الأن جميع الأروقة التى كان يأتيها طلاب العلم من جميع أنحاء العالم فهناك رواق المغاربه ورواق الشوام ورواق العباسسن وغيرها من الأروقة الخاصة بتلقى العلم.

وابتكر فى الأزهر نظام تعليمى يسمى “شيخ العمود” وهو ببساطة أن يقوم الطالب باختيار معلم واحد يدرس له فى كل تخصص، ولكنة لم يطبق وقد أثبتت تلك الطريقة فعالياتها الايجابية عندما أخذت تلك الفكره الدول الأوربية لدراسته وتطبيقها فى عصرنا هذا.

وبقياس الماضى بالحاضر سحب البساط من تحت الأزهر الشريف بعد أن وصل القمة فى التعليم والتنوير وذلك بفكره ادخال التعليم المدنى فكان بمثابة اعلان الحرب على التعليم الأزهرى وضربة فى مقتل، كما فعلو ذلك حينما قسم اداريًا بقصد إضعافه وتكبيل خطاه.

وفى عصرنا الحديث جاء الامام الأكبر عبد الحليم محمود مجدد دماء ورح الأزهر الذى بدأ بنهضة فكرية وثقافية وعلمية وقيادية، فكان يجمع التبرعات بنفسه لبناء المعاهد الأزهرية وكان لا يجلس فى مكان الا وتحول الى مجلس علم، ففى عهده تم عمل التوسعات الفكرية والعملية، وجاء بمشروع تقنين الشريعة الاسلامية الذى كان من شأنه القضاء على الجماعات الاسلامية والأفكار المتطرفة، ولم يأت شيخ يجدد مشروع الإمام عبد الحليم اطلاقا أو حتى يبرز بعض ملامحه.

أما عما يحدث للأزهر فى الوقت الحاضر فالواقع جد مؤلم ومين فاذا نظرت من حولك وجدت أن من يحمل فكر ومنج الأزهر هم موظفين ومنتفعين وليس اصحاب قضية يعايشونها طوال يومهم، فقد ارتبط نشاطهم ودعوتهم بوقت معين يأخذ مقابله بعض المال وبارتباط الهدف بالوظيفة تدمر فكر الأزهر وهدم منبره وأصبح لاحول له ولاقوة.

وأوضح أنه لا بد من الاهتمام ببناء شخصية الداعية الإسلامي والتركيز علي تنمية علمه وترسيخ فكرة أنه حامل لواء الإسلام والدفاع عنه وليس مجرد موظف بهيئة حكومية يعمل يوميا لتلقي راتبه في نهاية الشهر، لافتاً الي أن إرسال بعثات للخارج لتلقي العلم بالإضافة الي إمدادهم بالأموال اللازمة لذلك كي يتمكنوا من التركيز فقط في تلقي العلم ومنثم تنمية إدراكهم والسمو بعقولهم ليتماشوا مع عمق وخطورة الرسالة المكلفين بها.

وفي المقابل بقول أن الدولة أعطت للأزهر الاستقلال ولكن المشكلة الاساسية التي تعوق تقدمه هو أن القائمين عليه غير اكفاء لحمل رسالة حماية الدين الاسلامي ونشر قواعده بالعالم، إضافة الي تخليهم عن القواعد الشعبية ومعايشة مشاكل المواطنين والعمل علي حلها والانحياز بدلاً من ذلك الى طبقة الحكام للحصول علي منح وصلاحيات سلطوية وهو ماحدث في فترات الثورات التي وقعت خلال الفترة الماضية.

وأشار الي ان معانة الازهر خلال العقود الماضية جاءت نتيجة عدم وجود استراتيجية واضحة للمشيخة فتغول السياسة في المؤسسة جعلها تتطبع بطباعها فتتلون بحسب الاهواء السياسية للنظام الحاكم ما بين شرق وغرب، وبالتالي فإن استقلال الأزهر حالياً مجرد شكلياً وليس جوهرياً وبالتالي فإنه مجرد تابع للنظام كأي هيئة حكومية أخري.

وألمح الي ان توغل التيارات المتشددة في عقول وفكر مسئولي الأزهر كالفكر الوهابي والسلفي ساهم في تدمير وظيفة الازهر الاساسية في التقريب بين مسلمي العالم وتوحيد كلمتهم تحت شعار وسطية الاسلام بحيث انقلب الامر الي الهجوم علي مذاهب والانحياز لاخري وهو مازاد من فرقة المسلمين وساعد في تشتيتهم، لافتاً الي ان المشيخة عليها اعادة تقييم العاملين به والدعاة والشيوخ قبل البدء في تقييم الخارج كونهم حماة الدين وعليهم واجب خطير وجب الاحتياط من اجل تنفيذه علي اكلم مايكون.

وطالب بضرورة اعادة هيكلة الازهر بداية من التعليم قبل الجامعي فالجامعي من خلال اعداد الكادر الازهري القادر علي ايصال المعلومة بكل سهولة ويسر للطالب ولكي يستطيع ذلك فانه يجب ان يكون ملم بكافة قواعد العلم والمنطق والنظريات الحديثة في التدريس، مشدداً علي ضرورة الاهتمام بالجانب الاخلاقي بالتوازي مع العلمي للوصول الي الكادر المتكامل الذي يستطيع تخريج الطالب الازهري الملم بعلوم دينه.

واكد ان الصورة التي يتم تصديرها للراي العام بوجود ازمات بين مؤسسة الازهر ووزارة الاوقاف يرسخ لدي العامة فكرة تضارب المصالح وان مايحدث ليس حماية للدين وانما محاولة لكسب بعض الامتيازات من المناصب مما يفقد المواطن الثقة في شيوخ الازهر وعلماء الاوقاف.

من ناحيته قال الشيخ الأزهرى محمد عبد الله نصر أن بعد أن بنى الفاطميين الجامع الأزهر بدأ بنشر العلوم الاسلامية بين الناس على المذهب الشيعى وساعد على ذلك حب وارتباط المصريين بآل البيت، فلم تكن هناك الفتن الطائفية التى نشهدها بسبب سياسات الدول وصياغة الفكر الدينى ليقدم على على مشروعها السياسى، واستمر على ذلك الى أن جاء صلاح الدين بمشروعة السيادينى، وقام باغلاقه لفترة طويلة ليعود مرة اخرى ولكن تلك المرة حاضن لكافة المذاهب.

وأكمل نصر: أن دور الأزهر بدأ يظهر بشدة فى مواجهة النكبات والكوارث على مر الزمن، فكان شيخ الأزهر وقتها ليس شيخًا للأزهر وحسب..بل كان شيخًا لكل المسلمين فى شتى بقاع الأرض، فكان يلقب بـ”شيخ اللإسلام”، وكان معظمًا ويجله الناس فقد كان لهم سندًا وعونًا ونصيرا لهم.

وتابع: أن أكبر دليل على دور شيخ الأزهر آنذاك هو نجاح أول عصيان مدنى عرفه عصرنا الحديث منذ أكثر من 200 عام فى عهد محمد بك ابو الدهب قام به شيخ الإسلام “عبد الله الشرقاوى” حينما ذهب له المصريون يشتكون من النقود والجباية المفروضة عليهم فأمرهم بإغلاق جميع محالهم التجارية كنوع من أنوع الاضراب وخرج معهم بالآلاف بأسرهم ليقوموا للذهاب الى قصر محمد بك ابو الدهب ليقوم برفع كل المظالم عن الشعب المصرى عندما رأى تلك الجموع الغفيرة، فى موقف وصفه الجبرتى وغيره من المؤرخين “كأن الشمس تمشى وحولها الكواكب الأخرى” فى اشارة منه الى شيخ الإسلام الشرقاوى.

بعدها مر بالازهر عصور نهوض وعصور تدنى وكانت أحط العصور فى العهد المملوكمى ثم وقت الاحتلال الفرنسى وليس كما هو المعروف والمشاع ان رجال الأزهر تصدوا الى الحملة الفرنسية، بل على العكس فقد نجح نابليون باقناع مشايخ الأزهر بأنه مؤمن بالله ورسولة وانه ما جاء إلا ليدافع وكانو يجلسون بين يده ليعيدوا النظر فى كتاب البخارى، عن الإسلام والمسلمين،اما فى ثورة القاهرة الأولى والثانية قام الثوار بالتحصن فى بالجامع الأزهر ففى تلك الآونة استطاع الأزهر النهوض مرة أخرى بنفسه ليعتبره الناس الملاذ لهم ومصدر طاقتهم فى مواجهة الظلم، وبعدها يأتى موقف الأزهر الوطنى فى مواجهة الاحتلال البريطانى بقيادة الشيخ المراغى.

بنفس السياق القال الدكتور حسن عبد البصير، مستشار المركز الإنمائى لمواجهة السلوكيات الخطرة والعضو المؤسس لحركة أئمة بلا حدود أن الأزهر هو بمثابة جامع وجامعة علمية قائمة على حراسة وحفظ الدين ووسطيته، واحتضان كافة المذاهب الاسلامية المعتمدة وليس المذهب الأربعة وحسب، وتدريس علوم اللغة العربية وعلوم الدين، والأهم من ذلك هو تدريس علوم المنطق والفلسفة الذين هم أساس المعرفة وتشكيل العقل وجعل الانسان متفهم لمجريات الواقع ليستطيع معالجة الأمور والتعامل معها بكل حكمة.

وأضاف عبد البصير ، ان الأزهر لا يخضع لوتجه واحد بالمطلق وأنه لطالما كان يؤثر فى السياسة ولم يتأثر قط بأى سياسات خارجية أو ضغوط داخلية، فله دور وطنى قبل أن يكون دينى، فهو الجامع لأكثر من 80 مذهب اسلامى ومؤلف قلوبهم، فالأمر الذى بنى من أجله الأزهر هو توحيد صفوف المسلمين وجعلم على قلب رجل واحد وتحت راية واحدة وشيخ الازهر هو الإمام الأكبر لـ ميليار و200 مليون مسلم.

وأوضح الى أن طبيعة المصريين الفريدة من نوعها والتى تمتاز بقبول العقائد الدينية للآخرين انما هى نتاج 1043 عام على بناء الأزهر وما تأثر به المصريين منذ ذلك الحين وحتى الأن، ويظهر ذلك جليًا اذا ذهبت خارج مصر تجدهم يتبعون مذهب بعينه ولا يحيدون عنه على عكس ما يحدث بداخل المجتمع المصرى الذى يستوعب كل المذاهب فتجده يجل أهل بيت الرسول الأكرم وبذات الوقت يحترم الصحابة ويوقروهم، وذلك لأن الأزهر درب الناس على التعددية وسعة الصدر لتقبل الآخر واحتواءه مالم يلحق ذلك ضررا بثوابت الدين، فقد جمع الأمه الاسلامية ووحدها بكل طوائفها تحت رايتة.

ولفت انه لولا الأزهر فى مصر كركيزه يرتكز عليها الوطن ويجتمعون حوله ملايين الناس وخاصة فى الفتره الأخيره من بعد 25 يناير، لحدث لمصرمالايحمد عقباه، لانه هو الملجأ والملاذ لكل المصريين، ولولا وجوده لنتشر التطرف والجماعات الاسلامية وتوغلت داخل كل بيت، فبدورة وباعتداله هو بمثابة الفجر الذى يتبين به الناس الخيط الأبيض والأسود فعندما يجد الناس ما يظهر من تطرف أو تشدد من قبل أى جماعة أو فرقه ينظرون الى الأزهر ومنهجه فيرون الحق من الباطل ويبدوا ساطعًا.

فى غفلة من الدولة وقد أعطت الجماعات مساحات واسعة لنشر وبث أفكارهم وبالتحديد الجماعات الوهابية فى الشارع والقنوات المرئية عبر الفضائيات أوالمقروءة والمسموعه عن طريق شبكات الانترنت الأمر الذى غيب شمس الأزهر وجعل الناس يتخبطون فى تلك الفتره الزمنية من 2010 وحتى 2013.

وبالسؤال عن معايشة الأزهر لواقع المواطنين أكد عبد البصير أن ما حدث فى الآونة الأخير من اضطرابات وثورات أكد أن الأزهر كان متواجد قلبا وقالبا مع الناس تارة بمحاولة توجيههم وتارة بالنصح للصالح العام ولكن ليس من شأنه أ ن ينزل الى الشارع مع المواطن، موضحا أن الأصل هو اتباع الناس للإمام فى الصلاة أو العبادة لا العكس، فالقرار بالنزول مع

وأكد ان الأزهر لا يسير عبثَا بل يعى جيدًا دوره والمهمة الملقاه على كاهله خاصة فى تلك الايام العصيبة ومايحدث فى مصر والعالم الاسلامى، وان له استراتيجية يتحذى بها ويمضى نحوها قدما وهى نشر وسطية الدين بين المسلمين فى العالم أجمع وتوحيدهم، ومحاربة الارهاب والتطرف وعدم السماح للجماعات الوهابية وغيرها من السيطرة على مقدرات الفكر والتصدى بكل قوة لمحاولاتهم المستمرة فى اختراق الأزهر ذاته فهم من كل حدب ينسلون.

البديل


Navigate through the articles
Previous article سبتة ومليلة والجزر..500 عامًا والمغرب أسير الاحتلال الإسبانى حين يطلب السيسي تسريع أحكام الإعدام Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع