المقالات و التقارير > سبتة ومليلة والجزر..500 عامًا والمغرب أسير الاحتلال الإسبانى

سبتة ومليلة والجزر..500 عامًا والمغرب أسير الاحتلال الإسبانى

رغم أنها لا تملك أي موارد طبيعية تساعدها على البقاء سوى عائدات السياحة، لا تزال المغرب على أمل استرداد أراضيها المنهوبة منذ 500 عامًا من قبل الاحتلال الإسباني، وأبرزها «سبتة ومليلية وجزر الجعفرية»، فمنذ سقوط آخر مملكة إسلامية في الأندلس “غرناطة” سنة 1492م، وخروج المسلمين منها، ودامت آثار هذا التاريخ المشترك تُلقي بظلالِها على العلاقات المعاصرة بين الطرفين؛ لأن لا تزال بعض القضايا الشائكة عالقة بينهما، لا سيما مدينتا “سبتة ومليلية” اللَتان تقعان في شمال المغرب والجزر الجعفرية المحيطة به.

** سبته ومليلية منارة العالم الإسلامى

نصت “معاهدة شينجن” أنالمدينتين هما “الحدود الجنوبية لأوربا”، وكذلك الأمم المتحدة لم تذكر ولو بندًا واحدًا بمغربية مدينتا سبتة ومليلية، برغم الشواهد التاريخية والجغرافية، تعد مدينة سبتة والجزر المحتلة إلى يومنا هذا (مليلية والجزر الجعفرية) إحدى مخلفات المجابهة بين العالم الإسلامي وأوربا الكاثوليكية في فترة الحروب الصليبية في القرن الخامس عشر الميلادي، والتي كان البحر المتوسط مسرحًا لَها، فمنذ وقتٍ طويل ارتبط مصير المدينتين بِالمضيق البحري العام الذي يربط المتوسط بالمحيط الأطلسي، وقد دفعَت مدينة سبتة طوال مرحلة المواجهة بين أوربا والعالم الإسلامي من خلال الحملات الصليبية ثمنَ موقعِها الجغرافي الإستراتيجي، الذي جعلها بوابة العالم الإسلامي للزحف على أوربا، ومنفذ الصليبيين لإحكام السيطرة على أراضي المسلمين.

فمنذ استقلال المغرب عن فرنسا وإسبانيا وهي تُطالب بِمدينتَي سبتة ومليلية، وبعضِ الجزر المقابلة للساحل الإفريقي، مثل بلازاس وسوبيرانيا وجزر الكناري، وفى المقابل تصر إسبانيا على احتِلال أجزاء مهمة واستراتيجية في المغرب.

وتعتبر المملكةُ المغربية، منذ استقلالها، أن سبتةَ ومليلية والجزر الجعفرية جزءًا لا يتجزَّأ من التراب المغربي، وترفض الاعتراف بشرعية الحكم الإسباني عليهما، ويدعمها في ذلك كل دول الاتحاد الإفريقي، كما تطالب المغرب إسبانيا بالدخول في مفاوضات مباشرة من أجل استرجاعهما، فضلًا عن انهما إحدى أواخر معاقل الاستعمار في إفريقيا.

وتعد سبته ومليلية والجزر الجعفرية من بلدان العالم الإسلامي المغتصبة، التي عمر فيها الاحتلال البرتغالي ثم الإسباني إلى يومنا هذا، وفى المقابل يمارس الإعلام الإسباني الترويج والتضليل لأكاذيب باطلة علميا وجغرافيا وتاريخيا وثقافيا، وتعتبر الوجود الصليبي الإسباني بمدينة سبتة يعود إلى عصور غابرة، وأنَها استولت عليها بالقوَّة، وهي وسيلة شرعية أَنَ ذاك، كما يروِجون أيضا أن سبتة تم احتلالُها في وقت لم تكن فيه المغرب دولةً ذات سيادة، وأخيرًا ادعاؤها أن الأمم المتحدة ودول الاتحاد الأوربي تعترف بأن سبتة ومليلية من الجزر الإسبانية.

**سبتة مطمع للغزاه لأهمية موقعها الجغرافي

تقع في أقصى الشمال الغربي للمغرب، وتحتل موقعًا استراتيجيًّا بالغ الأهمية، فهي شبه جزيرة مطلَّة على حوض البحر الأبْيض المتوسّط، وعلى بوغاز جبل طارق، يُحيطُ بِها الماء من الجهات الثلاث الشَّمالية، والشَّرقية، والجنوبيَّة، ولا يَفصِلها عن السَّواحل الأندلسيَّة سوى 21 كيلو مترًا، وتبلغ مساحتها 19 كيلو مترًا، وطولها من الشرق إلى الغرب 1000م، ومن الشمال إلى الجنوب 1500م.

وتمتد مساحة سبتة الحالية في حدود 20,12 كلم2 ويبلغ محيطها 28 كيلو مترًا، 20 كلم من هذا المحيط تشكل شريطًا بحريًّا، والباقي 8 كلم يمتد غربًا عبر الشريط الأرضي المتصل بالحدود المغربية.

وتاريخيا: احتلها البرتغاليون ولاتزال تحت سطوة الإسبان

شهدَتِ المنطقةُ فتراتٍ تاريخيةً زاهية جعلها محطَّ أنظار الإمبرياليين، من ثم احتلها البرتغاليون عام 1415م، وبعد ذلك الإسبان سنة 1580م، أما دورها في الميدان الاقتصادي، فبلغ الذروة بين القَرنين الحادي عشر والثالث عشر، وهي عودة العلاقاتُ التِّجارية بين العالم الإسلامي وأوربا النصرانية.

سبتة قبل الاحتلال الإسباني

يشهد تاريخ ما قبل الإسلام وما بعده بمغربية مدينة سبتة، حتى قبل أن توجد إسبانيا كدولة، واستمرت مغربية عربية إسلامية على مر العصور، حتى هاجمتها الحملة الصليبية بزعامة البرتغال وبمباركة من البابا، واحتلَّت يوم الأربعاء 15 جمادى الأولى 818 هـ، فكانت بذلك أول أرض تستعمر في المغرب العربي، وأول بلد إفريقي يستولي عليه المحتل الأوربي في العصور الحديثة، ومما لا ينبغي أن يخفى على كل مهتم وغيور على دينه وأمته، أن المغاربة المسلمين لم يرضخوا عبر تاريخهم المجيد لوجود أجنبي فوق أرضهم، كما تشهد الكتابات التاريخية عن دور المجاهدين المغاربة في عهد الموحدين، في تلبية نداء استرجاع بيت المقدس من أيدي الصليبين، فقد خاضوا معارك بطولية في عهد يوسف بن تاشفين، وعبد المومن الكومي وعبدالكريم الخطابي، لتحرير الثغور الشاطئية، ونجحوا في طرد المستخرب الصليبي، باستثناء سبتة ومليلية والجزر الجعفرية.

ولا ننس في هذا المضمار أن نسجل فترات القوة بالنسبة للمغرب، خاصة في عهد السعديين المنتصرين على الإيبريين في معركة وادي المخازن يوم 30 جمادى الأولى سنة 968هـ/ 4 أغسطس 1578م، هزمت أعتى دول العالم الصليبي في تلك الفترة، في عهد مولاي إسماعيل السلطان العلوي.

البديل


Navigate through the articles
Previous article «قانون مكافحة الإرهاب» يعصف بالحريات «الأزهر» فى عيده 1043 Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع