استهدفت سيارة مفخخة صباح أمس،
القنصيلية الإيطالية بالقاهرة، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 7 آخرين – حسبما أعلنت
وزارة الصحة، وسرعان ما طرحت التساؤلات حول الجاني والجهة المنفذة للعملية، فخرج
محللون يتهمون جماعة الإخوان وبعض الحركات المؤيدة لها تارة، وولاية سيناء، وأنصار
بيت المقدس تارة أخرى.
«الإخوان» تهدد باستهداف السفارات
في يناير 2015، هددت جماعة الإخوان باستهداف السفارات المتواجدة في مصر، إذا لم
يغادروها، من خلال بيان لها بالتعاون مع حركة “العقاب الثوري”، على قناة “رابعة”،
بإعطاء مهلة لجميع الرعايا الأجانب بمصر، حتى 11 فبراير المقبل لمغادرة البلاد،
وإلا سيكونون محل استهداف.
وخص بيان الإخوان، رعايا السفارات الأجنبية بالذكر، معطيا إياهم مهلة حتى 28 فبراير
لمغادرة البلاد، وإلا سيتم استهدافهم، وشملت التهديدات السياح العرب والأجانب
القادمين إلى مصر، محذرة إياهم من القدوم إلى مصر، وإلغاء رحلاتهم في غضون شهر من
إذاعة البيان.
واختتم البيان، بتهديد الدول المؤيدة للنظام المصري والداعمة له مالياً، مطالبة
إياهم بوقف الدعم، وإلا سيتم استهداف مصالحهم في جميع دول الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من اتجاه أصابع الاتهام إلى جماعة الإخوان في تنفيذ عملية أمس
الإرهابية، إلا أن الموقف الرسمي الإيطالي تجاه الجماعة على ما يرام، حيث عبرت
إيطاليا عن “بالغ القلق” إزاء أحكام الإعدام الصادرة مؤخراً بحق قيادات في جماعة
الإخوان المسلمين بمصر، معربة عن أملها في أن تعيد السلطات الحالية، النظر في ذلك.
وقالت وزارة الخارجية الإيطالية، في بيان لها 19 يونيو 2015 في أول رد فعل رسمي منذ
صدور الأحكام: “إننا نعبر عن القلق العميق إزاء حكم الإعدام بحق الرئيس المصري
السابق محمد مرسي، وقادة آخرين من جماعة الإخوان المسلمين، ونأمل إعادة النظر في
أحكام الإعدام”، مؤكدة أن إيطاليا ومعها الاتحاد الأوروبي، ترفض عقوبة الإعدام
وتعمل من أجل فرض حظر عالمي على تنفيذ أحكام الإعدام”.
«ولاية سيناء» يتوعد
فيما وجهت الصحافة البريطانية، وعلى رأسها موقع “metro”، الاتهامات في تفجير
القنصلية الإيطالية، إلى تنظيم ولاية سيناء، مؤكدة أن التفجير الذي وقع أمس، مماثل
لطريقة التفجيرات التي شنتها جماعة ولاية سيناء في الأشهر الماضية، وهي الجماعة
التي أعلنت ولاءها لتنظيم داعش في سوريا والعراق.
كان تنظيم “أنصار بيت المقدس” سابقا “ولاية سيناء” حاليا، سبق له الإعلان رسميًا
شروعه في استهداف السفارات الموجودة على أرض مصر، حيث قال في بيان رسمي له، إنه
ينتوي استهداف السفارة الأمريكية في القاهرة عقب إعلان واشنطن التنظيم جماعة
إرهابية، وأنهم سيقتصون أيضا من الشركات الأمريكية العاملة داخل الأراضي المصرية.
«أجناد مصر» متورطة
ومن جانب آخر، قال ماهر فرغلي، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن جماعة أجناد
مصر، كانت متورطة في محاولة تفجير السفارة اليونانية في مارس 2015، حيث ألقى الأمن
القبض على شخص يدعى إسلام شعبان، القيادي بالجماعة بالقرب من السفارة الأمريكية
بجاردن سيتي، يتلقى أوامر بتفجير السفارة الأمريكية، أثناء عقد المؤتمر الاقتصادي،
لتوجيه ضربة قوية للدولة المصرية، وإيصال رسالة لدول العالم أن مصر غير قادرة على
حماية أمنها ونفسها من الإرهاب، كما اعترف بمسئوليته عن محاولة تفجير محيط دار
القضاء العالى.
تنظيم جديد يستهدف العلاقات المصرية الأوروبية
يقول العميد خالد عكاشة، الخبير الأمني: “إننا أمام لاعب جديد، نزل الساحة ويتحرك
باقتدار وخطورة حتى الآن، حيث ظهر تنظيم جديد أظنه لا علاقة مباشرة بينه وبين
الإخوان، وقد يكون مرتبطا مع التنظيم الإرهابي في سيناء”، مضيفا أن التنظيم الجديد
لديه كفاءة اختيار الأهداف، والتنفيذ بالجرأة التي تستند على التأهيل المحترف الذي
يفهم في الاستراتيجيات.
ولفت “عكاشة” أن التنظيم الجديد يريد قطع الطريق على تعاون مصري أوروبي متوقع وواعد
سياسيا واقتصاديًا، ويراهن على تشتيت انتباه الجهاز الأمني؛ ليستطع المرور عبر
الثغرات، وتعطيل وسرقة زخم افتتاح قناة السويس الجديدة، متابعا: “لابد أن تكون
المواجهة غير تقليدية، والعمل على فرض أنماط دفاعية جديدة حتى يصعب الطريق أمام
التنظيم الإرهابي منذ الآن حتى الإيقاع به”.
المخطط معلن منذ 17 ديسمبر الماضي
بتاريخ 17 ديسمبر من العام الماضي، أعلنت وكالة رويترز أن شخصًا اعتقلته السلطات
المصرية في الآونة الأخيرة يشتبه في أنه متشدد أقر بوجود خطط لاستهداف سفارات
أجنبية.
وفي نفس الوقت، أصدرت السفارة الأمريكية نشرة على موقعها الإلكتروني تقول “في ضوء
التوترات المتزايدة والهجمات الأخيرة على الغربيين في المنطقة، توصي السفارة
الأمريكية موظفيها بإمعان النظر في تحركاتهم الشخصية والبقاء بالقرب من منازلهم
والأحياء التي يقيمون فيها خلال الفترة المقبلة”.
البديل
Navigate through the articles | |
قانون عزل رؤساء الأجهزة الرقابية يخالف الدستور | «الصحفيين» تنتصر على «قانون مكافحة الإرهاب» في مصر |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|