المقالات و التقارير > أزمات متتالية وصراعات لا تنتهي بجنوب سودان

أزمات متتالية وصراعات لا تنتهي بجنوب سودان

 قال موقع الفريك في عام 2011 أصبحت جنوب السودان دولة ذات سيادة وأصبحت العضو رقم 193 في الأمم المتحدة، واستقبل هذا القرار بالاحتفال المحلي والثناء الدولي، ومثل ذلك نهاية سعيدة على ما يبدو لعقود من صراع عنيف في العلاقة بين الشمال والجنوب من البلاد.

وبرغم مرور خمس سنوات على استقلال جنوب السودان، إلا أن هناك اسئلة هامة مازالت قائمة تتمثل في مدى قدرة جنوب السودان على البقاء، فعلى الرغم من الدعم الدولي الكبير، إلا أنه ليس من الواضح ما إذا كانت دولة جنوب السودان ستثبت وجودها بالفعل أو إذا كان الكيان الذي ولد قبل أربع سنوات على وشك الانهيار وأصبحت دولة فاشلة.

وقد شرد القتال ما يقرب من 12 مليون شخص في جنوب السودان، ربع هذا العدد أصبحوا لاجئين في بلدان مجاورة، ويعتبر ثلثي السكان عرضة لخطر انعدام الأمن الغذائي، وهناك ما يقرب من خمسة ملايين نسمة، أو 40٪ من سكان جنوب أفريقيا، سوف يحتاجوا إلى المساعدة الدولية هذا العام لتأمين سبل العيش بعد تفشي وباء الكوليرا في مقاطعة جوبا، حيث تقع عاصمة البلاد التي تحمل نفس الأسم، وهكذا لم تكن أربع سنوات من الاستقلال تحمل النجاح كما توقع الكثيرون، وربما يكون الوقت قد حان للنظر في أساليب بديلة بدلا لوضع جنوب السودان.

الصراع في السودان يعود على سنوات تضرب بجزورها عبر التاريخ منذ الاحتلال البريطاني للسودان في النصف الأول من خمسينيات القرن الماضي، ولكن أصبح العنف مكثف في الجنوب أكثر من المنطقة الشمالية منذ 1955، حتى ظهر ما أصبح يعرف باسم الصراع بين الشمال والجنوب والذي بدأ بشكل جدي في عام 1963، وشهدت فترة راحة لمدة عشر سنوات بعد عام 1972، واستأنف مرة أخرى في عام 1983.

وفي نهاية المطاف، حصلت التسوية تحت ما يسمى باتفاق السلام الشامل عام 2005 من قبل – منظمة إقليمية في شرق أفريقيا، والهيئة الحكومية للتنمية ونص الاتفاق على إجراء استفتاء في جنوب السودان، وقد عقد هذا في يناير عام 2011 والذي صوت فيه 99٪ من الناخبين بدعم الانفصال، ثم أعلن الاستقلال رسميا بعد ستة أشهر، منذ ذلك الحين، أصبح جنوب السودان أصغر دولة في العالم، سياسيا واقتصاديا.

وقد أصيب اقتصاد البلاد بالشلل بسبب أعمال العنف شبه دائم في جنوب السودان والنزاعات التي طال أمدها مع السودان بشأن رسوم العبور التي يدفعها الجنوب لنقل النفط عبر الأراضي السودانية، فجنوب السودان يعتمد اعتمادا كبيرا على النفط والغاز كموارد للدخل، والذي أصبح محروما من هذا الدخل، وغير قادرة على بناء مؤسسات قابلة للحياة، ونتيجة لذلك فإنه يفتقر إلى المرونة للتعامل مع الإنسانية وأصبحت الأزمة ذات أبعاد هائلة.

الأزمة الحالية اندلعت في ديسمبر عام 2013، والتوترات السياسية داخل الحزب الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان وصلت إلى ذروتها، وأصبحت صراع عرقي محتدم بين قبيلة الدينكا التي ينحدر منها سلفاكير وقبيلة النوير التي ينحدر منها نائبة رياك مشار، الذي كان قد تم فصله من منصبه في يوليو الماضي، وتسبب ذلك في انتشار العنف بلا هوادة منذ ذلك الحين واجتاحت معظم ولايات جنوب السودان من خلال المنافسات السياسية داخل الحركة الشعبية، وتفاقمت المشكلات العرقية والدينية والسياسية المعقدة في جنوب السودان.

البديل


Navigate through the articles
Previous article رئيس بوروندي يتحدى المعارضة ويخوض انتخابات الرئاسة “البشير” يُحدث أزمة بين حكومة جنوب أفريقيا والسلطة القضائية Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع