المقالات و التقارير > الجزائر لم تسلم من الإرهاب

الجزائر لم تسلم من الإرهاب

لم تكد الجزائر تغلق ملف ولاية غرداية وتسيطر على اشتباكاتها التي أوقعت أكثر من 23 قتيلا في أعمال عنف هي الأسوأ منذ سنوات بمنطقة كثيرًا ما تتصاعد فيها التوترات على خلفية أزمات اجتماعية واقتصادية متراكمة، حتى يقع حادث إرهابي جديد يتبناه تنظيم القاعدة ويسقط فيه 9 من عناصر الجيش الجزائري.

أكدت وزراة الدفاع الجزائرية، مقتل 9 من جنود الجيش وإصابة اثنين آخرين، بعد تعرضهم لإطلاق نار بولاية عين الدفلى الجمعة الماضية، على بعد 150 كيلومتر جنوب غربي العاصمة، وقالت الوزارة على موقعها الإلكتروني، إنه خلال “عملية بحث وتمشيط بمنطقة جبل اللوح بسوق العطاف بولاية عين الدفلى تعرضت مفرزة للجيش الوطني الشعبي لإطلاق نار من طرف مجموعة إرهابية”، موضحًا “استشهد 9 عسكريين وجرح اثنان”، وأضافت “فور وقوع هذه الجريمة، تم تطويق المنطقة ومباشرة عملية تمشيط واسعة ومطاردة هؤلاء المجرمين واكتشاف مخابئهم وتدميرهم”.

من جانبه؛ تبنى تنظيم “القاعدة” في بلاد المغرب العربي الهجوم، في بيان نشرته مواقع متخصصة في أخبار الجماعات المتشددة، وزعم التنظيم أن “الهجوم أسفر عن مقتل 14 جنديًا في ولاية عين الدفلى غربي العاصمة”، وقال التنظيم الإرهابي في بيان إن عناصره تمكنوا فى مساء يوم العيد من قتل 14 عسكريًا إثر كمين نصبوه لمجموعة من عساكر الجيش الجزائرى.

منطقة “عين الدفلى” تعتبر أحد المعاقل الأساسية للجماعات المسلحة الإرهابية منذ تسعينات القرن الماضي، حيث أنها معروفة لدى السلطات الأمنية الجزائرية بانتشار الجماعات المسلحة فيها ولا تزال جماعات أعلنت ولائها لتنظيم القاعدة وتنظيم “داعش” ناشطة في عدد من مناطق البلاد الجبلية والنائية، وقالت مصادر أمنية إنه “يعتقد أن عبد المالك دروكدال شارك في كمين عين الدفلى، ليثبت وجود تنظيم القاعدة في المنطقة”، وبحسب وزارة الدفاع الجزائرية، فإن 102 مسلحا قتلوا أو اعتقلوا أو استسلموا خلال النصف الأول من 2015، من بينهم 13 مسلحًا في منطقة عين الدفلى وحدها.

كشفت تحقيقات أمنية عن اتصالات متقدمة للغاية بين إرهابيين يقاتلون فى صفوف تنظيم “داعش” وخلايا نائمة فى الجزائر وتجار بتركيا من أجل التحضير لتسهيل دخولهم عبر مطار “هوارى بومدين”، وكشف مصدر مطلع لصحيفة “النهار” الجزائرية أن عددًا من الإرهابيين الجزائريين الموجودين فى سوريا والعراق تواصلوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر” مع عدد من أقاربهم، وبعض عناصر الخلايا النائمة، التى تنشط لدعم وإسناد الجماعات الإرهابية وتجنيد الشباب انطلاقًا من الجزائر وإرسالهم للحرب فى سوريا والعراق عن طريق إطلاق سلسلة من الوعود الوردية لما ينتظرهم هناك.

وكشفت التحقيقات التى قامت بها فرق محاربة الجريمة الإلكترونية، أن عددًا من التجار الذين ينشطون بتركيا لديهم علاقات وطيدة تساهم فى تسهيل عملية التحاقهم بتنظيم “داعش” فى سوريا والعراق، وهى نفس الطريقة التى دخل بها قبل عدة شهور أحد الإرهابيين العائدين من القتال فى سوريا، حيث تم تسهيل عملية دخوله وهو مصاب بجروح خطيرة عبر مطار “هوارى بومدين” من خلال اتصالات كانت بينه وبين التجار الذين يسافرون من الجزائر إلى تركيا بشكل منتظم.

تعدّ عملية “عين الدفلي” هي الأعنف التي يتعرض لها الجيش منذ أن قتل 15 جندياً في أبريل 2014 بجبال منطقة القبائل شرق الجزائر، فعلى الرغم من انتهاء الصراع الذي خاضته الجزائر ضد مسلحين في التسعينيات وقتل فيه أكثر من 200 ألف شخص، إلا أنه لا تزال بعض المناطق مثل “بومرداس” و”تيزي وزو” والمنطقة القبلية، في غرب العاصمة تشهد اعتداءات تنسب إلى مجموعات تقول إنها مرتبطة بتنظيم “القاعدة في المغرب الإسلامي” أو تنظيم “داعش”.

البديل


Navigate through the articles
Previous article أفريقيا.. الديمقراطية والاستخدام الأفضل للأراضي الزراعية رئيس بوروندي يتحدى المعارضة ويخوض انتخابات الرئاسة Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع