نازحون يحملون مساعدات إنسانية
ويرحلون، أطفال يبكون جوعاً وخوفاً، نساء ورجال يُقتلون في الشوارع، هذا هو الوضع
في دارفور الذي يزداد سوءا وقالت المفوضية الأوروبية، إن الأوضاع الإنسانية في
السودان “تسير من سيئ إلى أسوأ” وأعلنت عن مساعدات إضافية بمبلغ 4 ملايين دولار
لإعانة المتأثرين بالنزاع المسلح والفارين من الحرب في جنوب السودان.
وقال مفوض الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات كريستوس
ستايليانيدس، الأربعاء، “إن الاتحاد الأوروبي ملتزم بتقديم المساعدة برغم القيود
الخطيرة المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية، وأضاف “الوضع الإنساني في السودان
يسير من سيئ الى أسوأ، وهناك حوالى 5.4 مليون شخص في دارفور والنيل الأزرق وجنوب
كردفان بحاجة إلى مساعدات منقذة للحياة.. إن العدد المتزايد من اللاجئين الفارين من
جنوب السودان يجعل الوضع الهش أكثر صعوبة”.
وأعلن بيان المفوضية تقديم دعم إضافي للسودان بقيمة 4 ملايين دولار ليصل حجم
المساعدات الأوروبية في البلاد خلال العام الحالي إلى 32 مليون دولار، وينتظر أن
يوجه الدعم الجديد لمساعدة المتأثرين في مناطق التزاع بالولايات الثلاث بجانب
اللاجئين الفارين من دولة جنوب السودان.
وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كشفت عن أن تمويل خطة الاستجابة
لمقابلة إحتياجات مواطني دولة جنوب السودان حتى السابع من يوليو الجاري لا زال يقف
عند حدود 17.9 مليون دولار وهو ما يعادل 12% فقط من جملة مبلغ الـ 152.1 مليون
دولار المطلوبة لتغطية احتياجات 196 ألف لاجئ من جنوب السودان.
وترجع تلك الأوضاع السيئة إلى سنين ماضية عدة تأثرت بها السودان بالضغوط الغربية
لإجبارها على الرضوخ لإملاءاتها، مستغلة الوضع في دارفور، والقرارات الصادرة عن
مجلس الأمن ذات الصلة، لإلزام حكومة السودان بأشياء لا ترضيها وليست في مصلحة
السودان وشعبه ومنها تصاعدت وتيرة الدعوات والتحركات من قبل عدد من أطراف غربية
للضغط في اتجاه قبول السودان بتحويل مهمة بعثة الاتحاد الأفريقي بدارفور إلى الأمم
المتحدة بحجج قديمة ومكررة،مفادها عدم إمكانية استمرار هذه القوات في أداء مهمتها
بسبب العجز في التمويل وغير ذلك من المبررات، على الرغم من أن حكومة السودان تلقت
دعماً عربياً خلال القمة العربية ودعماً أفريقيا من الاتحاد الأفريقي لرفض نشر قوة
تابعة للأمم المتحدة في إقليم دارفور، لكن حكومة السودان رفضت تحويل مهام قوات
الاتحاد الأفريقي إلى الأمم المتحدة، ودعت إلى الإبقاء على قوات الاتحاد الإفريقي
لتكمل مهمتها بدارفور مع توفير الدعم لها
وعلى الرغم مما قدمته حكومة السودان من خطوات وإجراءات لتحقيق السلام في ربوع
السودان، إلا أنها تفاجأت بتحركات داخل مجلس الأمن لاستصدار قرار بدخول القوات
الدولية في دارفور في الوقت الذي قدمت فيه حكومة السودان خطتها للأمم المتحدة
لتحسين الأوضاع وحفظ الأمن بدارفور وذلك بتاريخ 2 أغسطس 2006 وفق ما تم الاتفاق
عليه بين حكومة السودان و الأمين العام للأمم المتحدة على هامش قمة الاتحاد
الإفريقي الأخيرة في بانغول ـ غامبيا.
وانتظرت السودان أن يفي المجتمع الدولي بالتزاماته نحو دعم الاتحاد الإفريقي
لتمكينه من المساهمة الفاعلة في إنقاذ سلام دارفور بأعجل ما يمكن دعماً للاستقرار
والأمن والسلام في السودان وإقليم دارفور بأسره إلا أن المخطط الغربي قضى أن تؤول
الأوضاع من سيء إلى أسوأ لتضمن التواجد في المنطقة وتفتيتها.
البديل
Navigate through the articles | |
تحركات “أوباما” في إفريقيا | الخوف من الإخوان يوحد مؤسسات الدولة |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|