أثار مشاركة الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، فى حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، جدلا واسعا على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، خاصة بعد انتشار صورة له واقفًا أثناء عزف النشيد الوطني.

شن هاني الشاكرى، المتحدث باسم ائتلاف الضباط الملتحون، هجوما على حزب النور ورئيسه بعد مشاركته في احتفالية قناة السويس الجديدة، قائلا عبر حسابه بـ”فيس بوك”، إن المشروع أسس وتم تمويله من الربا، ومشاركة “مخيون” في الحفل مرحلة متقدمة على استحلال الربا، علاوة على وقوفه عند عزف المعازف تبجيلًا للنشيد الوطني.

من جانبه، بادر تامر عزت، عضو حزب النور، بالرد على “الشاكري” عبر حسابه قائلًا: “لا تنس أن حزب النور وقف إلي جانب قضية الضباط الملتحين فى الوقت الذي لم يتكلم آخرون عن قضيتكم”.

وأضاف “عزت” أن تواجد المرء في مكان بنى من مال ربا، ليس حرامًا، مستدلا بالصلاة فى مسجد بُني بمال الربا، حيث اختلف أهل العلم، فمنهم من رفض الصلاة فى هذا المسجد لأن الله طيب ولا يقبل إلا طيباً، وهذا قول العلامة صالح الفوزان، أما القول الثاني فأجاز الأمر لأنه بُني وانتهي مثل الشيخ محمد المختار الشنقيطي وغيرهم من أهل العلم، بل قالوا إن النهي عن الصلاة فى المسجد الذي بُني بمال حرام قول غير راجح لأن الجهة منفكة، بمعني أن النهي راجع إلي المال الحرام وليس إلي أصل المسجد، فهنا يجوز الصلاة فيه.

وتساءل “عزت”: «إذا كانت الصلاة فى مسجد بُني بمال الربا جائزة عن طائفة من أهل العلم، فهل نُحرم مجرد حضور مندوب لحفل افتتاح قناة السويس؟، بالرغم من أن موقف الحزب واضح ومُعلن من المال».

وعن وقوف يونس مخيون للسلام الوطني، أشار “عزت” إلى أن فتوي اللجنة الدائمة ترى أن فيها مشابهة للكفار وتقليد لهم في عاداتهم القبيحة ومجاراة لهم في غلوهم مع رؤسائهم ومراسيمهم، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن مشابهتهم أو التشبه بهم.

ورد هاني الشاكرى، قائلا إن إنشاء التفريعة جزء من العقد الربوي والشهادات الربوية نصت على ذلك، والافتتاح شهادة بأن العقد الربوي تم تنفيذه والالتزام به، مشيرًا إلى أن تشبيه حضور افتتاح مشروع قام على الربا كمن قام بالصلاة في مسجد بني بمال ربا أو على أرض مغصوب، يعد جهلا وتدليسا، وأن التشبيه هنا فاسد، حيث إن المشاركة أو الشهادة على عقد ربوي لبناء مسجد مع أنه سيستخدم للصلاة، لا يجوز فهذا محرم لذاته.

وأوضح “الشاكري” أن الأمر ينطبق على مستخدمي القناة من الشركات والسفن التي ستعبر قناة مولت بالربا، مضيفا أن “تامر عزت” اتسق مع ذاته وأقر بحرمانية وقوف “مخيون” أثناء عزف النشيد الوطني.

على الجانب الآخر، تراجع “عزت” عن إقراره بأن المال الذي تم به عمل مشروع قناة السويس الجديدة كان ربا، قائلًا: “القناة حفرت بمال حلال وليس بالفوائد، وهُنا يجب التفصيل والرجوع لأهل العلم، فهل المال الذي استخدم فى الحفر هو مال الفوائد؟ أم أنه أصل المال؟”.

البديل