قال موقع ذى ناشيونال انتريست إن العلاقة بين روسيا وأفريقيا ليست علاقة حديثة أو علاقة مبنية على الناحية السياسية فحسب، بل إن الروس يعرفون جيداً أفريقيا ويعرفون زعمائها ومناضليها وخير شاهد على ذلك جامعة باتريس لومومبا بروسيا والتي تلقى أجيال من القادة الأجانب تعليمهم بها.
ومنذ عام 1961 إلى عام 1992، كانت جامعة لومومبا من أكثر الجامعات المرموقة في موسكو والتي تحمل اسم باتريس لومومبا، المناضل الكونغولي ذو ميول الاشتراكية، الذي أصبح أول رئيس وزراء منتخب في تاريخ الكونغو ما بين آخر أيام الاحتلال البلجيكي لبلاده وأول أيام الاستقلال والذي أعدم بوحشية في عام 1961
وكانت تلك الجامعة من العديد من الطرق التي زرعتها الاتحاد السوفيتي لتقوية العلاقات مع إفريقيا، ثم مع سقوط الاتحاد السوفيتي، وبعد سنوات من ضخ المال لأفريقيا، والأسلحة، والقوى العاملة في الحركات المناهضة للاستعمار اليسارية، اختفى وجود روسيا في أفريقيا، واختفى دور جامعة لومومبا، بين عشية وضحاها، ولكن اليوم، وبعد مرور عقدين من الزمن، تعمل روسيا مرة أخرى لتأسيس موطئ قدم لها في القارة.
تدعم روسيا أفريقيا علناً بالسلاح خاصة الشمال الافريقي وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وكانت الأسلحة الروسية بديل شعبي متزايدة لأسلحة الولايات المتحدة، التي لا تزال تهيمن على السوق رغم ارتفاع التكاليف المالية والسياسية، عندما رفضت الولايات المتحدة طلب نيجيريا لطائرات هليكوبتر هجومية من طراز كوبرا في عام 2014 على سبيل المثال، وردت نيجيريا عن طريق إلغاء برنامج التدريب العسكري الأمريكي لمحاربة جماعة بوكو حرام بالاتجاه إلى روسيا التي زودته بالفعل بالطائرات الورسية وأصبحت روسيا تدرب حتى الآن القوات الخاصة النيجيرية.
ومن الصعب قياس الحجم الحقيقي لصفقات الأمن الروسية لأن الغموض يكتنفها وتعتبر من الأمور السرية، في حالة واحدة على الأقل، اضطرت وكالة الاستخبارات المدنية في بلد أفريقي للتجسس على نظيرتها العسكرية الخاصة وروسيا لمعرفة ما هو نوع نظام المراقبة الذي اشتروه بمبلغ 100 مليون دولار.
لا تزال هناك بعض المؤشرات الشفافة من الوجود العسكري الروسي في افريقيا التي تتحدث عن حجم التزام روسيا، كما لاحظ عدد الجنود الروس المشاركين في عمليات حفظ السلام في أفريقيا والتي تفوق جنود فرنسا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة مجتمعة.
اهتمام روسيا يذهب إلى أبعد من الدعم المالي والعسكري، فالقادة الروس يزورون أفريقيا للاستفادة من السرد التاريخي لاستقلال أفريقيا في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة تحارب الاستقلال وفي نفس الوقت كانت تعين نيلسون مانديلا خوفاً من تعاطف الاشتراكية معه والاتحاد السوفيتي وتدعم الفصل العنصري كان الاتحاد السوفيتي يدعم حركات التحرر والمناضلين بالوقود في جميع أنحاء أفريقيا.
البديل
Navigate through the articles | |
من الغرب لشمال إفريقيا | اللاجئون، ازمة انسانية و حلول ناقصة |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|