في خطوة تعبر عن حالة الغضب التي يشعرون بها بسبب ممارسات السلطة القمعية دشن عدد من الناشطين هاشتاج تحت اسم “راجعين الميدان”؛ للمطالبة بالإفراج عن مساجين الرأي وعودة المختفين قسريًّا والرجوع إلى المسار الثوري المتمثل في تحقيق شعارات يناير “عيش، حرية، عدالة اجتماعية”.
الخطوة أقدم عليها الشباب بعد نجاحهم في ثورتهم على الإعلامية ريهام سعيد وقبلها محافظ الإسكندرية ووزير العدل. هذه الانتصارات الصغيرة التي تحققت بفضل مواقع التواصل الاجتماعي جعلت المشاركين بها يتطلعون للعودة إلى الميدان من خلال نفس الأداة؛ للضغط على الحكومة والرئيس من أجل تنفيذ مطالبهم.
وأعرب عدد من المشاركين في الهاشتاج عن رغبتهم الملحة في الهجرة من البلاد؛ بسبب ما وصل إليه الحال من “قمع وظروف اقتصادية سيئة” على حد قولهم، إلا أن هذه الرغبة تلاشت عند ظهور الأمل في إمكانية العودة للميدان.
تقول سولافة مجدي، إحدى الناشطات المشاركات في الهاشتاج: إن الدافع من تدشينه يمكن اختزاله في كلمة واحدة: الأمل الأخير؛ لأن السكوت كان سيد الموقف الفترة الماضية، إثر زيادة أعداد المعتقلين بعد كل تظاهرة، مؤكدة أنه “في كل مرة نتظاهر نقدم معتقل أو شهيد على طبق من فضة للأمن”.
وترى مجدي أن الشرارة التي دفعتهم للتحرك، هي حملة الماجستير والدكتوراه الذين كسروا تابوه التظاهر بميدان التحرير، بتظاهرهم داخل الميدان أمس الأول، الأحد، تاركين الخوف وراء ظهورهم، وكذلك دموع إسراء الطويل في جلسة محاكتها الأخيرة.
وأكدت مجدي أن المطلب الأول لهم هو خروج المعتقلين، والكشف عن مصير كل من تم إخفاؤهم قسريًّا، كذلك أن تسعى الدولة لتحقيق أهداف الثورة، وفي مقدمتها العدالة الاجتماعية.
وشددت على أنه سيتم التصدي لكل من يحاول شق الصف برفع شعارات سياسية ترمز لحزب معين أو تيار ما عند النزول إلى الميدان.
وأكدت مجدي على أنهم لن يخشوا قانون التظاهر؛ لأن فئات كثيرة ضربت به عرض الحائط، كطلاب الثانوية العامة وحملة الماجستير، مطالبة بإلغائه؛ لأن الرئيس وصل لمنصبه بالتظاهر، مضيفة “لما يقرروا يطبقوا علينا قانون التظاهر، يبقى لازم النظام يعترف ساعتها إنه بدون شرعية، والواقع إن دي الحقيقة، النظام فقد شرعيته بعد أول رصاصة وأول معتقل تم القبض عليه في مظاهرة”، وتابعت “لازم يفهموا إن قانون التظاهر باطل، ولا يمثل لنا شيء، ولا هيقدر يسكتنا تاني”.
من جانبه قال أحمد بهاء الدين شعبان، الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري والقيادي بالجمعية الوطنية للتغيير، إن مطالب الشباب مشروعة، وتم تجاهلها طوال الفترة الماضية، بخلاف المحبوسين الذين تم الإفراج عنهم في العفو الأخير، مشيراً إلى أن هذه ليست القضية الأهم، بل سرقة حلم الشباب في الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والهجوم الدائم على ثورتهم من عصابات مبارك. مؤكدًا أن هذا يستفز الجميع وليس الشباب فقط، ويعتبر تعديًا على الثورة وخروجًا عن مسارها .
وأكد شعبان أنهم طالبوا عشرات المرات الدولة بأن تستمع لمطالب الشباب، وتسعى لحل مشكلاتهم، ولكن دون جدوى، مشيراً إلى أن ما يخشاه هو أن تستخدم هذه الحركة المشروعة والتي لا خلاف عليها من قِبَل الجماعات المتطرفة والإرهابية، مطالباً الشباب والدولة بعدم الصدام فيما بينهما؛ لأن هذا ليس في صالح أحد، خاصة أن الجميع متربص بالثورة وشبابها، سواء كانوا فلولاً أو جماعات متطرفة.
البديل
Navigate through the articles | |
تونس إلى أين تسير؟ | الغريق يتشبث بكل قشة |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|