المقابلات و المؤتمرات > حوار خاص مع أبرز مؤسسي حركة الإصلاح في الصومال

حوار خاص مع أبرز مؤسسي حركة الإصلاح في الصومال

تمهيد :

الشيخ محمد أحمد نور غريري (Garyare) من مواليد عام 1935م بالإقليم الصومالي في إثيوبيا، تلقى تعليمه الديني في كل من مدينتي جكجكا وقلافي في الصومال الغربي بإثيوبيا، وسافر إلى مكة، ودرس في الحرم المكي التفسير والحديث على يد علمائها، ثم انتقل إلى العاصمة السعودية الرياض ؛ حيث التحق بالمعهد العلمي ونال منه شهادة الثانوية عام 1960م، وكان من أوائل من تخرج في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة– كلية الشريعة عام 1965.

وفي عام 1978م كان الشيخ أحد أبرز مؤسسي حركة الإصلاح في الصومال- جناح الإخوان الدولي في الصومال -، وأصبح أول مراقب للحركة حتى عام 1990م، وهو من الرعيل الأوَّل من حاملى فكرة الإخوان المسلمين في الصومال.

ونظرا لكونه شخصية محورية أجرينا معه حوار ا خاصا ناقشنا فيه عن الواقع الراهن للحركة مقارنة بالمراحل التي مرت بها منذ تأسيسها قبل 40 عاما، كما حدثنا عما جرى من الانقسامات التي أدت في نهاية المطاف إلى أن يؤسس جناحا ثالثا أشار إلى أنه يرغب – من خلاله – في توحيد كافة الأجنحة وتصحيح مسار الحركة من جديد.

أجرى الحوار : حسن مودي:
الشاهد: فضيلة الشيخ … مرحبا بكم في شبكة الشاهد الإخبارية، ونشكركم على تكرمكم بالاستجابة لطلبنا لإجراء حوار خاص مع سماحتكم، وفي البداية نستسمحك أن تقدم لنا – كواحد من أبرز مؤسسي حركة الإصلاح في الصومال – تقييما أوليا عن المرحلة التي تمر بها الحركة مقارنة بالمراحل التي مرت بها الحركة منذ تأسيسها قبل 40 عاما تقريبا؟

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد، أشكر شبكة الشاهد الإخبارية على الفرصة التي أتاحتها لي للحديث عبرها لأبناء الحركة والجماهير المهتمة بالعمل الإسلامي في أنحاء العالم، وخاصة فيما يتعلق بأوضاع حركة الإصلاح في الصومال؛ وذلك وفق المعلومات المتاحة للنشر العام، وعلى أساس حسن النية، ونسأل الله لنا ولكم العافية .

وعودة إلى سؤالك أقول : نعلم أن حركة الإصلاح في الصومال والتي هي في الواقع حركة مباركة مرت بمراحل متعددة منذ تأسيسها عام 1978م إلى يومنا هذا، وإن أي عمل أو مشروع يمر بمراحل ومطبات (عقبات)، وبالتالي فإن الحركة عاشت في أوقات ومراحل متباينة من الناحية التنظيمية والدعوية والخدمات العامة التي كانت تقدمها للشعب الصومالي، وكانت رائدة في نشر فهم الإسلام المعتدل، بطرق متطورة ومؤثرة، وقد تزامن ذلك مع وقت كان الشعب الصومالي بأمس الحاجة إلى ذلك؛ حيث قامت الحركة بنشاط واسع في مجالات كثيرة من بينها التعليم والصحة والمصالحة وكذا المشاريع الإغاثية والإنسانية، وخاصة أثناء حدوث الكوارث والأزمات، وكان الجانب التعليمي أكثر إنتاجية وبروزا من بين جميع المجالات التي كانت تضطلع بها الحركة سابقا.

إن أي عمل بشري يشهد حالة من الصعود والهبوط، وبالتالي يمكن القول إن الحركة مرت بمرحلة ضعف نتيجة أسباب معينة، وهذا أمر طبيعي؛ لأن الإنسان ابن بيئته، والحركة جزء من المشاكل القائمة في المجتمع، ويتأثر أفراد الحركة بما يواجه المجتمع من التحديات في جميع النواحي، ولظروف معينة مرت الحركة بمشاكل كان ينبغي أن تترفع عنها وتتجاوزها لما كانت تتسم به من عدم النضج والخلافات والانقسامات وغير ذلك مما كان دون المستوى المنشود، ولكن مع مرور الوقت تتحسن الأمور على مستوى القيادات العليا والمتوسطة، وبشكل عام نأمل أن تتدارك حركة الإصلاح في الصومال بجميع مكوناتها جوانب القصور، ولدينا أمل كبير في أن يتحقق ما لم يتم تحقيقه في المراحل السابقة، والمؤمن بطبعه لا ييأس.
الشاهد: استنادا إلى التطورات الأخيرة، وما جرى من انقسامات .. كيف ترى مصير حركة الإصلاح في الصومال؟

بصراحة الناس يعطون ما هو قائم الآن في بعض الأحيان حجما أكبر منه، فإن الأحداث التي يركز عليها بعض الناس حاليا هي عبارة عن اجتهادات وآراء يحدث سوء التفاهم حولها لدى بعض أبناء حركة الإصلاح، وكل طرف يحرص مجتهدا على تطوير الحركة، إلا أن الوسائل المستخدمة لتحقيق ذلك قد تكون متباينة، والاختلاف في الاجتهادات من طبيعة البشر، وقد اختلف أئمة العلماء في مسائل الفقه، ومع ذلك فإن تلك الخلافات كان هدفها رفع مستوى الأداء، وهذا لا تؤدي إلى ضرر كبير. وبقدر إخلاص قادة الحركة واستفادتهم من التجارب السابقة، وتقدير المسؤولية الملقاة على عاتقهم يكون مصير الحركة، وأنا أتمنى أن أكون جزءا من الحل المنشود في المرحلة القادمة كأكبر مؤسسي الحركة سنا، ونسأل الله أن يختم لنا بخير، وبوادر أمل كبيرة تلوح في الأفق رغم ما يلاحظ من اتساع الهوة في بعض الأحيان.
الشاهد: بوصفك شخصية محورية لحركة الإخوان في الصومال [الإصلاح] هل أنت راض عن واقعها الحالي، وكيف يمكن تجاوز العقبات التي أمام توحيد كافة أجنحة الحركة؟

بالنظر إلى واقع العالم الإسلامي أو المرحلة التي تمر بها الأمة الصومالية أو واقع الحركة نفسها فلا يمكن القول بأنه واقع يتسم بالإيجابية ويحظى بقبول لدى جميع الأطراف المعنية، وعلى هذا الأساس فإن الحركة تتأثر سلبا أو إيجابا بما يجري حولها في العالم الإسلامي وفي الصومال من مشاكل وتحديات، وبالتالي فإن الواقع الحالي لا يمكن أن يكون مرضيا عنه؛ لأن الهدف هو تحقيق أضعاف ما لدينا من إنجازات، واليوم الذي نرضى فيه عن واقع الحركة هو اليوم الذي يتم فيه تحقيق معظم أهدافها، والآن الحركة مستمرة ولديها أهداف وغايات تسعى لتحقيقها في مختلف المجالات، ولم يتوقف يوما من الأيام العمل الدعوي والتربوي والتعليمي وغيره رغم وجود بعض المشاكل الداخلية بين قادة العمل.

وفيما يخص العقبات القائمة، فيمكن تجاوزها من خلال الانتباه إلى أن اختلاف المسلمين واجتهاداتهم ليست كاختلافات الآخرين؛ لأن هناك تقوى الله، وأن الهدف الذي يعملون من أجله هو إرضاء الله سبحانه وتعالى وهناك تسامح وأخوة ومنهج إسلامي مبني على التسامح والحب، والبعد عن الإساءة على أساس قوله تعالى: {وتعانوا على البر والتقوى}، وعليه يمكن أن نتخطى هذه العقبات بالعودة إلى الله سبحانه وتعالى، فالناس كلهم إخوة، ويخطئون، ومن الضروري أيضا إيجاد رؤية جديدة هادفة يتوافق عليها جميع الإخوة، ومراجعة جميع الأخطاء السابقة من خلال معرفة مواطن الخلل، {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون} بالإضافة إلى ذلك إن ما يمكن أن نتجاوز به كل العقبات هو إيجاد عمل صالح جاد وخالص لله وفق منهج الإسلام الصحيح، بحيث لا يعود فيه أي شخص إلى الأخطاء السابقة ومسبباتها المختلفة.
الشاهد: هناك من يعتقد أن مواقف تنظيم الإخوان الدولي وعدم قيامه بدور حازم في شأن إخوان الصومال هي السبب في تدنّي المستويات بمختلف النواحي وزيادة الانقسامات داخل الصف الواحد في الحركة، فما رأيك في ذلك؟

إن أي خطأ أو تخلف أو تعثر يتحمل مسؤوليته القائمون بالعمل مسؤولية مباشرة وبالتالي إذا لم يتم أداء العمل بشكل جيد في مرحلة ما من مراحل العمل الحركي، فإن ذلك يكون جزءا من أخطاء العنصر الصومالي داخل حركة الإخوان في الصومال (الإصلاح).
وعندما رأى تنظيم الإخوان الدولي الأخطاء (الانقسامات والصراعات) داخل الصف والتي – في بعض الأحيان – لم يستطع حلها قادة العمل الإخواني في الصومال، أرادوا أن يتدخلوا في شؤوننا الداخلية لمساعدتنا في التوصل إلى حل توافقي، وبذلوا جهودا مباركة ومشكورة في هذا الصدد؛ ولكن في النهاية يبدو أن تقريب الآراء الاجتهادية والخلافات القائمة بين قادة الحركة استغرقت مرحلة ووقتا طويلا، وبالتالي قال الإخوان الدولي “أهل مكة أدرى بشعابها ” طالما أننا بذلنا الجهد اللازم، ولم نستطع تحقيق ما كنا نتمناه بالطريقة السريعة التي كنا نتوقعها؛ فاستحسنا أن نعيد إليكم مسؤولية الملف؛ لتحاولوا القيام بتسوية الخلافات محليا. وهناك شيء واحد نعترف به هو أن التردد وعدم اتخاذ قرارات حاسمة من قبل الإخوان الدولي لتصحيح المسار وإعادة المياه إلى مجاريها الطبيعية كان ذلك – بلا شك – جزءا من المشاكل التى مرت بها الحركة في الآونة الأخيرة.
الشاهد: قمت مؤخرا بإنشاء إدارة جديدة للحركة تحت قيادتك بعد خلافات ومداولات حول مصير الحركة مع طرف آخر فهل لك أن تحدثنا عن رؤيتك الشخصية حول الحل الأمثل لإنقاذ الحركة حتى تعود إلى سابق عهدها متماسكة موحدة؟

هذه الخطوة الأخيرة التي أشرت إليها ليست خطوة غير هادفة، وإنما هي جزء من الوسائل التي نرغب بواسطتها أن نعيد الحركة إلى أصالتها، وأن نجمع أبناء الحركة جميعا تحت مظلة واحدة، وليس الهدف منها إنشاء مجموعة خاصة تكون جزءا من الانقسامات السابقة.

وفي بعض الأحيان إذا واجهتك مشكلة ينبغي القيام بخطوة إيجابية تراها مناسبة بشجاعة وبشكل أكثر فعالية، وعلى هذا الأساس فإن هذه الخطوة لا تؤدي إلى التفريق وزيادة هوة الانقسامات القائمة، وإنما هي استراتيجية نهدف من خلالها إلى توحيد الصف الإخواني من جديد تحت أجواء من المودة والتسامح، بعيدا عن الانفعالات والضغوط التي كانت قائمة في وقت من الأوقات.

وفيما يخص الحل – كما أشرت سابقا- علينا أن ننتبه إلى أن الصوماليين يتفاوضون ويناقشون بصوت عال وذلك في تجاذبات ومداولات يظنها الآخرون بأنهم في حالة حرب، ولذا ليست الخلافات القائمة داخل الحركة صراعات واقتتال بالمعنى الشائع لدى الصوماليين، وإنما هي محاولات جادة لتجميع كافة الأطراف المعنية على طاولة المفاوضات، ونحن ندعو إلى تفعيل هذه المحاولات وزيادة الجهود الرامية إلى الوحدة من خلال التفاوض الجاد على أساس من الأخوة الإسلامية وفق المنهج والتربية الإسلامية التي تأسست عليها الحركة سابقا، وذلك من خلال بذل كل مجموعة كل ما لديها من جهد لإعادة روح الحركة من جديد، وإذا لم يتم التوافق على قضية ما ليس معناه الافتراق، وإنما المطلوب هو إعطاء كل شخص فرصة لتنفيذ رؤيته في لملمة الصف على أساس من التوافق الذي يتطلبه أي هدف من الأهداف المراد إنجاحها. وأعتقد أن بقية الإخوة في الأطراف الأخرى يتبنون نفس الفكرة التي تنبني على أنه لا للعداوة و لا لليأس من إمكانية تحقيق توافق يُنسينا جميع ما مرّ بنا سابقا، وهذه مرحلة من المراحل التي نعتبرها امتحانا ونتمنى أن نتجاوزها قريبا إن شاء الله تعالى.

وبالنظر إلى من يقول إن طرفا مَّا أكثر عددا من طرف آخر ينبغي أن يراجع مثل هذه الأمور بدقة، مَن منا قام بإحصائية دقيقة في هذا الشأن، وماذا لديك أنت حتى تعيب الطرف الآخر بقلة العدد؟، وبالتالي فإن ذلك يكون كلاما عشوائيا، فالحركة بعيدة عن مثل هذه الحسابات؛ لأن أهداف الحركة هي إيجاد أمة إسلامية موحدة ومتعاونة تستفيد من التجارب والمشاكل القائمة، وتعالج مواطن الخلل والخلاف، وعلى هذا الأساس فإن أي رجل أو داعية ناضج عامل لا يمكن أن يقوم بما يذاع من الإشاعات المغرضة وفق ما هو شائع في الصومال من إسناد كل مشكلة إلى القبيلة والتعصب؛ حتى أن الصومالي إذا عطش يعزي الخلل إلى القبيلة، وعليه فإن ما هو قائم حاليا عبارة عن آراء اجتهادية تم الاختلاف حولها لا أقل ولا أكثر.
الشاهد: يقال إن الشيخ محمد أحمد غريري كبير في السن؛ وبالتالي لا ينبغي أن يكون جزءا من الصراعات القائمة داخل الحركة، فماذا تقول عن ذلك، وهل أنت فعلا كنت السبب في الخلافات السابقة واللاحقة …. كما يعتقد بعض منتقديك؟

إن الشيخوخة والخبرة مما يتم اللجوء إليها عندما تسوء الأحوال وتصل الأمور إلى طرق ملتوية وليس العكس، والأمر الآخر الذي ينبغي الإشارة إليه هو إنما ترونه مني من تولي زمام الأمر، هو تكليف وليس تشريفا أو تطلعا إلى سلطة، ثم إن العمل الدعوي الذي نعمل فيه هو عمل طوعي نبتغي به وجه الله، ولا فرق فيه بين الصغير والكبير والرجل والمرأة، بمختلف أعمارهم وطاقاتهم، وهذا يستدعي أن يستمر المرء في العمل حتى يلقى الله سبحانه وتعالى وهو على ذلك.

وفي بعض الأحيان يمكن أن يكون عامل الأقدمية وكبر السن جزءا من حل كثير من المشاكل مع وجود فوارق في مستويات عدة، وفيما يخص مدى كوني جزءا من الانقسامات التي تكررت وتجددت داخل الحركة، فأنا كنت واحدا ممن كان سببا في تأسيس هذه الحركة، ولا أحد يكون مستعدا لأن يهدم بسهولة ولعب بيتا بناه، ولو كنت هدَّاما لما شاركتُ في بنائه في بداية الأمر.
إن الشخص الذي ساهم في بناء الحركة ويعرف تاريخها وشارك في تأسيسها الأول لا يُخشى منه أن يكون جزءا من عملية هدمها، على عكس ما هو وارد ومتوقع ممن لم يعايشوا مراحل الحركة المختلفة.

وأنا وأمثالي من المؤسسين لا يتوقع منهم دور سوى المحافظة والرعاية للبناء الذي أسسوه، ونسأل الله أن يعيننا على الإخلاص في العمل صغارا وكبارا.
الشاهد: وأخيرا، فضيلة الشيخ ..هل من توصيات عامة أو خاصة تودون تقديمها إلى قراء الشبكة وأفراد الحركة عبر شبكة الشاهد الإخبارية؟

إن الأمة الصومالية تعاني اليوم من مرض واحد جعلها متفرقة، وأعطى فرصة كبيرة لعدوها، وهو الخلافات الهامشية والقبلية والتعصب، وعلى هذا الأساس فإن نصيحتي للأمة الصومالية وأبناء الحركة وجميع الحركات الإسلامية هي ” تعالوا إلى كلمة سواء” كلمة الحق، مع الابتعاد عن الأخطاء والأمراض التي يستفيد منها عدونا، وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى أن أبناء الحركة هم الجهة التي يُعول عليها ويُنتظر منها الدواء، والدعوة دواء، وإذا لم يكونوا كذلك فلا ينتفع بهم أحد، وفاقد الشيء لا يعطيه، بذلك فإن أبناء الحركة الإسلامية هم الذين يراد منهم تولي زمام المبادرة، وأن يكونوا قادة صالحين مصلحين بعيدين عن الخلافات، مع الحرص على التعاون والأخوة، وعدم تتبع الزلات الماضية، وقيادة الأمة الصومالية نحو حياة جديدة مبنية على الثقة والعقيدة الإسلامية الراسخة في إطار جهود إعادة كيانها المعهود وفق الأسس التي تأسست عليها سابقا، ونسأل الله أن يوفقنا جميعا وأن يعيننا على الإخلاص في الدعوة وتوحيد الصفوف وإرشاد الأمة إلى الخير، وأن يبارك جهود جميع العاملين في حقل الدعوة الإسلامية بمختلف توجهاتهم، وشكرا لكم جميعا، السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته.
الشاهد

Navigate through the articles
Previous article حوار خاص مع "محمد سعد"، رئيس جمعية الأخوّة والصّداقة التونسية ـ الإيرانية جامعة طهران تشهد تضامنا مع الشيخ الزكزاكي Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع