مؤسف جداً أن يعلن الشيخ يوسف القرضاوى، يوم 26 يناير الماضى، أنه نادم على السنوات التى قضاها فى التقريب بين السنة والشيعة، لأنها كانت فى تقديره سنوات بلا نتيجة، وبلا حصيلة، ولأن الطرف الآخر هو الذى استفاد منها، ولأننا لم نستفد من ورائها شيئاً فى النهاية!
مؤسف جداً له، كداعية، ومؤسف جداً لنا نحن، كعرب، لأن الانسياق وراء ندمه يعنى أننا، بوعى أو دون وعى، سوف ننفذ بأيدينا ما يراد لهذه المنطقة من جانب أعدائها الذين يرغبون فى تمزيقها!
رجال الدين، مثل القرضاوى، أو غير القرضاوى، فالمفترض أنهم أهل تقريب لا تفريق، والمفترض أيضاً أن يعملوا طوال الوقت فى اتجاه ردم الفجوة بين السنى والشيعى وبأى طريقة، ومن كل سبيل، وليس توسيعها تحت أى ظرف!
ولست أفهم، إلى الآن، كيف يكون الرب للطرفين واحداً، ولا كيف يكون الرسول، عليه الصلاة والسلام، واحداً، ولا كيف يكون الكتاب المنُزل من السماء واحداً، ثم يكون بينهما خلاف أصلاً!.. كيف؟!
ولا أراهن على جهة فى هذا الاتجاه، قدر رهانى على الأزهر الشريف، لأنه بيت لكل مسلم، أياً كان مذهبه، ولأنه بمكانته بين جميع المسلمين، ثم بتاريخه لأكثر من ألف عام، مؤهل جداً لأن يكون هو «الجامع» بين المسلمين فى أى أرض كانوا، لا المفرق بينهم تحت أى ذريعة!
كنت أتوقع أن يقول الأزهر، فى بيان واضح، يوم 27 يناير، أى فى اليوم التالى مباشرة لكلام القرضاوى، إن فشل محاولات التقريب، أو انعدام حصيلتها، أو عدم وصولها إلى نتيجة، لا يجوز أبداً أن يسلمنا لليأس، ولا يجب أبداً أن يجعلنا نكفر بالتقريب كفريضة فى هذا الميدان، ولا ينبغى مطلقاً أن يصيبنا بالإحباط، لأن اليأس، ومعه الإحباط، ومعهما الكفر بعدم قدرة محاولات التقريب على إنجاز شىء.. كلها.. كلها يراد لنا أن نقع فيها، وألا يلتقى مسلمان إلا ليقتتلا، أو ليختلفا على الأقل!
علينا أن ننتبه إلى أن هناك من يغذى هذا الخلاف دينياً من خارج المنطقة، ليكون هو وحده المستفيد، لا نحن العرب، ولا إيران!
المصري اليوم
سليمان جودة
Navigate through the articles | |
الانتخابات البرلمانية الايرانية: الدرس الذي يحاول الغرب والعرب تجاهله | القرضـــاوى..مزيـــج من الخرف والفتنة! |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|