ولأن مصر هي المستهدفة، ولأن النَيل من وحدتنا الوطنية هي مبتغي عدونا، ولأن تمزيق أمتنا العربية والإسلامية هو أملهم المتواصل، ولكون أنهم يسعون لتحقيق تلك الأمنيات بكل السبل، فأنهم الآن يخططون لتدمير جيشنا وعقيدتنا، لكي نصبح فريسة سهلة لهم مثلما أصبح إخواننا مسلمي بروما، والذين يتم ذبحهم كالخراف ويقطعون بالكيلو وتباع لحومهم لتأكلها الحيوانات المتوحشة.
وهذا ليس تشاؤم منا أو مبالغة فالقرآن الكريم قال لنا محذراً: بسم الله الرحمن الرحيم: "كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون".. صدق الله العظيم (سورة التوبة- "8")، ورأينا كيف ذبحوا الرئيس العراقي السابق صدام حسين - منذ أعوام - واختاروا لذبحه ليلة عيد التضحية والفداء، ذبحوه بأيدي مسلمة وبأيدي عربية، لكي يرسلوا رسالة إلينا في هذه الليلة هذا مصيركم أيها الكلاب، ولكي يريقوا دماءنا في أيام حرم، ونعتقد أن مرارة هذا اليوم ستظل ماثلة في أذهان جيلنا، وسيتناقلها التاريخ كدليل علي الهوان العربي، بغض النظر عن حبنا أو كرهنا لصدام حسين، وصحة مواقفه من عدمها، وإيجابيات سياساته من سلبياتها.
نحن نتكلم هنا عن مخطط إجرامي يُنفذ ضدنا، وتقوده الولايات المتحدة الأمريكية تحت ستار شعارات براقة تتعلق بالحريات والحقوق الآدمية، هذا المخطط تتضح ملامحه بمرور الأيام، ونحن في مصر والمنطقة كُل همنا الدنيا، وكُل همنا السلطة والنفوذ، نواصل حملات سباب بعضنا وتتمزق الدولة بشكل مرعب ومخيف ويصيب أي إنسان شريف بمرارة شديدة، ولذلك عندما دعونا الإسلاميين والقوميين بمختلف فصائل الجانبين لتوحد، دعوناهم كثوار شاركاً معاً في صنع ثورة 25 يناير المجيدة وكانوا عمودها الفقري، هذا العمود يريد الأعداء كسره، وخلق فتنة بينه وبين جيش الشعب لتكتمل الصورة ويقتربون من طموحاتهم في تدمير وطننا.
ولقد تابعنا بمرارة كلمات بعض القيادات الناصرية بميدان التحرير إحتفالا بالذكري الستين لثورة 23 يوليو المجيدة، عندما وقف الصديق والأستاذ حمدين صباحي يدعو أنصاره للتصدي للإخوان و"العسكر"، والمطالبة برحيلهم عن الحكم، وأتمنى أن يكون ذلك ليس دقيقاً، لكون أن حمدين صباحي كان من أول الناصريين الذين سعوا للانخراط تحت المشروع القومي الإسلامي، وهو يعي جيداً أن بمصر الآن مؤسسات ديمقراطية انتخبها الشعب بحرية أذهلت العالم جراء نزاهتها.
ومن هنا نربأ بالصديق حمدين أن يختصر هذا المشروع في أجندة خاصة من أجل تحقيق طموحاته علي حساب وحدة الوطن وأهله واستقراره، ونحن لن نمانع أن يحقق طموحاته، لكن لتحقيقها أطر معروفة وشرعية، ولذلك نتمنى أن يعيد الأستاذ حمدين النظر فيما قاله، ويعمل معنا علي توحيد أبناء شعبنا، لاسيما وأننا جميعا نكن له نوع من التقدير والاحترام لمواقفه الوطنية وحبه لهذا الوطن وهذا الشعب.
ومن المهم أن نشير هنا إلي أن دعوتنا لتوحيد أبناء شعبنا لا تقتصر علي العمود الفقري لثورة مصر «الناصريين ..والإسلاميين» فقط، إنما تمتد لكل مصري يحترم القانون والدستور، ولم يشارك في إفساد الحياة السياسية في وطننا، ولم تلوث يديه بالمال الحرام، وبالدماء، وانتهاك الحريات العامة، وخيانة الوطن، وتلك الأمور يحددها طبعا القانون والقضاء، وبخلاف من اشرنا إليهم، فأننا نطالب بمصالحة وطنية شاملة تحترم القانون ولا تُصادر ولا تظلم أي مواطن.
وتلك المصالحة لن تتحقق ما لم تتحلي التيارات والقوي السياسية المختلفة في مصر بالمسئولية، وتتفق علي ما يجمع شملها، وقبيل ذلك أن تراعي وسائل الإعلام الأمن القومي المصري وتعمل من أجله، بعيدا عن الأجندات الخاصة والمصالح الضيقة، وهذا لن يحدث بدون وقف "حنفية" الأموال والدعم الخارجي المتدفق علي تلك الوسائل وشخوصها، تلك الحنفية التي تعلم تماما أجهزة الأمن مصدر اموالها ومن يتلقي تلك الاموال ولماذا؟، نقول ذلك والوطن يتعرض لخطر شديد.. ولكون أن تلك الوسائل الإعلامية والصحفية في كل يوم يمر تعمل كمعول هدم للامن القومي يثير الفتنة ويمزق وحدة الجماعة الوطنية، وينشر الكراهية والبغضاء في نفوس المواطنين.
وماذا نتوقع من إعلام أصحابه كل من السادة: "نجيب ساويرس، وأبو العينين، وأحمد بهجت، وحسن راتب، وصلاح دياب، ومحمد منصور وجمال مبارك، وممدوح إسماعيل، وآل أديب، ونصيف قزمان ورضا إدوارد".. ماذا نتوقع من هذا الإعلام سوى العمل علي هدم الدولة المصرية وهز هيبتها، وضرب الأمن القومي في مقتل، وتابعوا ما تنشره صحف تلك الشخوص، وما يأتي في برامج «التوك شو» علي قنواتها تابعوه.
وندعوكم أيضا لرصد المخطط المنظم لهدم الدولة ومحاولة الوقيعة ما بين التيارات السياسية ذاتها وتفتيتها من الداخل، ففي جماعة الأخوان المسلمين يواصل دعاة الفتنة وأصحاب الأجندات الخاصة، ترديد إشاعات تستهدف الوقيعة بين الرجل القوي في الجماعة المهندس خيرت الشاطر وبين مؤسسة الرئاسة، ويلمحون بأن الشاطر يتمني لمرسي الفشل من اجل أن يكون هو الرقم الأصعب والأقوى في تلك الجماعة، ومن هنا تترك الجماعة الرئيس يغرق الآن علي حد زعمهم.
ونري الانقسام والتشرذم والشللية في صفوف الناصريين والقوميين، والي جانب ذلك نشاهد الفلول يقفون كالطيور الذبيحة يحاولون الدفاع عما تبقي لهم داخل الوطن، وعن سمعتهم التي لوثها نظام حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، وهنا يفترض أن نرى دور للعقلاء وفتح حوار مع تلك العناصر، بحث كيف يمكن الاستفادة في العمل الوطني.
أذن القضية ليس في خسارة الإخوان أو الناصريين مستقبلا في أية انتخابات إذا ما استمر تشرذمهم، بما يترتب عليه من فقدان الشعب الثقة فيهم، إنما الأخطر من ذلك أن مخطط تفتيت الوطن وقواه الحية يمتد إلي داخل الجماعات والأحزاب والفصائل الناصرية والإسلامية والهدف هنا مصر وليست تلك الفصائل فقط.
وليس غريبا ً أن نرى منابر إعلامية وصحفية تنشأ يومياً أكثر من المصانع والشركات ومشروعات التنمية، لأن تجارة الإعلام احترفها كل المفسدين من تجار الحديد والاسمنت والطوب والزلط والأدوية للدفاع عن مصالحهم، وغرتهم قوتهم فدفعتهم الآن أن يستغلوا تشرذم قوي الثورة وانقسام الثوار للنيل منها.
وحسنا فعل السيد الرئيس الدكتور محمد مرسي، عندما حرص أن يذهب إلي مقر جهاز المخابرات العامة وأن يتناول طعام الإفطار مع السيد اللواء مراد موافي المسئول الأول عن هذا الجهاز، ومع رفاقه رجال أمن مصر القومي، وذلك بعد أيام قليلة من رحيل رئيس الجهاز السابق وما ترتب علي ذلك الرحيل من حملات شنتها عناصر جاهلة لا تمتلك وعياً سوي الحكم علي الأمور من الخارج، ونتصور أن زيارة الرئيس لـ«الجهاز» ضمدت جراحات رجالاته والعاملين به، وأكدت تقدير مصر لدورهم العظيم.
-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-
تلغراف:
- لنا كلمة صغيرة نهمس بها في إذن الدكتور محمد مرسي.. ألا وهي أن يبعد نجله عن السياسة لأن مواقع الفلول تستغل تصريحاته بشكل خاطئ، كما ان هذا الشاب المحترم ينساق وراء إعلام الفلول، فلقد قرأت له تصريحاً في خبراً نشره أحد المواقع المعروفة ينقل عن ابن الرئيس هجومه علي من اسماهم بالعسكر وأنهم يعملون ضد والده، وهذا الكلام لم يقله والده لكون انه يشيد في كل المناسبات بدور رجال المجلس الأعلى للقوات المسلحة ودور الجيش في حماية الشرعية.
- لابد أن يرد السيد الرئيس ببيانات صحفية مقتضبة على ما تنشره وسائل الإعلام وتحديدا أحدى الصحف القومية من أنباء تستهدف تشويه سمعته، لكون أن الناس تأخذ الكلام الذي لا يرد عليه على أنه من مصادر وثيقة وصحيحة، مثل خبر بتلك الصحيفة أمس بان حرم الرئيس طلبت بناء حمام بتكاليف 13مليون جنيه، وأن نجليه يتمرنون على ركب الخيول بالقصر الرئاسي.
-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-
شاهد.. العندليب الأسمر يغني"بالأحضان يا بلدنا يا حلوة"