التئم شمل المحررين في الصحيفة اليومية المستقلة المملوكة لأحد رجال الأعمال الذين يدينون بالولاء لوريث مزرعة طرة "جمال مبارك"،وعندئذ دخل رئيس التحرير الذي اشتهر بالتخديم علي أجندة الحلف الصهيوني الأمريكي في مصر ،والذي بزغ نجمه خلال العقد الأخير من خلال صحف رجال الأعمال المرتبطين بدوائر هذا الحلف ،وفي بداية الأجتماع حرص رئيس التحرير أن يعيد التأكيد علي تعليماته التي أصدرها لهؤلاء الصحفيين والصحفيات ،الذين يعملون في تلك المطبوعة اليومية الصادرة منذ شهور ،والمعروفة بأن سياسة تحريرها أبعد ما تكون عن أسمها وما يحمله من مضامين حب وولاء وحفاظ علي الأمن القومي لمصر.
فماذا قال رئيس التحرير ؟.. ،قال الرجل وهو يتفاخر كالطاووس بعدما جعلته أموال الحلف الصهيوني ودعايته نجماً يتصدر بورصة الصحف والفضائيات المملوكة للفلول و لرجال وسيدات المارينز ،قال تعلمون أن سياساتنا هي :ضرورة العمل علي تشويه سمعة جماعة الأخوان المسلمين ،ونصب الفخاخ تلو الفخاخ للرئيس محمد مرسي من أجل تهيئة الشارع للقيام بإنتفاضة شعبية ضده وأسقاط حكم جماعة الأخوان المسلمين ،وأن قوي سياسية والمؤسسة الأمنية بمصر تدعمنا في ذات السياق الذي نتحدث عنه،وكان مبرر رئيس التحرير هنا غير منطقي لأن السبب الحقيقي ينحصر في خدمة تحالف الفلول وعناصر علمانية مع دوائر دولية صهيونية تتولي تمويل مطبوعته والمطبوعات التي علي شاكلتها ،وأجهزة اعلامها الفضائية.
ويخطيء من لايعتقد أن أجهزة مصر الأمنية لاتراقب مثل تلك الإجتماعات ،ويخطيء من لا يؤمن بأن المطبوعة التي يترأس تحريرها الصحفي المشار اليه ،وكل المطبوعات التي علي شاكلتها ،تمت الموافقة عليها لتقوم بالتخديم علي تلك الأجندة المشبوهة المعادية لمصالح الوطن،بل وتمت الموافقة علي رخص تلك الصحف والفضائيات المرتبطة بها بناء علي ضغوط خارجية أضطرت أجهزتنا للرضوخ اليها تحت ستار دعم عملية التحول الديمقراطي في مصر،وافقت عليها أجهزتنا وهي تعمل في الخفاء لأفساد كل دعاياتها وكل أطروحات تلك المطبوعات المشبوهة ووسائل اعلامها مستغلة عزوف الشارع عنها،أي أن الأجهزة الوطنية المصرية تلعب مع تلك الوسائل الاعلامية لعبة حلق حوش ،وهي سياسة نتمني أن تنتهي من مصر .
ولأن رئيس التحرير المشار اليه ومن علي شاكلته يكررون دوماً علي أسماعنا وهم يحاولون إهانة مؤسسات الثورة المنتخبة ورئيس الجمهورية ،يكررون علي أسماعنا: إن دوائر المؤسسة الأمنية تؤيدهم ،فأن ما يقولونه نعتقد ان فيه جانب من الصحة ،لكون أن من يدعمون تلك الصحف والوسائل الاعلامية هُم مجرد عناصر متغلغلة داخل المؤسسة الأمنية وأجهزتها ،وتعمل تلك العناصر ضد الثورة وضد توجهاتها ولصالح دوائر خارجية معادية لمصر،ولابدأن يتم تنظيف المؤسسة الأمنية وأجهزتها من تلك العناصر.
وهُنا لابد ان نتوقف امام ما ننقله بالنص فيما يلي:"قالت صحيفة «كل العرب» الإلكترونية التى يصدرها عرب 48 إن اللواء عاموس يادلين، الرئيس السابق للاستخبارات الحربية الإسرائيلية «أمان»، ذكر خلال مراسم تسليم مهامه للجنرال «أفيف كوخافى» أن: «مصر هى الملعب الأكبر لنشاطات جهاز المخابرات الحربية الإسرائيلى، وأن العمل فى مصر تطور حسب الخطط المرسومة منذ عام 1979م اي منذ توقيع اتفاقيات كامب ديفيد في 26مارس من ذلك العام ».
وأضاف اللواء يادلين وفقاً لما نقلته مواقع فلسطينية ولبنانية عدة: «لقد أحدثنا الاختراقات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية فى أكثر من موقع، ونجحنا فى تصعيد التوتر والاحتقان الطائفى والاجتماعى، لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائماً، ومنقسمة إلى أكثر من شطر في سبيل تعميق حالة الاهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية، لكى يعجز أى نظام يأتى بعد حسنى مبارك في معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشى في مصر».
الي هنا انتهي النص الذي نقلناه ،والذي يفسر لنا لماذا لاتستقر مصر منذ قيام ثورة 25يناير المجيدة من عام 2011م ؟..،ويوضح لنا لماذا قامت تلك الدوائر بالدولة بالسماح لصحف وفضائيات تعرف انها ممولة من قبل دوائر علي علاقة وثيقة بجهاز الموساد السماح لها بالتواجد والعمل من مصر ؟...،ويوضح لنا ايضا ً لماذا تعمل تلك الصحف ووسائل الأعلام الآن علي ضرب الإستقرار والأمن وتحاول ان تصور لنا ان الفوضي في مصر لن تكون لها نهاية؟... .
وللإجابة علي تلك التساؤلات نقول : تخطط تلك الصحف ووسائل الأعلام لأسقاط مؤسسات الثورة المنتخبة من أول رئيس الجمهورية ومجلس الشوري بعد ان أستخدمت القضاء في إسقاط مجلس الشعب ،وهي هنا لاتريد أن تسقط حكم الاخوان كما تدعي انما تريد أن تسقط الدولة المصرية لصالح موساد،وهذا ما يتوجب علي كل مواطن شريف أن يعرفه جيداً ،لكون أن المنطقي الآن أن كان ما نقوله فيه من المبالغة وعدم الصحة المنطقي أن تعمل تلك الصحف ووسائل الأعلام علي جمع الشمل والمصالحة والوفاق والتوحد وتحشد قواها الاعلامية مجتمعة للدعوة لتلك القيمالتي تحتاجها مصر الآن من اجل تحقيق مطالب الثورة ،والتقدم بوطننا .
لكن الذي تقوم به تلك الوسائل هو العكس ...إثارة الفتنة بين كل المصريين ،وتهديد الأمن القومي لمصر ،وإعلانها الصريح أنها لن تعترف بشرعية الرئيس المنتخب ،بل أن كلباوي الشهير بتوفيق عكاشة رجل الحلف الصهيوني الأمريكي بمصر أعلن عن تكوين جيشا لمحاربة مؤسسات الدولة المنتخبة،فماذا تعني سلوكيات تلك الصحف وتلك الفضائيات الفريدة من نوعها ،لو قارناها بالوسائل الأعلامية المتواجدة في كل دول العالم الديمقراطية،وهي تشق الصف الوطني وتحاول تمزيق وحدة قواه السياسية ،ماذا تعني غير أنها منابر تنفذ خطة الجنرال الإسرائيلي المشار اليها ،وأن تلك المنابر الصحفية والاعلامية تخدم علي طابور خامس يوالي "موساد، وسي آي آيه" ،وهذا ليس مبالغةً منا علي الأطلاق بقدر ما هو واقع تعرفه أجهزتنا الوطنية جيداً وتعيشه يومياً ،ونتمني ان تضع حداً له .
المصدر: المحيط