المقالات و التقارير > حركة الشباب تحاول إرهاب الكينيين من خلال إصدار مجلة إلكترونية

حركة الشباب تحاول إرهاب الكينيين من خلال إصدار مجلة إلكترونية

قال مسؤولون أمنيون ومحللون كينيون إن حركة الشباب تستخدم مجلتها الإلكترونية الجديدة لبث الخوف في نفوس الكينيين ورفع معنويات مقاتليها التي احبطت جراء سلسلة من الخسائر والانشقاقات التي مُنيت بها الحركة.
ظهرت مجلة ’غيدي متاني‘ -أو "إرهابيون على الطريق" باللغة السواحيلية- في نيسان/ أبريل وصدرت باللغتين السواحيلية والإنجليزية. وقالت مقدمة المجلة إنها استوحت الفكرة من مجلة ’إنسباير‘، وهي مجلة إلكترونية تصدر بالإنجليزية عن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية.

وفي عددها الأول سخرت ’غيدي متاني‘ من عملية ليندا نيتشي التي شنتها قوات الدفاع الكينية، والتي يعني اسمها "حماية الوطن"، بإطلاق اسم عملية حماية الإسلام على عملية من عندها.

وتعهدت الحركة بالانتصار على القوات الصومالية وقوات بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم) وقد وضعت على غلاف عددها الأول صورة رجل يطل على مركز كينياتا الدولي للمؤتمرات في العاصمة الكينية نيروبي حاملاً قنبلتين يدويتين خلف ظهره.

وصرح مسؤولون أمنيون لصباحي بأنهم يراقبون المجلة وإنهم سيتواصلون مع الجمهور من خلال الإعلام المحلي لكشف أية أكاذيب تنشرها الحركة.

على الصعيد الرسمي، قال مسؤول منطقة داداب برنارد أولي كيبوري، إن الحكومة طلبت من المدنيين توخي درجة أكبر من الحذر والتعاون مع قوات الأمن لمواجهة الأخطار.

وقال كيبوري إنه لا جديد فيما يتعلق بمحتوى المجلة الإلكترونية إذ تعيد حركة الشباب تهديداتها بمهاجمة المنشآت الحكومية والمدنيين، ثم "وبعد ثلاثة أو أربعة أعداد ستنفذ الأفكار من جعبتهم ومن ثم سيكررون نفس الرسالة مرة بعد أخرى"، على حد تعبيره.

وأوضح كيبوري في حديث مع صباحي بأن الشباب لا تسعى فقط إلى كسب مجندين ومتعاطفين جدد بل إلى ترويع الناس في البلدان الناطقة باللغة السواحيلية ككينيا وتنزانيا وأوغندا وأجزاء من رواندا، وبوروندي وجمهورية الكونغو الديموقراطية أيضاً.

وأضاف بأن [صدور] المجلة يشير إلى أن حركة الشباب قد تم محاصرتها وأنها أخذت تلجأ إلى أعمال يائسة لحفظ ماء الوجه.

وتابع كيبوري قائلاً إن حركة الشباب تنشر مجلتها اليوم بالسواحيلي كي تخاطب جمهوراً أوسع إثر سلسلة من الهزائم التي مُنيت بها الحركة في الصومال.

وفي الشهور القليلة الماضية، خسرت الحركة كثيراً من معاقلها في الصومال، ومنها بلدوين وبيدوا وحدر وأفغويي وبلعاد. كما أن عرض الحكومة بالعفو عن المقاتلين السابقين تمخض عنه انشقاقات كثيرة عن قوات الشباب.
الشباب تعدّ المقاتلين لخسارة كيسمايو

يظهر على غلاف العدد الأخير من مجلة الشباب صورة لطريق مقفر وعنواناً يقول: "الطريق الطويل إلى كيسمايو".

بالمقابل، تتوقع القوات الصومالية وقوات الأميصوم الاستيلاء على ميناء كيسمايو الاستراتيجي في وقت ما من شهر آب/أغسطس.

وقالت المجلة إن "الاستيلاء على كيسمايو لن يكون نهاية الشباب المجاهدين، بل سيشكل بالمقابل بداية الجهاد الطويل ضد كينيا".

ويرى المحللون أن قرار الشباب بتخصيص غالبية العدد الثاني للحديث عن الخسارة وشيكة الوقوع لاخر أهم المعاقل الرئيسية يشير إلى أن الحركة تشعر بضغط كبير.

وقال ديفيد أوتشامي، وهو صحافي مقيم في مومباسا ويقوم بتغطية الأخبار المتعلقة بأنشطة الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط والقرن الأفريقي لصحيفة ذي ستاندارد، إن الشباب لا تصدق أن إخراجها من معقلها يجري على يد قوات عاملتها في السابق بكل ازدراء.وأضاف في حديث لصباحي أن "كيسمايو هي القاعدة الوحيدة المتبقية للحركة التي تحاول صرف الانتباه عنها. إن [كيسمايو] هي المكان الذي تحصل فيه [الشباب] على إمداداتها من السلاح وإذا ما تم الاستيلاء عليها فإن [حركة الشباب] ستصاب بالشلل".

وقال أوتشامي إن الخلافات الداخلية أضعفت الحركة وكذلك فعلت بها خسارتها للكثير من المقاتلين الذين انشقوا للفوز بالسلامة أو بسبب ضعف الحوافز المالية.

وأشار إلى وجوب عدم توقف العملية العسكرية ضد حركة الشاب الآن على الرغم من الهجمات التي تشنها الحركة على المدنيين.

وفي الأشهر الأخيرة، استهدفت الحركة المدنيين بسلسلة من التفجيرات باستخدام الألغام الأرضية والقنابل اليدوية ومن بينها هجومان على كنيستين في غاريسا في الأول من تموز/ يوليو أسفرا عن مقتل 17 شخصاً وإصابة أكثر من 60. وفي 18 تموز/ يوليو، هاجمت الشباب صالوناً للحلاقة وفندقاً في واجير مما أدى إلى جرح أربعة أشخاص.

وقال أوتشامي إنه يتعين على الكينيين عدم السماح للشباب بمنعهم من ممارسة أنشطتهم اليومية.

وأضاف بأن "الكينيين، اليوم مدركون تماماً عواقب مثل هذه الحروب، لكن مهاجمة المدنيين والمصلين بالقنابل اليدوية والألغام الأرضية هي مؤشرات واضحة على أن الشباب منهكة القوى".
الشباب ومزاعم الجهاد الزائفة

قال الرائد المتقاعد من الجيش الكيني، بشير حاجي عبداللهي، إن الشباب تستخدم المجلة في محاولة منها لحفظ ماء الوجه وتحضير مقاتليها الذين أحبطت عزيمتهم لتقبل الخسارة الآتية لمدينة كيسمايو.

واشار إلى أن "العالم يعلم أن قوات الدفاع الكينية [ساعدت في] تحرير أفمادو وأن القوات الصومالية المسلحة وقوات الأميصوم حررتا عدداً أكبر من البلدات والمدن. الجماعة تم محاصرتها تماماً وهي تحاول رفع معنويات مقاتليها".

وذكر عبداللهي لصباحي أن الحركة تضلل الناس عندما تزعم أنها تقاتل باسم الإسلام وقال إنه تنبغي معاملة هذه الحركة بازدراء.

وقالت حركة الشباب في العدد الأول من مجلتها الإلكترونية’غيدي متاني‘ إن كينيا أصبحت عدواً للإسلام منذ أن قررت إرسال قوات إلى الصومال.

إلا أن عبداللهي يرى أن مقاتلي الشباب لا يمكنهم الزعم أنهم مسلمون حقيقيون بينما هم يقتلون المدنيين الأبرياء وإخوانهم من المسلمين.

وقال إن القيادات السياسية الصومالية والقوات المسلحة الصومالية والمدنيين الذي يستهدفهم المسلحون فيهم مسلمون اتحدوا ضد الأعمال البشعة التي يرتكبها هؤلاء المسلحون. وأضاف بأن قوات الدفاع الكينية تضم مسلمين أيضاً في صفوفها.

من جانبه، قال مدير المنطقة الغربية جيمس أولي سيرياني إنه لا يجوز لحركة الشباب أن تزعم أنها تحمي الصومال من الغزو الأجنبي لأن الحركة بحد ذاتها تضم في صفوف مقاتليها أجانب يقومون بقتل الصوماليين الأبرياء.

وأضاف بان أهل الصومال يرحبون بتدخل بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال بعد أن عانوا طويلاً "ولو كانت [الشباب] تدافع عن الإسلام ضد الكفار كما تزعم هي، لما كنا نرى مظاهر البهجة عند الصوماليين في المدن والبلدات المحررة من قبضتها الإرهابية".
المصدر:الصباحي

Navigate through the articles
Previous article «سيناء».. المشكلة والحل النشطاء الشبان يتوقون للربيع العربي في السودان Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع