لم تكد تمضي ساعات معدودة علي قرار السيد الرئيس الدكتور محمد مرسي بالإطاحة بستة شخصيات يارزة من فلول النظام البائد من مواقعهم الرسمية بالدولة ،إلا وصحت العاصمة المصرية القاهرة علي إنقطاع في التيار الكهربائي أمتد الي غالبية الأحياء المهمة والحيوية فيها ،وبشكل لم تشهده "عاصمة المعز"ربما في عصرها الحديث ،وهذا الإنقطاع أستمر لأكثر من ساعتين ،وتزامن بالطبع مع مناخ سيء للغاية وحار جدا،الي جانب صيام شهر رمضان ،وتسبب في تعطل وسائل الإنتاج وحركة المواصلات ،وشل مصالح الناس .
وكان تعطيل إمدادات الكهرباء عن سبق إصرار وترصد كما أجمع الكثيرون ،وكان هذا التعطيل يستهدف أرسال رسالة واضحة من قبل "الفلول" الي مؤسسة الرئاسة وما تمثل ،تلك الرسالة مفادها أنها أخفقت حتي في سد أبسط إحتياجات الناس في وطننا من إمدادات الطاقة بمختلف أنواعها ،تلك الرسالة أمتدت لمرفق المياة منذ ساعات حيث بدأت المياه تتوقف عن أحياء وتجمعات بأطراف القاهرة ولمدد تصل لساعات اليوم ،وهوما تسبب في الكثير من المخاوف لدي السادة المواطنين ،والذين لجأ من يمتلكون المقدرة منهم الي شراء وتخزين المياه المعدنية .
ومن الملفت للإنتباه ان تلك الأعطال في موارد المياة والطاقة تصاحبها حملات دعاية واسعة من قبل وسائل اعلام الفلول ،تلك الحملات تستهدف إظهار الرئيس الدكتور محمد مرسي بأنه فاشل وعاجز علي تحقيق برنامجه الإنتخابي ،وخصوصاً بالنسبة للمائة يوم الأولي ،ومن الواضح ان جماعات الفلول بعد ان اخفقت في قضية الفلتان الأمني ونشر البلطجة علي نطاق واسع في المجتمع ،وأظهار الرئاسة عاجزة عن توفير الأمن للناس ،وذلك بفعل سياسة وزير الداخلية الجديد الناجحة حتي الآن في تتبع المجرميين ،تلك الجماعات بدأت تتجه لرجالها في مجالات أخري ومن بينها مجالات موارد الطاقة .
أذن هي خطة يضعها الفلول للتآمر علي مؤسسة الرئاسة ومؤسسات الثورة المنتخبة في وطننا بشكل عام ،وتلك الخطة تستهدف من خلالها عناصر الفلول وصم مؤسسة الرئاسة ومؤسسات الثورة في عيون ناخبيها وعيون الشعب بالفشل الزريع ،وبالتالي إفقاد الناس الثقة فيها ،لكي يتقدم الفلول بعد ذلك وتتقدم معهم عناصر الثورة المضادة من أجل انهاء مسيرة ثورة 25يناير المجيدة ،وهذا ما يتوجب علي كل ثائر ان يعلمه جيداً ،حيث لاتعميه تحفظاته علي الأخوان بأن تجعله يمضي في ركب الفلول وركب عناصر الثورة المضادة .
وتخطيء فلول النظام السابق إن تصورت أن مؤسسة الرئاسة والمؤسسات الثورية المنتخبة تمضي بلا ..خطة أوهدف للتعامل مع جرائم الفلول ومخططاتهم ومحاولاتهم لتدمير ثورة شعب ،لكون أن كل مخططات الفلول معروفة وتحت الرصد والمتابعة وسوف يتمن احتوائها ،وقيادات الفلول المتبقية بمؤسسات الدولة وأجهزتها ايضاً معروفة وهي تحت المراقبة ،وكل وسائل الفلول التخريبية والتحريضية ،مؤسسة الرئاسة علي علم بها ،وتملك خطة للتعامل معها وفقاً للقانون والدستور .
ولقد رأينا بالأمس كيف تمت مصادرة صحيفة رضا إدوارد المسماة بالدستور بعد ...أن أتهمها عدد من المواطنين بإثارة الفتنة الطائفية وإهانة رئيس الجمهورية ،وعندما ذهب رضا أدوارد للقضاء أيد القضاء تلك المصادرة ،لأن المواد التي تنشرها الصحيفة ليس لها علاقة البتة بحرية الصحافة والاعلام ،كما أننا رأينا كيف رفعت وزارة الإستثمار أمر قناة الفراعين للقضاء ليبت في امكانية إستمرارها من عدمه ،وكيف بدأ النائب العام تحقيقاته في البلاغات التي تقدمت بها اعداد من المواطنين تتهم عكاشة بتهديد رئيس الدولة بالقتل ،وغير ذلك من الإتهامات .
وعلينا أن نتوقع المزيد من العقبات التي تضعها فلول النظام السابق في طريق مؤسسة الرئاسة ،تلك الفلول التي لاتزال تتغلغل في أجهزة الدولة من اجل افشال سياسات السيد الرئيس الدكتور محمدمرسي ،والذي نطالبه ان يستخدم القانون في وقف تلك المهاترات ،ووضع نهاية لكل الأمور التي تعطل العمل والإنتاج وتثير الفتنة الطائفية ،كما نناشد السيد الرئيس ان يبادر بقدر الأمكان وفي اسرع وقت بعمليات تطهير مصر وقطاعاتها من تلك العناصر التي باتت تلعب دور تخريبي ضد الوطن وتهدد امنه القومي،ووصل الأمر بها أن أنحازت لإسرائيل ضد أهلنا في فلسطين ،ورمتهم بإتهامات لاعلاقة لهم بها،مشاركة موساد في تلك الفعلة،وبفجر منقطع النظير ،وبدون حياء او خجل .
مع العلم اننا من دعاة توحيد جهود المصريين ،ومن دعاة العمل علي دعم التوافق بين اللوان طيف المجتمع المصري المختلفة ،وأننا مع المصالحة التي تحتوي كل من لم تتلطخ يداه بدماء أبناء شعبنا ،ومن لم يعذب احد ويقتل أحد ،ويعيث في الوطن فسادا علي كافة الأصعدة ،ونعتقد ان السيد الرئيس يوافقنا الرأي ،لكن الفلول ومن يدور في فلكهم يريدونها فتنة كبري تخدم أجنداتهم الفاسدة ،ويريدونها فوضي تدعم التدخلات الخارجية بشئون ثورتنا وبلدنا ،ويريدونها عدم إستقرار بهدف الأنقضاض علي تلك الثورة ومكتسباتها ،ونحن نقولها لهم ستفشلون .
المصدر:المحيط