وليكُن من المعلوم لكل مواطن مصري ،عن دراية ومعرفة وعلم ،أن الذي قتل أولادنا من جنود وضباط جيشنا في سيناء ،عبر هجوم غادر عليهم وهُم يتأهبون لتناول طعام أفطار أحد أيام شهر رمضان المبارك الفائت ،هم الذين وصفهم القرآن بالذين كفروا ويودون ان نبتعد عن أسلحتنا ليميلون علينا ميلة واحدة ،ونقصد الصهاينة ،نعم "الإسرائيليون هُم من عبروا حدودنا وقتلوا هؤلاء الشهداء غدراً ولاذوا بالفرار ،وهُم يريدون أن يبعثوا برسالة للقيادة الجديدة في القاهرة ،تلك الرسالة مضمونها إما أن تطهروا سيناء من جماعات أصولية تهاجم "إسرائيل"بالصواريخ من وقت الي آخر ،وأما أن سقط منا جنديا إسرائيليا قتيلاً علي أيدي هؤلاء الأصوليين المصريين بسيناء ،فسنقتل قصاده من قوات مصر عشرين ضعف .
وبالتأكيد رسالة موساد وأجهزة العدو وجيش حربه ،كانت مؤلمة ،ومن جهتنا تلقينا في القاهرة وفهمناها جيداً ونتوقع أن يكون ردنا عليهم مزلزلاً ومدويا ً وسنقتل من عدونا عشرين ضعف ما قتله ،ومن يتابع تحركات ابطال جيشنا في سيناء بالأونة الأخيرة يدرك جيداً أن كامب ديفيد سقطت ،لأن في وجودها سقوط لسيناء وضياع لايمكن ان تسمح القيادة الحاكمة في القاهرة به الآن ،ولايمكن ان يسمح به شعبنا ،لكون أن كامب ديفيد بأسمها أهملت تماماً تنمية سيناء ،وبأسمها تم تهميش أهلنا في سيناء ،وبأسمها ظلت أغلب مساحات سيناء منزوعة السلاح ومنقوصة السيادة ،وجراء كل ذلك أستغلت جماعات وقوي خارجية لاتريد الخير لمصر معاناة أهلنا في سيناء لتخترق عناصر منهم وتوظف تلك العناصر بدون ان تدري ضد الامن القومي المصري .
بل ووصل الأمر أن استثمر"موساد"إتفاقية كامب ديفيد في تجنيد عناصر من الأصوليين بسيناء لكي تشن هجمات محدودة الأثر ضد مظاهر وجود الدولة المصرية بسيناء ،علي غرار الهجوم الذي سبق وشنته عناصر تكفيرية علي قسم شرطة العريش ،ولا نستبعد أن تكون الأجهزة الإسرائيلية أستخدمت بعض تلك العناصر في المساعدة اللوجستية لتنفيذ مذبحة رفح ،وهي المذبحة التي جعلت القيادة المصرية تنتبه للمخاطر المحدقة بسيناء ،وتقرر إنهاء مظاهر كامب ديفيد وإستعادة بسط السيادة المصرية علي تلك البقعة العزيزة من أرض مصر .
ولقد تابعت امس انباء تدفق القوات المصرية بدباباتها وأسلحتها الثقيلة وصواريخها داخل أعماق سيناء بسعادة غامرة ،ونعتقد أننا جميعا كمصريين نشعر بالفرحة الغامرة نحو هذا التدفق والذي من خلاله تستعيد مصر سيادتها ،وتستعيد كرامتها ،وتستعيد سيطرتها التامة علي تلك البقعة العزيزة من أرضها ،ونرجو أن لايلتفت قادتنا لأية ردود أفعال غاضبة من قبل العدو الصهيوني ،والذي يتوجب عليه أن يدفع ثمناً باهظاً لمذبحة رفح ،ثمنا تسترد من خلاله مصر دماء جنودها وضباطها الذين قتلوا غدراً ،وهم يتناولون طعام الافطار وبدون أي ذنب جنوه ،وبشكل لايمكن أن يرتكبه الا الغزاة الصهاينة لفلسطين المحتلة.
ومن المؤسف له بينما تشهد المنطقة الحدودية تلك التطورات،وتتفرغ القيادة السياسية لمتابعة العمليات في سيناء الحبيبة ،ويخوض جيشنا مواجهات مع فلول "موساد"المتواجدة بوسطها من أجل تطهيرارض الفيروز من المتأمريين والإنفصاليين والضاليين والأرهابيين ،نجد ثلة من أبناء وطننا تحاول أن تنقلب علي نظام حكم ديمقراطي أختاره الشعب ،ونجد الأعلام الإسرائيلي والأمريكي والصهيوني بشكل خاص سواء كان فيما يسمي بإسرائيل ،أو في مختلف أرجاء العالم ،نجد هذا الأعلام أعلام المارنز يجعل من رموز تلك الثلة ابطالاً ،ويضخم من إستعداداتها ليوم 24 اغسطس الجاري ،بل ويضخم من حجم تواجد تلك الثلة في الشارع المصري ،ومع إحترامنا لأية تظاهرات منظمة وسلمية لاتمارس أعمال الحرق والتخريب وقطع الطرق والعنف ،فأننا نؤكد أن تلك التظاهرات لن يكون لها أي أثر علي الحياة العامة في مصر ،ولن تحقق ما خرجت لأجله،لسبب وحيد أن الشعب ليس معها ولايؤيدها .
المصدر: المحيط