في جبال الوسط الوعرة بأرض الفيروز،الأرض التي ناجي من فوق طورها سيدنا موسي عليه السلام ربه ،ونزلت عليه الوصايا العشرة فوقها،نقول من فوق هذه الأرض تواجه القوات المسلحة المصرية في شبه جزيرة سيناء تشكيل أصولي إنفصالي متطرف دينيا ً ،هذا التشكيل يكفر المجتمع كله ويبيح قتل كل من فيه ،و يسعي لإقامة إمارة إسلامية في هذا الأقليم ،ولهذا التشكيل له إتصالاته بدوائر أقليمية تزوده بالأموال وبالأسلحة ،ومن بينها جهاز "موساد" الإسرائيلي ،وهذا التنظيم الأصولي يخوض الآن حرب إستنزاف ضد الجيش والشرطة المصريين ،وهو يحاول من خلال تلك الحرب أن يخلق بؤرة إنفصالية خطيرة بسيناء الحبيبة .
ومنذ قيام ثورة 25يناير المجيدة وهذا التنظيم يحاول استثمار الأنهيار الأمني الحادث بصفوف قوات الشرطة المصرية،لكي ينال من كل مظاهر سيادة الدولة المصرية علي أرض سيناء ،ومن سيادة تلك الدولة المصرية المقيدة أيضاً بفعل اتفاقية كامب ديفيد علي شبه جزيرة سيناء ،ومن ثم وجدنا التنظيم يحاول إحراج القيادة الحاكمة بالقاهرة مراراً عندما اطلق من داخل الأرض المصرية صواريخ نحو فلسطين المحتلة ، وعندما حاول أحتلال مركز شرطة العريش والسيطرة عليه ،والقضاء علي القوات الأمنية بتلك المدينة وأعلان تحريرها واتخاذها عاصمة للأمارة المرجوة .
وكُلنا يتذكر كيف هاجمت تلك العناصر مركز شرطة العريش وهي ترفع أعلام تنظيم القاعدة السوداء وحاولت أن تسيطر عليه ،إلا أن قوات الأمن تصدت لتلك العناصر وأفشلت هجومها،وأجبرتها علي الفرار ناحية الجبال ،بعدها واصلت تلك العناصر فتح نيرانها علي أكمنة الشرطة والجيش ،وعلي القوات الدولية التي تتولي الأشراف علي تنفيذ أتفاقية كامب ديفيد ،وتلك العناصر المسلحة من خلال هجومها تريد ان ترسل برسالة للقوات المسلحة وقوات الشرطة بأنها متواجدة علي ارض سيناء وتصر علي خوض حرب من اجل تحرير سيناء واعلان امارة اسلامية .
والآن ومنذ أكثر من أسبوعين تخوض قواتنا المسلحة حربا ضروساً ضد هذا التنظيم ،وهي في الواقع تحارب سلسلة من الأجهزة الأستخبارية التي تدعم عناصر بسيناء ،وتصر قواتنا المسلحة علي أجتثاث هذا التنظيم والقضاء عليه قضاء مُبرماً ،ويحارب أفراد هذا التنظيم بضراوة قواتنا المسلحة،ومن المؤسف له أن الطيران الصهيوني بدون طيار تمكن أمس من اطلاق صاروخ علي أحد عناصر هذا التنظيم والذي يتحرك بدراجة بخارية بسيناء فأرداه قتيلاً ،وهو عدوان سافر علي سيادة مصر ،قالت "إسرائيل "أنها لم ترتكبه ،إلا أن الواقع يحملها مسئولية ما حدث .
إن الحل الأمني نراه ليس كافياً من أجل أجتثاث تلك البؤرة الأنفصالية ،وأنه لابد من حل يراعي المشاكل المجتمعية والاقتصادية والتنموية لأهل سيناء ،وهذا الحل يخرج سيناء من دائرة التهميش والأهمال ،ويجعل اهلها ،واهل قبائلها هُم من يواجهون هذا التنظيم الإنفصالي ويضعون حداً لنشاطاته بعد افقاده مبررات وجوده ،كما ان "إسرائيل" عليها ان ترفع يدها عن سيناء وتبتعد عنها تماماً،هذا إن أرادت بالفعل الهدوء علي تلك الجبهة أن يستمر ولاينعكس عليها بالدمار لأن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي ،وهي تتابع العربدة الإسرائيلية والتحرشات بحدودنا .
المصدر: المحيط