بخط يده كتب الرئيس الأمريكي في برنامجه الإنتخابات أنه في حالة نجاحه سيعترف بالقدس الموحدة عاصمة لما أسماه بدولة "إسرائيل" ،وسوف ينقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية من تل ابيب الي جوروزاوم علي حد تسميته لها ،وما دفع الرئيس أوباما أن يفعل ذلك خصمه المرشح الجمهوري والذي تبني نفس الفكرة ،وذلك في إطار الحملة الإنتخابية لإختيار رئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية .
ولقد أنتظرت أن يرد عليه الرئيس محمد مرسي ببيان يُعلن من خلاله رفضه ما جاء ببرنامج أوباما وخصمه حول القدس المحتلة والأعتراف بها كعاصمة موحدة للكيان الصهيوني ،أنتظرت يوم وأثنين وثلاثة وأربعة وأكثر ،ولكن لاحياة لمن تنادي صمت الرئيس مرسي ،وصمت حزب الحرية العدالة وصمتت جماعة الأخوان ،وصمت آخرون،وأنتقل العدوي للحكام العرب فصمتوا جميعاً ،وكأن القدس المحتلة لايوجد فيها ثاني القبلتين والمسجد الأقصي ،ولايوجد فيها كنيسة القيامة ببيت لحم التي ولد فيها السيد المسيح عليه الصلاة والسلام .
وكنت أتمني أن يصدر من قاهرة العروبة بيان سواء جاء من رئاسة الجمهورية أو وزارة الخارجية سيان ،هذا البيان تدين من خلاله مصر الموقف الأمريكي برمته من قضية القدس ،وأن يتضمن البيان قرار بالغاء زيارة الرئيس مرسي للولايات المتحدة الأمريكية المفترض ان تتم نهاية الشهر الجاري ،لكن لم نري سوي الصمت الذليل الذي يذكرنا بسنوات حكم مبارك ،بل ان وزارة خارجية مبارك كانت تستنكر مثل تلك المواقف وتحتج ،وهو ما لم نراه من الدكتور محمد مرسي وهو رئيس منتخب من قبل شعب يرفض تماماً هذا الموقف الأمريكي العدواني .
ومن جهتنا نعلن أدانتنا لموقفي مرشحا الرئاسة الأمريكيان الرئيسيان ،ونحذر واشنطن بأن مصالحها ستكون عرضة للخطر وأن علاقاتها مع العرب والمسلمين سيقضي عليها تماما أن واصلت تنفيذ ما وعدت به الغزاة الصهاينة لأن المقدسات العربية والإسلامية في القدس المحتلة بالنسبة لكل عربي مسيحي أو مسلم ،وبالنسبة لكل مسلم خط أحمر لايمكن التهاون عن أي عبث فيه ،وعلي المؤسسة الحاكمة في واشنطن ان تعي جيداً أن قراراً كهذا سينهي تماما العلاقات العربية الإسلامية مع واشنطن .
كما نعلن رفضنا التام لموقف جماعة الأخوان المسلمين الحاكمة في مصر من قضية القدس ،ونشدد علي ان الجماعة تلتزم الصمت في مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي المتواصل علي القدس الشريف ،وهذا الموقف لاينسجم مع جوهر الدين ،ويشير بوضوح الي أن ثمة سر لانعرفه عن جوهر العلاقات المتنامية بين جماعة الأخوان المسلمين الحاكمة بمصر وبين الولايات المتحدة الأمريكية ،هذا السر سيتضح قريباً ،لاسيما وان جماعة الأخوان باتت تتبني كل سياسات مبارك الخارجية والإقتصادية وتحتفظ بكل مؤسسات مبارك ،وكأن مصر لم تقم فيها من الأساس ثورة.
المصدر: المحيط