المقالات و التقارير > مُرسي ورفاقه بين شقي رحي فلول ونصابين وثوار

مُرسي ورفاقه بين شقي رحي فلول ونصابين وثوار

الإيجابيات الوحيدة التي تحسب للسيد الرئيس الدكتور محمد مرسي منذ توليه مهام منصبه ،هي الإيجابيات المتعلقة بعمليات تطهير متواصلة يقوم بها الآن سيادته لمؤسسات الدولة المصرية من فلول نظام مبارك ،والإنتصار للذين ظلموا من أبناء الحركة الإسلامية ،والذين ظلموا من أبناء الثورة أيضاً ...الذين أدينوا بممارسة أعمال إجرامية عبر محاكمات عسكرية ظالمة،ونرجو أن يستكمل السيد الرئيس إطلاق سراح البقية الباقية في السجون من هؤلاء الثوار ،لكون أنه من غير المقبول علي الأطلاق أن يستمر ثائر واحد في السجن ،ومن غير المقبول أن يكون ثمة رئيس للجمهورية الثانية منتخب من الشعب ويسمح بوجود مدنيين في السجون علي أساس محاكمات عسكرية ظالمة.

وهنا لابد أن نستذكر السيرة العطرة لأبطال مصر ضباط القوات المسلحة الذين أختاروا الأنضمام للثوار وتمت معاقبتهم بالحبس لهذا السبب ونتمني أن يبادر السيد الرئيس الدكتور محمد مرسي بالعفو عنهم ،وذلك نطلاقا من أن وطنهم يعيش حالة ثورية فريدة من نوعها جعلت من ضباط بالجيش يفضلون التعبير عن رأيهم بشكل سلمي وينحازوا للثوار ،وكانت أمامهم وسائل أخري للتعبير عن رأيهم لكنهم فضلوا أحترام القسم العسكري ،وعدم تجاوز الشرعية ،ونعتقد أن ذلك يشفع لهم ولابد من ان يتم العفو عنهم ،ونحن نثق ان السيد الفريق أول وزير الدفاع سيفعلها بأذن الله،لأنه مثل السيد الرئيس من أحرص الناس علي رجال قواته المسلحة ،ولكون أن السيد وزير الدفاع - حفظه الله - مثله مثل هؤلاء الضباط غيرة علي الثورة وهو من أبرز رجال الجيش الذين أمنوا بثورة شعبنا في 25يناير المجيدة من عام 2011م .

ولقد طهر الجيش نفسه في الآونة الأخيرة من الفلول الذين كانوا يدينون بالولاء للنظام البائد ،وكُنا من أوائل الناس الذين طالبوا الجيش بتطهير نفسه ،وكُنا نثق أن جيشنا العظيم سيفعلها ،عندما قلنا لمن يهاجمون جيشنا أرفعوا أيديكم عن قواتنا المسلحة وأتركوها تطهر نفسها ،وبالفعل فعلتها قواتنا المسلحة وطهرت صفوفها وصادق الرئيس الدكتور محمد مرسي علي خياراتها ،لكون أن مصر من حُسن حظها أنها تملك مؤسسة عسكرية عظيمة ،وهي مؤسسة في غاية الأنضباط والألتزام بالشرعية ،وهذا ما قلناه مراراً لثلة من الكائنات الحية شكلاً بوطننا ،تلك الكائنات التي التفت حول احد مرشحي الرئاسة وحاولت أن تزج بجيشنا في الصراع علي السلطة ،وللأسف تلك الكائنات لم تقتنع بما قلناه لها حتي صدمت بتطهير الجيش لصفوفه وصفوف أجهزته،وذلك بعد أن صدمت أيضاً بحياد الجيش في الإنتخابات الرئاسية .

ومن جهته فلقد أتخذ السيد الدكتور الرئيس محمد مرسي عدد من القرارات المهمة منذ تولي سيادته السلطة ونعتبرها قرارات إيجابية للغاية من أبرزها تشكيله فريق رئاسي ضم العديد من الوجوه التي تشرف الوطن والدولة ،وضم أبرز شرفاء بلدنا "مصر الحبيبة" ،كما عين الرجل السفير رفاعة الطهطاوي رئيساً لديوان رئيس الجمهورية ،وهو رجل علي خلق مشهود له بالنزاهة والكفاءة والإستقامة ونظافة اليد والخلق واللسان .الي جانب أختياره رئيسين لكل من الجهاز المركزي للمحاسبات والرقابة الإدارية مشهود لهما بالنزاهة والكفاءة والإستقامة والخلق القويم أيضاً ،ناهينا عن التشكيل الوزاري الأخير وما ضمه من وجوه لها مكانتها .

وختي نكون منصفيين لابد من أن نشير الي أن السيد الرئيس لم يوفق علي الإطلاق في تشكيلات كل من المجلس القومي لحقوق الأنسان والمجلس الأعلي للصحافة ،وذلك بعد أن ضلله رجاله وضللته بطانته ،عندما رشحت له من هُم أقل خبرة وكفاءة لمجرد أنهم أخوان أو يمتون بعلاقات قوية وصلة قربي مع اخوان ،وما هكذا تورد الأبل وتدار الأوطان ،لكون أن الأمور وصلت الي تعيين فلول بالمجلسين ،وتعيين شخصيات تحت مستوي الشبهات ودون المستوي المطلوب ،وهذا ليس رأينا فقط أنما رأي قوي سياسية عديدة في وطننا أنتقدت تلك التشكيلات ،ونعتقد أن جماعة الأخوان ستدفع ثمن تلك التشكيلات غالياً ،الي جانب أنها ستدفع ثمن التغييرات الأخيرة بالمؤسسات الصحفية والتي مكنت عناصر لاعلاقة لها بثورة 25يناير المجيدة من مواقع لاتستحقها في إدارة مؤسسات كان يتوجب ان يكون علي رأسها الثوار،وإن كنت أري أن تلك المؤسسات يتوجب تصفيتها لكون أنها من معالم عصر الطغيان والأحتفاظ بها لاجدوي له .

وهذا الأمر أمتد الي وزارة الأعلام حيث وضع علي رأسها الأخ الزميل الكاتب الصحفي صلاح عبد المقصود لأنه أخوان مسلمين ،وحتي الآن نحن ننتظر تطهير تلك الوزارة ،ونتمني ان يؤكد لنا السيد الوزير صلاح عبد المقصود انه ينتمي بالفعل للثورة ويقوم بواجبه في تصعيد ثوار مبني مايسبيرو ليديروا هذا المرفق الهام ويعبروا من خلاله عن امال ثورة 25يناير ومطالبها ،ويعبروا عن طموحات شعب مصر ،ونثق أن الوزير صلاح عبد المقصو سيفعلها ويطهر هذا المبني بأذن الله ،وأن لم يفعلها فلن نصمت أبداً علي هذا الخراب الذي يعشعش في هذا المبني ،أو علي أستمرار رجال جمال مبارك يديرون اهم القنوات وخصوصا القناة الاولي والثانية والفضائية وقطاع الاخبار وغير ذلك من قطاعات وزارة الاعلام ومرافقها،ونحن نراهم يستضيفون النصابين والقوادين ويدعون بأنهم ثوار وينتمون لشباب الثورة ومن ائتلافات شبابية تنسب للثورة زوراً ووهماً وبهتانا.

ومن الملفت للأنتباه أن أحد النصابين كتب علي حسابه فوق تويتر أو فيس بوك مؤخراً ،كتب ردا علي ما نكتبه أنه ورفاق له يصنعون الأحداث وأمثالنا يتأملها ،صحيح ان لم تستح فأصنع ما شئت،لكون أننا عندما كان هذا النصاب يعمل قوادا ً في أحدي الدول العربية كُنا نحن وغيرنا في سجون مبارك بعد ان قاومنا فساده وطغيانه،ولكون أن كل ذلك حدث بفعل من يديرون مايسبيروا الذين أستضافوا أمثال هذا النصاب وجعلوه يتوهم بالفعل أنه ومن علي شاكلته من قيادات ثورة إن كان لها سلبيات فأنهم من تلك السلبيات التي تنسب اليها .
المصدر:المحيط

Navigate through the articles
Previous article كيف نصنع الديكتاتور؟! لماذا يصمت "مرسي" عقب إعتراف أوباما بالقدس عاصمة لصهاينة ؟ Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع