كيف تدعم "إسرائيل " حركة أصولية تطالب بإقامة إمارة إسلامية في سيناء ؟ ،هكذا تسآءل أحدهم ممن لايملكون رؤية إستراتيجية أو وعياً ،وللإجابة نقول أن الدعم هو دعم مادي ولوجستي ،وهو دعم يتم في إطار خطة معقدة ،تلك الخطة لايشترط ان تلم بها تلك الحركة أو تعرفها ،وإلا فمن أين جاءت العناصر الارهابية المسلحة في سيناء الآن بالمدافع وصواريخ الآر بي جي التي تستخدمها في مهاجمة رموز سيادة مصر علي أرض سيناء.
وتلك الحركات الأصولية بسيناء الآن منها من يعمل ضد "إسرائيل" ويعمل علي مهاجمتها من داخل الأراضي المصرية ،ولقد تعقب "موساد" للأسف أحدي تلك الحركات وفجر دراجة بخارية يستقلها احد قيادات تلك الحركة بشرق سيناء قبيل أسابيع،وثبت بعد ذلك أن جواسيس من أبناء سيناء يعملون مع موساد هُم من أبلغوا عن القيادي الذي قتل غدراً من قبل موساد ،وبالفعل قبضت تلك الحركة الأصولية علي جاسوسين وقطعت رأسهما بالسيف .
ومن هذه الحركات من تري أن معركتها الأساسية مع الدولة المصرية التي تصفها بالكافرة ومظاهر سيادتها ،ولذلك فهي تهاجم المرافق حكومية والأمنية بشمال سيناء التي تشكل مظهر من مظاهر سيادة الدولة،ولامانع عند تلك الحركات أن تتعاون مع العدو الإسرائيلي في سبيل تحقيق غاياتها بضرب النظام الكافر في القاهرة من وجهة نظرها وانتزاع سيناء منه لإقامة إمارة القاعدة الإسلامية ،والانطلاق منها بعد ذلك لتحرير بقية الأراضي المصرية والمقدسات الإسلامية بفلسطين المحتلة .
ولأن تلك الرؤى غير منطقية وشاذة فالعدو الإسرائيلي ليس لديه مانع في التعاون مع أصحابها حيث يقدم أليهم المال والسلاح ،وإسرائيل هنا ما يهمها ان ينهمك الجيش المصري في حرب استنزاف ممتدة مع قطاع من أبناء شعبه ،وتلك الحرب لا حدود لها مع تلك الجماعات المسلحة داخل جبال سيناء التي تتخذ منها ملآذات آمنة ،وهو ما يحدث الآن حيث تهاجم تلك العناصر كما حدث أمس مبني المحافظة ،أو كما حدث قبل ذلك مركز شرطة العريش ،وغير ذلك من المراكز الأمنية .
وللأسف الحكومة لدينا والأجهزة الأمنية لاتسمي الأمور بمسمياتها ،وتطلق علي تلك العناصر الانفصالية لقب المسلحة ،وتصورها علي أنها عصابات من قطاع الطرق ،في حين الخطورة هنا ان تلك العناصر تملك رؤية عقائدية وما تتصوره قضية تخصها ،وهنا يتوجب ان لايكون الحل الأمني هو المعتمد والوحيد للتعامل مع تلك الجماعات ،والتي ربما رفعت السلاح لأنها شعرت بنوع من التجاهل والتهميش والظلم من قبل الدولة المصرية .
ونري ان الحل لمواجهة تلك النواة الانفصالية يكمن في إقامة مشروعات تنموية حقيقية في سيناء والاهتمام بأهل تلك البقعة الطاهرة من أرض وطننا ،وبذل المزيد من الجهود لدمجهم في النسيج الوطني ،وقطع الطريق أمام أية محاولات من قبل أعداء وطننا لاستثمار المظالم الواقعة علي أهلنا في سيناء ،وبالتالي تهديد الأمن القومي لمصري ،ومحاولة إخراج محاولات تفتيت مصر الي حيز الوجود .
وندعو إخواننا في سيناء وهُم كثر ممن يتحلون بالوطنية وحب مصر أن يعملوا مع الأجهزة المعنية من أجل وضع حد لهذا التمرد الذي لن يخدم مصر أبدا، أو يخدم أهل سيناء ،وعليهم أن يعلموا أن سيناء ضحي لأجلها شعب مصر بالغالي والنفيس ،ولن يتركها أبدا للمغامرين وقطاع الطرق وعصابات الفهم الخاطئ للدين.،ولعربدة بني صهيون الذين لايريدون أبدا الخير لمصر.
المصدر: المحيط