المقالات و التقارير > الإسلام دين وحضارة

الإسلام دين وحضارة

انتقد السيد :عادل حمود رئيس تحرير صحيفة الفجر المملوكة للسيد نصيف قزمان، تحريك السفارة المصرية بالولايات المتحدة الأمريكية دعوى قضائية ضد صنّاع الفيلم المسيء لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)، معللاً ذلك بأن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان لا يحمل الجنسية المصرية. وبرر المذكور ما قاله ، إن سيدنا وحبيبنا محمد "صلى الله عليه وسلم" رمز للإسلام وليس مواطنًا مصريًا،مؤكداً أن السيد الرئيس الدكتور محمد مرسي تسرع عندما أعطي تعليماته لسفارة مصر في واشنطن أن تقاضي المتورطين في إنتاج هذا الفيلم.  

التصريح ورد بصحيفة الدستور المملوكة للرجل الأعمال رضا ادوارد منذ قليل ،وهو يلاشك تصريح مستفز، لكون أن المذكور عندما أطلقه تعامل باستهانة مع قضية مقدسة تدخل في صلب عقيدة كل مسلم ،ونحن نعرف أن للمذكور وشائج مودة ورحم ربما تجعله يستهين بعقيدتنا ،ونعلم ان له اتصالاته بدوائر الحلف الصهيوني الأمريكي ،بحكم مهنته أو بحكم الحفاظ علي مصالحه،وهو حر فيما يختاره ،لكن لن نتفهم علي الإطلاق ماذكره حول جنسية رسولنا العظيم.

 وهنا لابد ان نخاطب وجدان أخواننا المسيحيين وغيرهم مما يعيشوا في كنف الأغلبية المسلمة ،لهم ما لنا وعليهم ما علينا ،في إطار القانون والدستور الذي يساوي بين أبناء جميع الشعب المصري،نخاطبهم من منظور إسلامي مختلف ،الا وهو أنهم شركاء لنا كمسلمين في صنع الحضارة العربية والإسلامية ،نعم المسيحيون شركاءنا في صنعها  ،وبمعني آخر أن أخواننا أصحاب الديانات السماوية مسيحية أو يهودية كانوا شركاء لنا في وطننا وساهموا في عمليات البنيان والأعمار فيه ،وساهموا في الثقافة والاقتصاد والفكر والعلم والعلوم والحساب والطب والجغرافيا والتاريخ،وكانوا جزء من الضمير الجمعي العقائدي للمصريين كافة ،تلك هي الحضارة المشتركة التي تجمعنا إضافة لوحدة اللغة والضمير والدم،وتلك هي مقومات حضارتنا التي شيدناها معاً .

 المسلم يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ،وبناء علي هذا الإيمان يحترم جدا أصحاب الديانات السماوية الأخرى ويقدس رسلهم وكتبهم لسبب بسيط ،إلا وهو أنه إن لم يفعل ذلك يكون إسلامه مشكوك فيه ،والمسيحي يعرف ذلك عن المسلم ،ويعلم جيداً أن المسلم يحترم مقدساته ،وبالتالي هو يحترم عقيدة المسلم ولا يقبل أية إهانات توجه اليها  حتى وإن كان هذا الكتابي لايؤمن بعقيدتنا الإسلامية .هذا مع ضرورة الإشارة الي أن المسلم من الأصل لايقبل ان تطال أية إهانات أي دين سماوي،ومن ثم فأن الإسلام ما هو إلا دين وحضارة .

نعم هو دين وحضارة ...الإسلام ..دين يحترم الآخر ،وحضارة شارك في تشييدها المسلمين وغير المسلمين من أبناء الوطن المصري،والمسلم المؤمن يكون أقرب له يهودي أو مسيحي يؤمن بالله ،من مسلم شكلا فقط بالاسم والانتماء ،لكون أن المسلم شكلاً لايعني له الدين أي أهمية في حياته  ،والدين بالنسبة له هو مجرد طقوس ورثها عن أهله ،إما اليهودي أو المسيحي المؤمن فهو يخشي الله في حياته ،لذا يميل بفطرته لنظيره المسلم المؤمن ،وعندما لايحدث ذلك يكون الخطأ هنا في الأفراد وليس في المنهج .  

ومن هنا رأينا عادل حمودة يخرج ايام حكم مبارك ويقول في مقال له بصحيفة الفجر المملوكة للسيد :  نصيف قزمان أن  أبناء التيار الإسلامي والأخوان تحديداً أخطر علي مصر من "إسرائيل" ،ثم يخرج علينا أمس وهو يقول لنا كمصريين أن سيد الخلق الحبيب محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم لايحمل الجنسية المصرية ،وبالتالي يتوجب علي دولة يحمل جنسيتها ان تدافع عنه إمام القضاء الأمريكي وليس مصر ،متناسياً أن الإسلام بالنسبة لمن يعتنقونه يجعلهم يشعرون ان محمد صلي الله عليه وسلم هو الأحب الي قلوبهم من بين خلقه ،وأن الإسلام في حد ذاته وطن .
 

ولا نعتقد ان السيد:عادل حمودة يستوعب ذلك ،لكون أن الدين لايشكل له أية أهمية في حياته ،إلا أن المذكور ومن علي شاكلته عليهم أن يتذكروا دوما أنه ومن معه   يسبحون ضد التيار  في اتجاه جزر منعزلة،ورسول الله الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم ،يمثل لنا القدوة والوطن والآمان والحب كله ،وبالتالي هو أكبر لدينا من كل الجنسيات وكل الأوطان ،ونحن إفراد ننتمي لخير امة أخرجت للناس وسننتصر له بأذن الله ولكل شريف .  

 ولقد أضحك عادل حمودة بما قال كل من قرأ له ،وأستفز بما ذكر كل من وصلته عبارته التي كتبها،وظهر مع من معه علي حقيقتهم ،والتي تشير أنهم ضد كل القيم والمباديء التي تجسد تراث شعبنا


Navigate through the articles
Previous article التاريخ السري للدكتور أحمد زويل بطل عملية "اغتيال جامعة النيل" لماذا تدعم"إسرائيل"الحركة الانفصالية بسيناء؟ Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع