بعد ما يقرب من ساعتين على بثها خبرا حول قرار أصدره مجلس الشورى أمس الأحد، بإيقاف جميع المكافآت التي يحصل عليها رؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية القومية ورؤساء التحرير السابقين، على أن يطبق القرار بأثر رجعي، أعادت وكالة أنباء الشرق الأوسط بث الخبر تحت عبارة مصحح، حيث اختلف عن الخبر الأول فقط في عبارة تطبيق القرار بأثر رجعى. وجاء في الخبر الجديد أن مجلس الشورى أصدر قرارا اليوم بإيقاف جميع المكافآت، التي يحصل عليها رؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية القومية ورؤساء التحرير السابقين.

ومن هذا المنطلق يكون مجلس الشورى كمن ينفخ في قربة مقطوعة يصدر القرار ثم يتدخل الطرف الثالث أو اللهو الخفي في الدولة ليفرغ هذا القرار من مضمونه ،وقرار كهذا أن صدر في نسخته الأولي كان معناه أن يعيد للخزانة العامة عشرات الملايين من الجنيهات وربما أكثر ،والتي نهبها رؤساء تحرير ورؤساء مجلس الإدارات خلال عهد مبارك ،ومن يرفض رد تلك الأموال للخزانة العامة كان السجن سيكون من نصيبه .

وقرار كهذا في نسخته الأولي كان سيطال جلال دويدار وإبراهيم سعده وسعيد سنبل وإبراهيم نافع وسمير رجب وأسامة سرايا ومكرم محمد أحمد وآخرين، ممن تولوا مواقع قيادية في المؤسسات الصحفية  طوال عهد مبارك ،لكون أنه لايزال هؤلاء يعملون أيضاً كتاباً في صحفهم حني الآن ويحتلون أبرز المواقع فيها،والمدهش ان رئيس الدولة عندما التقي رؤساء التحرير كان سمير رجب الذي طالما سب الأخوان ودعا لحبسهم وقتلهم في سويداء القلب ،كان علي رأس الحاضرين ،لكون أنه يترأس تحرير صحيفة أعلانية أسبوعية صفراء .

ولأن هؤلاء الفلول المشار إليهم أصيبوا بالذعر عند صدور قرار مجلس الشورى  وواصلوا الاتصال برجال الأمن الذين سبق وجندوهم بأجهزة الدولة الأمنية المختلفة ،فأن تلك العناصر الأمنية تدخلت لتضغط علي  مجلس الشورى وقياداته لكي يعدل عن تطبيق القرار بأثر رجعي ،ومن هنا اضطرت وكالة أنباء الشرق الأوسط لإعادة بث القرار بصورة أخري بعد تعديله لكي لايتم تنفيذه بأثر رجعي ،وأن  يطبق علي رؤساء مجالس الإدارات ورؤساء التحرير المتواجدين بمواقعهم الآن ورفاقهم السابقين الذين لايزالوا يعملون الآن كمستشارين..

ومن المؤسف له أن رجال مجلس الشورى بات ما يهمهم الآن فقط هو الأموال التي يحصل عليها رؤساء مجالس الإدارات ورؤساء التحرير،بينما يتجاهلون الدور الخطير الذي لعبته تلك العناصر  التي تعادي ثورة 25يناير المجيدة ،حيث أن لكل رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة سابق عمود أو مقال في أفضل الأماكن بصحف الدولة .

وتلك المقالات والأعمدة الصحفية كانت ولاتزال موظفة ضد ثورة وطننا المجيدة ، وكتابها يدسون من خلالها السُم في العسل ،وهم يتآمرون علي ثورة 25يناير المجيدة ،وهذا هو الخطر الحقيقي من استمرار أمثال جلال دويدار ومكرم محمد احمد في أماكنهم حتى الآن .

وبناء علي ما سبق ،إذ ندعو رئيس مجلس الشورى أن ينفذ  قرار استرداد ما حصل عليه رؤساء مجالس الإدارات ورؤساء التحرير السابقين  من مكافآت  بأثر رجعي ،نطالبه أيضاً أن لايسمح لأي رئيس تحرير أو رئيس مجلس إدارة سابق تجاوز ال65عام بالبقاء ككاتب ،وذلك يعتبر بمثابة تطهير واجب الآن لما تبقي من فلول نظام مبارك بالمؤسسات الصحفية القومية  ،ونحذر من تداعيات إلغاء بند بأثر رجعي والذي ورد في القرار بنسخته الأولي لأن تلك الأموال مال عام ولايحق لأحد أن يتنازل عنه.

المصدر: المحيط