المقالات و التقارير > مصر بين الإجلال والإخلال

مصر بين الإجلال والإخلال

* يقولون أن المعاول المستخدمة في الهدم تدل على عظمة البناء......!! وطالما أن الصرح المراد هدمه وتخريبه وتدميره شاهق البنيان ثابت الأركان , فلابد أن المعاول المستخدمة في هدمه وإسقاطه تكون على نفس القدر من القوة والصلابة والمتانة يمكنها من إزالته من على وجه المعمورة فلا تجد له على الأرض مكانا ولاحتى صورة...!!


* والصرح الذي نحن يصدده هو وطن له في التاريخ جذور ممتدة , وله وفى الجغرافيا مواقع معتدة , وله في القلوب حب ومودة . هذا الوطن تعرض لحملات نهب مستمرة منذ سنين فلم يختل...! وتعرض لسيل عرم من الهبش والنبش فلم  يغرق حتى أو يبتل...! زلزلت أرض هذا الوطن زلزالها من شدة براكين الفاسدين , وحمم الهباشين , ونهب اللصوص الحاكمين , ولكن ارض هذا الوطن لم تخرج يوما أثقالها ولم تبح بآلامها , ولم تصرخ من كربها , ولم تشكو أبناءها لأعدائها , كالأم العطوف الودود التي يسئ إليها أبناؤها ويرموها بالحجارة في ظهرها فترميهم هي بأحلى الثمر من خيرها وفضلها...! هذه هي الأم , وهذه هي مصر كنانة الله في أرضه.

* واليوم تتعرض مصر من بعض أبنائها لموجة من النكران والجحود , تكاد تهدم كل السدود, وتمحو تاريخ الآباء والجدود , يريدون لمصر أن تخلع ثوب الإسلام الأبيض الناصع , بل وتمزقه إربا إربا , وتستبدله بثوب العلمانية الأسود المرقع المهلهل....! ونسوا أن الرقعة في الثوب إن لم تكن منه شانته ولطخته ولوثته ...! وثوب مصر لن يرقع برقعة العلمانية أو اليسارية أو الشيوعية حتى ولو تهلهل الثوب وتعرض للشد والجذب.........!!

* إن من يريد أن يمتطى صهوة جواد مصر ويجرها من عنقها شطر قبلة العلمانية أو اليسارية فإنه بذلك يريد بها الإخلال ويجرها إلى الانحلال  ولا يريد لها  بين الأمم احترام أو احتشام أو إجلال...! إن قلب هذا الوطن ينبض بالإسلام وعقله ممتلئ بالإيمان  وطريقه مفروش بورود الفضيلة لابأشواك الرذيلة , وحدود هذا الوطن محاطة بسور الأمانة لابطابور من المرتزقةمحترفى الخيانة..!

* ثلة من العلمانيين وثلة من اليساريين وقليل من الحائرين المترددين يعارضون كل شئ , ينتقدون كل شئ , يسخرون من كل شئ , شوهوا تأسيسية الدستور بالبهتان والزور , حلوا مجلس الشعب ظلما عدوانا , قهرا وغصبا ونكرانا..! أخلوا بميزان الوطن, فشوهوا عقله حتى طوي الوطن دفاتره وألقى محابره ورفعت الأقلام وجفت صحف الوطن إلا من السفاهات والخيانات والاتهامات .

*إن هناك شرائح سياسية لم يخوضوا يوما غمار بحر السياسية الهائج الأمواج , ولم يكونوا يوما ما حكومة واقعية أو معارضة قوية , بل جلسوا على شاطئ السياسة يصطادون الهفوات ويضخمون العثرات ويضعون في طريق الوطن الحفر والمطبان لعرقلة مسيرة تقدمه فإذا سقط الوطن هللوا وكبروا وحمدوا الله...!! إنهم مجرد ظاهرة صوتية حنجورية هلامية استعراضية...!!

* آن الأوان للفاسدين أن يرتدعوا وينتهوا ذلك خير لهم.
* آن الأوان للعلمانيين أن يراجعوا أفكارهم بل أوهامهم وأحلامهم.
* آن الأوان للمتربصين بالوطن أن يبحثوا لهم عن ملجأ أو مغارات أو مدخلا يولون إليه وهم يجمحون...!
* آن الأوان للمتآمرين أن يتوبوا قبل أن يحل عليهم من ربهم غضب وذلة ومهانة.
* آن الأوان لكل هولاء أن يخلعوا أوتاد خيمتهم بأيديهم قبل أن يطيح بها الريح في يوم عاصف فتتهشم رؤوسهم وتتبعثر أفكارهم فينكشف من أمرهم ومكرهم وخبثهم مالم يكن يوما معلوما.

* آن الأوان أن تتبوأ مصر مكانتها السامقة بين الأمم وريادتها بين الدول وكرامتها وهيبتها بين الشعوب.


* لن ترفع مصر لأعدائها في الداخل راية الاستسلام ولن تولى مصر وجهها يوما شطر قبلة عمرو حمزاوى ولامنهج نوال السعداوى ولا عقيدة فريدة الشوباشى ولا اتجاه هذا الكاتب المارق الفاشي ولن يسيل لعاب مصر يوما لأموال ساو يرس المنهوبة المسروقة من دم البؤساء الفقراء ولن تتأطأ مصر هامتها العالية أمام ضربات وقاذفات الفاسدين , ولن تحنى مصر ظهرها مهما طال بها الوقوف على رصيف الانتظار وفاتها القطار..!


*كلمة واحدة

مصر بدينها وحضارتها وتاريخها ستخلع الأشرار وستزرع الأخيار فالذي خبث لايخرج إلا نكدا وكفانا هما ونكدا وضياعا وشرودا , ومهما علت الرمم البالية الرخيصة على سطح الماء فان الدرر الغالية النفيسة لن يضرها يوما استقرارها في قاع البحر...! ولا يصح إلا الصحيح وزهرة مصر لن تذبل مهما جفت وذبلت لان رحيقها يدل على أصلها وأن شذا عطرها لن يجف يوما لان زهرة مصر رويت بدماء الشهداء على مر العصور وصدق من قال : من أشد النوازل دولة الأراذل....! ومصر لم ولن تكون يوما إلا دولة للأفاضل الذين يجاهدون فى سبيل الله والوطن من الخنادق لا من الفنادق , بالخناجر لا بالحناجر , بالتجرد والعمل والإخلاص لا بالدناءة والإساءة والرداءة.

* وستبقى مصر رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشماء.
* اللهم اجعل مصر آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان والله أكبر وتحيا مصر وطنا حرا كريما .

الشعب الجديد

 


Navigate through the articles
Previous article المعهد الديمقراطي الأمريكي يروج لتقريره حول تشريعيات ماي 2012 إنجاز مرسي الوحيد في أول مائة يوم إزاحة العسكر Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع