رصدت دراسة حول الهجرة في فرنسا، أعدها المعهد الوطني للإحصائيات والدراسات الاقتصادية في باريس، تراجعا في هجرة الجزائريين إلى فرنسا مقارنة مع مهاجري بلدان أخرى.
لاحظت دراسة جديدة قام بها المعهد المذكور بعنوان ''المهاجرون والمنحدرون من المهاجرين في فرنسا'' نشرت أمس، أن عدد ''الجزائريين المنحدرين من المهاجرين الأصليين، ارتفع بنسب مضطردة منذ سنوات السبعينيات، وأدرجت ارتفاع النسبة في سياق شامل لواقع الهجرة إلى فرنسا منذ منتصف القرن الماضي، بالنسبة لمجمل الجنسيات، وإن رصد تقرير ''انخفاض'' في عدد المهاجرين الجزائريين لأسباب لم يذكرها، والواضح أنها مرتبطة بدرجة أولى بأزمة اقتصادية خانقة تعتصر تفكير قادة فرنسا الجدد، الذين ارتبكت سياساتهم حيال هجرة ''قديمة'' صارت تفرخ أجناسا غير فرنسيين، عبرت عنهم الدراسة بلغة الأرقام، قالت فيها إن باريس لاحظت ''ارتفاعا ملحوظا في أحفاد المهاجرين الجزائريين من إجمالي رقم ارتفع من 554 ألف منحدر ''الأبناء والأحفاد'' عام 1975 إلى 710 آلاف منحدر سنة 2008، بزيادة قدرت بـ28 بالمائة، وتبدو هذه الأرقام مغايرة لواقع ما بعد 2008، تحت تأثير الأزمة العالمية التي أعادت المئات من الجزائريين إلى بلدهم، بينما تتوافق الدراسة الفرنسية مع ما ورد في تقرير منظمة بلدان التعاون والتنمية، الصادر مؤخرا في باريس، والذي نبه إلى تراجع نسبة الهجرة الدولية في عام 2010 إلى 6 بالمائة مقارنة مع سنة 2008، على أن الجزائر لم تعد تصدر المهاجرين بغرض العمل كما كانت عليه في السابق، وعزا التقرير الأسباب إلى الأزمة العالمية، والبطالة والسياسة الجديدة للهجرة التي تبنها باريس ''ساركوزي''، وهي سياسة -حسب التقرير- منفرة للهجرة. ويشكل الجزائريون في فرنسا الأغلبية من جملة ثلثي الكتلة المهاجرة من خارج بلدان الاتحاد الأوروبي، والتي بلغت 12 مليون مهاجر بأبنائهم وأحفادهم، عام 2008، ويقول جيرارد بيفيي، مسؤول شعبة الإحصائيات في معهد الإحصائيات والدراسات الاقتصادية في باريس أن المهاجرين الجزائريين كانوا ضمن منظومة الهجرة التقليدية المتكونة منهم ومن البرتغاليين والإسبانيين والإيطاليين والمغاربة، وذلك لأسباب ''تاريخية يعرفها الجميع''، بينما تبدلت هذه المنظومة، من خلال تراجع هجرة مواطني البلدان الأوروبية في هذه المنظومة، وبالتالي بقاء الجزائريين ثم المغاربة في صدارة أرقام الهجرة، بالنسبة للعرب، لكن الواضح أن باريس حولت أنظارها من قضية ''الهجرة الآنية'' إلى ''المنحدرين من المهاجرين'' الذين صاروا يمثلون ''شوكة'' في حلق الإليزيه، ولكن ''مادة انتخابية دسمة، تستخرج كل خمس سنوات''.
وركزت الدراسة على ''الجيل الثاني من المهاجرين الذين ''ضخموا'' كتلة المواطنين من غير الأصول الفرنسية ومن خارج بلدان الاتحاد الأوروبي، بنسبة تتعدى 11 بالمائة، أكثـر من 4 ملايين ونصف ''ابن أو حفيد'' مهاجر من أحد الوالدين فقط، وتتعدى أعمارهم 18 سنة، في إحالة إلى ''مشكل'' تعاني منه فرنسا، ويتعلق بالبطالة وتكليف الحماية الاجتماعية وما يترتب عنهما، وهي أكبر المشكلات التي يعاني منها البلد، في أزمته الاقتصادية، خاصة وأن ''المنحدرين من المهاجرين'' يمثلون لوحدهم رقم 6 ملايين ونصف مليون شخص، أكثـر من 11 بالمائة من نسبة السكان الإجمالية.
وتعكس الدراسة ما أكدته تقارير الهجرة من أن المهاجرين ''الجدد'' الذي تناقص عددهم بجلاء، لا يمكثون في هذا البلد طويلا، حيث يتخذون وجهات أخرى على غرار ألمانيا وبريطانيا بحثا عن فرص عمل أفيد وحياة أفضل، الأمر الذي يبرره ارتفاع عدد طلبات التأشيرة ''السياحية'' من القنصليات الفرنسية بالجزائر، مقارنة مع أصناف الفيزا الأخرى.
في تبدل لطبيعة الهجرة الجزائرية التي كانت في السابق ''أسرية'' وتحولت إلى ''فردية'' أصحابها شباب.
الخبر
Navigate through the articles | |
ضغوط على الجزائر لمراجعة النظام الانتخابي والمساواة بين الجنسين | الجزائر ترفض منح تسهيلات لقوات ''كومندوس'' فرنسية |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|