أول مرة نتأكد أنه من الممكن أن يكون رئيس الدولة رجل صالح أو مؤمن ،وحوله بطانة سوء تزين له طريق الخطأ ،نعم أول مرة نتأكد من ذلك هذه الأيام ،عندما نجحت بطانة السوء حول الرئيس مرسي أن تزيل من طريقه كل الخيرين في الوطن وتقوده نحو سلسلة من القرارات الخاطئة ،بدأت عندما تدخل الرجل ليلغي حكم قضائي بحل مجلس الشعب ،وانتهت بالقرار الذي أصدره الرئيس مرسي باستبعاد النائب العام عن منصبه ،وما بين البداية والنهاية ظهر الرئيس ضعيفاً ومخطئا ومتردداً بشكل أفقد الرجل جانب كبير من بريقه ،وأضاع من هيبة مؤسسة الرئاسة ما نأسف له.
والقاسم المشترك ما بين القرارين ليس أشخاص أو شخوص أعضاء البرلمان المصري ،ولا شخص النائب العام ،إنما القاسم المشترك هو احترام القانون ،ولا يعنينا في شيء تغيير النائب العام رغم اقتناعنا بضرورة تغييره ،بقدر ما يعنينا أن نحترم القانون وأن نغير النائب العام في إطاره ،هذا بعد أن أتفق من بيدهم الأمور منذ قيام الثورة علي الاحتكام لقوانين عصر مبارك ،وتغييب الشرعية الثورية .
وبالتأكيد من يوسوس للرئيس باتخاذ قرارات خطيرة ينتهك من خلالها القانون مستشارين له في شتي المجالات ،ومن يزينون له طريق الضلال هؤلاء المستشارين أيضاً ،وعلي سبيل المثال يستشير الرئيس عناصر في الأعلام وفي قطاع الصحافة حول المشاكل المتفجرة ،وللأسف يشيرون إليه بترك الأمور للدكتور أحمد فهمي ومجلس "مبارك:" الأعلى للصحافة ليسوي تلك المشاكل التي تتعلق بمصالح صحفيين وبصحف موقوفة ومتعثرة ،وتكون النتيجة أن يتعامل هؤلاء المستشارين برئاسة فهمي مع الصحافة والأعلام كعزبة أو إقطاعية ،وبشكل أسوأ مما كان يتعامل به رجال صفوت الشريف ،وبذلك يلحق المزيد من الإخفاق ببرنامج الرئيس .
وأيام الرئيس المخلوع حسني مبارك كان البعض يقولون لنا ،العيب ليس في الرئيس إنما العيب فيمن حوله ،وكُنا نحاول أن نصدقهم ،لكن في النهاية أتضح لنا أن الرئيس المخلوع بات كمن حوله من فرط استماعه إلي وسوستهم ، والآن بتنا نخشى علي السيد الرئيس الدكتور محمد مرسي أن يصبح كمن حوله ،خصوصا ً بعد أن أفقده من حوله وأفقدوا مؤسسة الرئاسة جانب مهم من هيبتها وبريقها.
والخطورة هنا ،أن فقدان المؤسسة المشار إليها لهيبتها لايلقي بظلاله عليها فحسب ،أنما يلقي بظلاله علي جماعة الأخوان المسلمين وعلي برنامجها لأنقاد الوطن ،وذلك لكون أن كافة أبناء شعبنا علي قناعة بأن الرئيس هو منفذ لسياسات تلك الجماعة ،وهي السياسات التي بات العامة يشعرون أنها تسير في طريق غير مطمئن ،لكون أن الناس لم تعد تشعر بأي تحسن في حياتها ،ومن كانوا ينتظرون حل مشاكلهم تتفاقم أوضاعهم سوء بشكل أسوأ مما كان قبل ثورة 25يناير المجيدة ،وهو ما يحمله الناس لحكم الأخوان .
وللأسف بات الرئيس لايستمع إلا لوجهات نظر عدد من مستشاري السوء من حوله داخل وخارج القصر الرئاسي ،و هُم لايملكون أية خبرات باستثناء الانتماء لجماعة الأخوان ،وتلك كارثة ستصب في النهاية ضد مصلحة الوطن ،ولن يستفيد من ذلك إلا القوي المعادية لمشروع النهضة وللبرنامج الإسلامي الذي طرحه الرئيس لقيادة الدولة المدنية ،ونحن هنا نريد أن نعرف من الذي أعطي الأمر لعناصر تنتمي للإخوان أن تهاجم منصة التيار الشعبي في ميدان التحرير وتحطمها ،أن ما فعلته تلك العناصر الآثمة دق أول مسمار في جسد جماعة الأخوان منذ قيام الثورة ،ولابد من مسألتهم علي فعلتهم تلك.
وإذا كانت العناصر الاخوانية تعتقد بفعلتها المشئومة تلك أنها تدافع عن الرئيس في مواجهة الهتافات ضده وعن جماعة الأخوان فتكون قد ضلت طريقها وأخطأت خطأ ذريع ،لكون ان من هاجموا الرئيس والجماعة كانوا يعبرون عن وجهات نظرهم بشكل سلمي ،ومهاجمتهم تعني بعث للمخاوف التي سبق وتفجرت من مخاطر وصول التيار الإسلامي للحكم علي الحريات والحقوق الآدمية ،وإن كان البعض يزعمون أن ما حدث بمثابة رد فعل ،فأن القرآن يقول لنا ما معناه أنه لايتوجب أن نرتكب خطأ جديد رداً علي خطأ أرتكب من قبل .
وذلك في قوله تعالى،بسم الله الرحمن الرحيم : ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير"صدق الله العظيم .
وتكون جماعة الأخوان تملك من الشجاعة الكثير إذا ما خرجت ببيان تعتذر فيه عما حدث بدلا ً من نفي أي دور لها ،لأن من حطموا المنصة يعرفهم الثوار بالاسم، ويعرفون أنهم ينتمون لجماعة الأخوان المسلمين ،وللأسف فلقد خدعتنا عناصر اخوانية بتصريحات تتبرأ فيها مما حدث ،لكن تبين لنا أن للإخوان دور فيما حدث ،وبالتالي يكون هذا التبرؤ كذب لايرضاه الله ورسوله .
المحيط
Navigate through the articles | |
رسالة ... " لإسرائيل" | طبول الحرب تقرع في مالي |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|