المقالات و التقارير > لمصر.. رب يحميها

لمصر.. رب يحميها

نحن على يقين أن مصر كنانة الله فى أرضه، الله يحفظها ويحميها رغم كيد الكائدين وتدبير المتربصين الذين يسعون لإغراق البلاد فى الفوضى العارمة بعد الأحداث التى شهدناها طوال الأسبوع الماضى، تظاهرات اختلط فيها العنف بالسلمية، وكان المشهد الأبرز يؤكد ممارسة القوى السياسية المعارضة للتيار الإسلامى والإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس محمد مرسى لكل أنواع البلطجة على جميع الأصعدة.. بلطجة جنائية شهدها شارع محمد محمود ومحيط السفارة الأمريكية وقصر العينى بحرق الأبنية والمدارس ومكتب الجزيرة مباشرة، وحرق وتدمير مقر اعتصام أسرة الدكتور عمر عبدالرحمن، وما تبعه من حرق مقرات الإخوان فى عدد من المحافظات وقتلى وجرحى من شباب فى عمر الزهور، المثير فعلا موقف الإعلام الخاص الذى يشارك بقوة فى الفوضى،فمنذ أيام أصدر وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود قرارًا إداريًا بمنع بث قناة «دريم» من مدينة الإنتاج لمدة أسبوع قامت الدنيا ولم تقعد دفاعا عن حرية الإعلام، فى حين غض العلمانيون الطرف عن حرق مكتب قناة الجزيرة وتدميره أمام الرأى العام، على الرغم من خطورة هذا الفعل على سمعة البلاد باعتباره يعكس صورة فوضوية لمصر أمام العالم كله.

الأغرب من ذلك هو صمت وزارة الداخلية التى أكدت اعتراف أكثر من 348 صبيا بالحصول على أموال ومخدرات نظير هذا التخريب، وهو ما يثير التساؤل حول صمت وزارة الداخلية عن هؤلاء المجرمين المحرضين على حرق وتدمير المنشآت؟ ولماذا يتم الشغب فى محيط السفارة الأمريكية؟ لماذا لا تصدر الداخلية بيانًا للرأى العام تطلعنا فيه بكل شفافية عن هؤلاء المخربين والداعين للبغى والعدوان؟ ثم من المسؤول عن الدماء التى أريقت فى هذا الشغب؟ قطعًا الأرواح التى زهقت معلقة فى رقبة المحرضين على الخروج على مرسى الرئيس المنتخب بعد الثورة.

الأكثر غرابة هو البلطجة السياسية التى قادها الفرقاء البرادعى وصباحى وموسى لقيادة الشعب للفوضى؛ واضعين أيديهم فى يد الفلول الذين فتحوا الخزائن لتجنيد أكبر عدد من البلطجية فى التظاهرات.

وإذا سمعت الهتافات التى دوت فى ميدان التحرير تعرف على الفور إن الهدف إسقاط الرئيس والانقلاب على الديمقراطية التى جاءت بالرئيس من خلال إرادة شعبية حرة بالإضافة إلى إسقاط اللجنة التأسيسية التى أنجزت أعظم دستور فى تاريخ مصر فالمقصود اعتصامات التحرير التى يقودها فرقاء مختلف المذاهب والأفكار هو هدم مؤسسات الدولة وإغراق سفينة الوطن للتخلص من الإسلاميين بأى ثمن حتى وإن كان الانقلاب على الثورة.. إنها الفتنة التى تشعلها بعض القوى السياسية من أجل حصد المكاسب وجنى الثمار، أنا أدعو كل القوى السياسية فى مصر أن تفزع من قلوبها داعية رب العالمين «ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إن هديْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ».

اليوم السابع


Navigate through the articles
Previous article الجريمة الكاملة مسودة الدستور المصري الجديد Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع