نشرت الصحف المصرية روايات مرعبة
عن الأفعال التي قام بها المتظاهرون من الاخوان عند القصر الجمهوري - ومنها قطع أذن
متظاهر، وسحل سفير سابق هو يحيى نجم، كما أفرجت النيابة عن جميع الذين اتهمهم
الإخوان بممارسة العنف، وإرسالهم للطب الشرعي لإثبات إصاباتهم - وتحذيرات الجيش من
نشر الفوضى وضرورة الحوار، وإجلاء ميليشيا الإخوان من أمام القصر الجمهوري، وصلاة
الرئيس الجمعة داخل القصر، بينما اعلن خطيب مسجد فاطمة الشربتلي المجاور لمسكنه في
التجمع الخامس والذي كان يصلي فيه عادة ويلقي خطبة معارضته الإعلان الدستوري مما
اثار بعض الموجودين وطلبوا عدم الحديث في السياسة، وإعلان المتظاهرين في مدينة
المحلة الكبرى بمحافظة الغربية وسط الدلتا ان المدينة لا تعترف بسلطة مرسي، وقيام
جماعة 'حازمون' بمحاصرة بوابة رقم أربعة في مدينة الانتاج الإعلامي لمنع بعض مقدمي
البرامج من الدخول والمطالبة بتطهير الإعلام، ومؤتمر للشيخ محمد حسان في الغردقة
عرض التقدم بمبادرة منه للحل ناسياً تورطه في التحريض ضد المعارضين، ودوره السابق
مع نظام مبارك والمجلس العسكري، وبعد أن استمع الناس له خرجوا في مظاهرة ضد الإخوان،
كما رفضت القوى والأحزاب الممثلة في جبهة الانقاذ حضور الحوار الذي دعا إليه الرئيس
وحضرته مجموعة من الشخصيات والأحزاب، وبعض الشخصيات حضرت لعدم الإحراج وأحزاب لا
قيمة لها، وأما المؤثر منها فكلها تنتمي للتيار الإسلامي، وهي الحرية والعدالة
والوسط والبناء والتنمية والأصالة، وقاموا بإصدار إعلان دستوري جديد مع الاحتفاظ
بما ترتب على الإعلان السابق من قرارات وعدم الطعن عليها، أي عدم الطعن على تعيين
رئيس الجمهورية نائب عام أو على إعلانه السابق، وإجراء الاستفتاء في موعده يوم
السبت ورد جبهة الانقاذ بالرفض ودعوتها الجماهير للنزول للميادين، واتهام الإخوان
بتقسيم مصر.
هذا وقد أخبرني زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم في صحيفة الشروق انه شاهد
بأم عينيه مرشد الإخوان السابق خفيف الظل محمد مهدي عاكف وهو على مكتبه ويقول
للرئيس: ولو حد قالك انك بالإعلان الدستوري بتقسم مصر ابقى قولهم زي ما أنا قلت لهم
قبل كده، طظ في مصر وأبو مصر، وللأمانة فلم اتصل بعاكف للتأكد من رواية عمرو.
وإلى عرض غير مكتمل لما يحدث:
الاخوان يقودون البلاد لحرب اهلية
وهكذا وضع الإخوان المسلمون وحلفاؤهم من السلفيين وبعض الشخصيات والاحزاب الصغيرة،
وضع مصر هي أمي لأول مرة في تاريخها على أبواب حرب أهلية حقيقية، عندما أصدر رئيس
الجمهورية إعلانا دستوريا يلغي به القضاء ويمنع الطعن على قراراته السابقة والتي
سيتخذها، وسكت عن حصار أنصاره للمحكمة الدستورية العليا، وأخذ يتحدث عن مؤامرات
بررت له إلغاء سلطة القضاء دون أن يقدم أي معلومات عنها يبلغ بها النيابة.
وعندما ألغى وجود الدولة نهائيا لدرجة انه استدعى ميليشيا جماعته من الإخوان
بالهجوم على عدة خيام لمحتجين امام القصر وضربهم، بينما الحرس الجمهوري داخل
الأسوار كان بإمكانه إصدار الأوامر لضباطه وجنوده بالخروج وحمايته، وتسبب في إشعال
حريق هائل في كل المحافظات بعد المشاهد المرعبة التي رآها الجميع ثانية بثانية،
وحرق مقرات حزب الإخوان والجماعة ومقرهم العام في المقطم، وهو أمر مؤسف ولا نوافق
عليه، وتعرض أحد قادتهم في الإسكندرية للضرب وهو المحامي صبحي صالح، وايقاف سيارته
عند محطة القطار في سيدي جابر وانزاله منها وحرقها، وإحداث إصابات جسيمة به، وقال
أن عددا من المتظاهرين اقترح ان يوثقوه بالحبال ويضعونه على شريط القطار حتى يدوسه
لولا أن آخرين رفضوا وحملوه إلى مستشفى قريب. واتهم صديقنا والسياسي أبو العز
الحريري بتدبير الاعتداءات عليه رداً على اعتداء الإخوان عليه هو وزوجته.
وظهر المرشد العام يوم الجمعة في الجامع الأزهر اثناء تشييع جنازة اثنين من شهداء
الإخوان وعقد مؤتمرا صحافيا في مقر المقطم، قال فيه ان من بين شهدائهم الثمانية
اثنان من ابناء محمود عزت نائب المرشد، وبهذه المناسبة نقدم له أحر التعازي.
المرشد: سنقتل من قتل من الاخوان
كما قال المرشد انهم سيقتلون من تعرضوا لهم. إذ نشرت 'أخبار' أمس في صفحتها الرابعة
بالنص عن تغطية زميلنا أحمد داود قوله: 'لن نترك من تسببوا في القتل والتخريب
وإثارة الفوضى أحراراً أو أحياء، والإخوان عاشوا يحترمون الدستور والقانون'.
ولا أعرف أي احترام لدستور ولقانون لدى هؤلاء الناس وهو يدعو علناً إلى القتل ويلغي
الدولة، كما قالت شقيقة الشهيد الشاب محمد السنوسي، وشقيقه سامح ان محمد ليس من
الإخوان، وقد جاءهم بعض الإخوان وطلبوا منهم أن يقولوا انه منهم، وإخراج جنازته من
الأزهر، ولكنهم رفضوا وخرجت الجنازة من حارتهم وأقيم العزاء فيها.
تفاصيل ما جرى حول القصر
والى تطورات الأحداث ورصدها وفي 'أهرام' الجمعة نشرت عدة تحقيقات شارك في إعدادها
زملاؤنا وجدي رزق وعصام الدين راضي ونجي البطريق، وجاء في أحدها: 'في جولة
لـ'الأهرام' مساء - الأربعاء - في منطقة قصر الاتحادية بدأنا من شارع الثورة مع
تقاطع شارع بغداد فوجدنا عددا كبيرا من الاتوبيسات وسيارات الميكروباص التي أتت الى
منطقة قصر الاتحادية وقال لنا الأهالي، انهم كانوا يرون شبابا ينزلون من هذه
السيارات ثم يحملون شنطا في إيديهم ويتوجهون بها إلى تلك المنطقة المحيطة بالقصر،
وبدورنا حاولنا أن نتحقق من كلام المواطنين فوجدنا عددا من هذه السيارات التي تحطمت
في الاشتباكات وأرقامها م - ن- 1839 أتوبيس، و، م، ف، أ ميكروباص شبين، و ر، ق، أ،
3756 ميكروباص، وانتقلنا إلى مكان الاشتباكات من اتجاه شارع الميرغني فوجدنا أعداداً
هائلة من الإخوان ومؤيديهم، منهم من كان يدير الحركة ومنهم من كان يوجه الناس بصيحة
الله أكبر فيتجمع الكل حوله ويبدأون الحشد والهجوم على الطرف الثاني، وكان منهم من
هو مكلف بالدخول الى مكان الأحداث ليخطف أحد المعارضين وينهالون عليه ضرباً باليد
والركل والحجارة وأحيانا الخشب التي كانت في أيديهم على بعد خمسمائة متر من قصر
الاتحادية وذلك حتى يغشى عليه، وجدت ايضا شبابا منهم يحملون أسياخا ضخمة من الحديد
بطول متر أو متر ونصف المتر، في أيديهم للاعتداء على المعارضين، وفي منتصف الليل
تقريبا التقيت الشيخ عبدالله المحمدي إمام وخطيب مسجد بالتجمع الثالث بالقاهرة
الجديدة فسألته عن رأيه ولماذا جاء اليوم إلى قصر الاتحادية؟ فقال أن المجموعة
الموجودة الآن من الإخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية جاءت من أجل الدفاع عن
شرعية الرئيس المنتخب، وشرعية الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس بصفته رئيساً
للجمهورية خولت إليه سلطة التشريع، وقال الحاج مصطفى عبدالفتاح عامل جراج في شارع
كليوباترا بمنطقة مصر الجديدة في السابعة مساء فوجئنا بعدد كبير من السيارات
الميكروباص والاتوبيسات تأتي إلينا من خارج القاهرة تنقل الناس وتعود على الفور ثم
يذهب هؤلاء إلى قصر الاتحادية وبعد نحو أربعين دقيقة بدأوا في تحطيم السيارات'.
تحالف الاخوان والسلفيين لضرب المتظاهرين
وهذا تقرير ميداني نشرته صحيفة قومية رئيس تحريرها زميلنا عبدالناصر سلامة عينه
الإخوان ويثبت تحالف الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية وسلفيون مع الإخوان،
في الترتيب لهذه العملية، والقيام بالاعتداءات.
وفي تحقيق آخر بنفس الصفحة قالت 'الأهرام': 'أضاف شاهد عيان أن هذه الميليشيات كانت
تقوم بخطف كبار السن والشباب والفتيات الذين لا تتجاوز أعمارهم ستة عشر عاما
ويقومون بالاعتداء عليهم في مداخل العمارات وكسر أيديهم وأقدامهم'.
غرف تعذيب لقوى المعارضة حول القصر
وإذا تركنا شهادة 'الأهرام' سنجدها تنطبق تماماً مع تحقيق 'المصري اليوم' في نفس
اليوم والذي أعده زملاؤنا محمد الجارحي وحسين رمزي وكمال مراد، وجاء فيه: 'بعد
سيطرتهم على محيط قصر الاتحادية أقام شباب جماعة الإخوان المسلمين ساحة استجواب عند
البوابة المواجهة لمسجد عمر بن عبدالعزيز بشارع الميرغني، كل غرفة منها مؤمنة
بكردون أمني وحواجز حديدية ولا يقتصر الاستجواب فيها على من ألقي القبض عليه من
المعتصمين المعارضين على، س، وج، بل تحولت إلى غرف تعذيب لانتزاع اعترافات من القوى
المعارضة وتعليق بعضهم على أسوار القصر الرئاسي، والمصري اليوم قضت ثلاث ساعات في
احدى هذه الغرف والتي دخلناها بصعوبة، وبعد وساطة من زميل يعمل بقناة مصر 25
الفضائية المحسوبة على جماعة الإخوان، المفاجأة أن الموجودين ليسوا فقط من شباب
الجماعة، فهناك لواءات وضباط شرطة بملابس عسكرية وآخرون بزي مدني من قسم شرطة
النزهة يكتفون بدور المتفرج على ما يجرى من عمليات ضرب وسحل وتعذيب من قبل شباب
تميزهم قوة البنيان ويعملون تحت إشراف ثلاثة أشخاص ملتحين يرتدون زياً مهندماً،
تبدأ عملية التعذيب بالقبض على احد المتظاهرين المعارضين خلال الاشتباكات، أو عند
الاشتباه في أحد الأشخاص في المكان الذي لا يشهد أي اشتباكات بعد فصل الأمن المركزي
بين المؤيدين والمعارضين لرئيس الجمهورية بعدها يتناوب أعضاء الجماعة ضربه باليد
والقدم والعصى في الوجه والبطن ومختلف أنحاء جسده ويمزقون ملابسه ثم يذهبون إلى
أقرب غرفة تعذيب فرعية'.
شهادات بعض الضحايا
هذا وقد عرضت شاشات القنوات حالات مرعبة خاصة عن تعرية رجل من قميصه وضربه بطريقة
مروعة، وغطى الدم وجهه وشارك في عملية الضرب الوحشي العشرات بطريقة سادية، وسأله
أحدهم عن اسمه فقال لا أعرف لأنه مسيحي، والعجيب أنه مهندس وكان من الذين قالت عنهم
'المصري' انهم من الذين كان الإخوان يشتبهون فيه، ايضاً شاهدت في مساء نفس يوم
الأربعاء على قناة 25 الإخوانية مشهدا على الهواء أكد كل هذه الروايات عن التعذيب،
فقد كان مراسلها ينقل من أحد هذه الغرف وفيها عدد من المقيدين من أرجلهم وأيديهم،
ويسأل أحدهم، وكانت في وجهه إصابات توضح تعرضه لضرب غير إنساني، وسأله المذيع أين
كان، فقال حسبي الله ونعم الوكيل في الإخوان، أنا بواب عمارة وكنت في طريقي لشراء
طلبات لأحد السكان، فأمسكوني وآتوا بي إلى هنا وضربوني، حسبي الله ونعم الوكيل في
الإخوان، وكان هذا على الهواء مباشرة وارتبك المذيع في الاستوديو، وقال للمراسل:
- اسأله مين اللي بيموله.. وقبل أن ينطق الأسير بكلمة قطعوا الاتصال.
العربية دي كانت بتضرب علينا خرطوش!
ونشرت 'الوطن' يوم الجمعة أيضاً تحقيقا لزميلنا أحمد عطية عن سيارة سوداء ماركة
فيرنا محترقة في ميدان روكسي، أعده زميلنا أحمد عطية إذ قال له أحد الشهود في
الاشتباكات وهو محمد فتحي: 'العربية دي كانت بتضرب علينا خرطوش وكانت تطلق النيران
على مسيرات متجهة إلى قصر الاتحادية من ناحية، ميدان روكسي واستطاعوا محاصرتها
واستمر المتظاهرون في تحطيم السيارة الخالية وتكسير زجاجها وكشافاتها وجميع أبوابها
وتدخل مجهولون لإزالة ارقام السيارة وإخلائها من كل المتعلقات لكن صورا التقطها
المتظاهرون للسيارة أطهرت أن رقمها 4- ج - 524، الوطن تتبعت رقم السيارة من مصادرها
لتتوصل لمفاجأة وهي أن السيارة مسجلة بعنوان يقع في شارع النرجس بالتجمع الخامس الى
جانب بيت الرئيس محمد مرسي مباشرة، وملك للسيدة أ، م، ع'.
الهجمات بدأت فعلا في المحافظات ضد مقار الإخوان
وعلى ذكر السيارات القادمة من خارج القاهرة وقالت 'الأهرام' انها تحطمت، وبالنسبة
لهذه السيارة القادمة من صاحبة منزل بجوار منزل الرئيس، فقد كانت على اتصال ببعض من
كانوا في منطقة الاشتباكات انه بعد وصول أعداد من المعارضين لنجدة زملائهم نجحوا في
دفع الإخوان إلى الوراء، واكتشفوا وجود السيارات القادمة من خارج القاهرة فدمروها،
وبدأت النداءات لاستقدام المدد وظهر في المساء، تصميم على محاصرة المنطقة التي
تتواجد فيها ميليشيا الإخوان وحلفائهم، بما فيها القصر الجمهوري حتى لا يتمكنوا من
مغادرتها ثم مهاجمتهم من جميع المداخل وكان معنى ذلك، أن يدفع الإخوان بأعداد أخرى
كانت سوف تشتبك، مع الذين يحاصرون زملاءهم وستدور الاشتباكات في مناطق أخرى،
وبالتالي تتسع رقعة الاشتباكات، وكان ممكنا جدا لو تم تضييق الحصار على الإخوان أن
يحاولوا دخول القصر الجمهوري للاحتماء به.
وتعقب المعارضين لهم داخله، وبالتالي فانه سيكون مشهدا مروعاً على الهواء مباشرة،
بالإضافة إلى أن الهجمات بدأت فعلا في المحافظات ضد مقار الإخوان، وبدأ البعض في
البحث عن عدد من قادة الجماعة بالذات، يحملونهم سبب ما حدث، وإنزال الميليشيا
لمهاجمتهم، ولعل هذا هو السبب الرئيسي في رأيي الى طلب الحرس الجمهوري وأجهزة أخرى
من الرئيس أن يأمر بسحب الإخوان فورا وتجنب الكارثة، وخروج الحرس الجمهوري من داخل
القصر وحضوره من معسكره القريب واحتلال منطقة واسعة لتأمين القصر، وترك المعارضين
للرئيس بعيدا عنه، وهو ما تم يوم الخميس الذي ألقى فيه الرئيس كلمته وانتظر حتى
ينتهي لقاء زميلتنا الإعلامية لميس الحديدي مع الحلقة الأولى من حوارها معه في قناة
سي، بي، سي، وأدى خطابه الى اشتعال موجات الغضب ضده، إذ دعا كل القوى والأحزاب
السياسية الى الحوار يوم السبت الساعة الثانية عشر ونصف ظهرا، بينما يكون الاستفتاء
على الدستور قد بدأ بالنسبة للمصريين في الخارج، وبدا واضحا انه أضاع فرصة ثمينة في
وقت حرج جدا، للخروج من المأزق الذي وضع نفسه وجماعته فيه، فأولا كان غاضبا جدا من
سقوط عدد من القتلى من الإخوان ومن اصابة لأحد سائقي سيارته عند خروجه من القصر،
بعد أن تمت محاصرته، ورفضت كل القوى العرض.
ولاء القوات المسلحة الوحيد للشعب ومصر وأرضها
وأعلنت انها ستزحف على القصر مهما كانت النتائج، وحملت صحف الجمعة تصريحات لوزير
الدفاع وقائد الحرس الجمهوري، لم تنشرها صحيفة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة' قال
الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع في لقاء مع قادة وضباط وصف من سلاحي
المدفعية والمدرعات في إطار اللقاءات الدورية التي يجريها بحضور الفريق صدقي صبحي
رئيس الأركان وذلك ضمن سياستها في عدم نشر تصريحاته وأخباره حتى يظل معرفة اسمه
مجهولا للجيش والشعب، المهم أن السيسي قال: 'ان القوات المسلحة ستظل دائماً الدرع
الواقي والحصن الأمين لهذا الشعب العظيم وأن الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره مهمة
مقدسة لا تهاون فيها وأن ولاء القوات المسلحة الوحيد للشعب ومصر وأرضها'.
كما أدلى قائد الحرس الجمهوري اللواء محمد زكي بتصريحات أخرى نشرتها صحف الجمعة جاء
فيها: 'ان وجود القوات في محيط القصر للفصل ما بين المؤيدين والمعارضين للرئيس،
والحيلولة دون حدوث أي إصابات جديدة والحرس الجمهوري لن يكون أداة لقمع المتظاهرين
ولم يتم استخدام القوة ضد أفراد الشعب المصري، ونحن جزء أصيل من الشعب وأنا شخصياً
حريص على عدم تكرار الاشتباكات في محيط القصر'.
الاعتداء على الصحافة والاعلاميين
وبالفعل اتجهت الحشود الهائلة نحو القصر وبعد مدة، انسحبت قوات الحرس الى داخل
القصر وتقدمت الحشود الى أسواره، وارتفعت الصيحات في ميدان التحرير، صديقنا المحامي
الشيخ صلاح أبو إسماعيل، بقيادة مجموعة من أنصاره الذين يسمون أنفسهم - حازمون -
إلى بوابة أربعة بمدينة الانتاج الإعلامي لمنع دخول عدد من الإعلاميين لتقديم
برامجهم في قناة أون - تي - في وعلى دريم وأقاموا خيام، وبدأوا في تفتيش السيارات
الداخلة ومعرفة من فيها، وهو نفس المشهد الذي قام به منذ عدة أشهر الإخوان عندما
حاولوا ضرب زميلنا وصديقنا يوسف الحسيني لمنعه من تقديم برنامجه في أون تي في إلا
أنه تمكن من القفز من السور ودخل، أما زميلنا وصديقنا خالد صلاح رئيس تحرير 'اليوم
السابع' ومقدم برنامج قناة النهار فقد حطموا زجاج سيارته وضربوه وأصابوه إصابات
خفيفة وقدم بلاغا اتهم فيه صديقنا عصام العريان ومحمد البلتاجي بالتحريض عليه،
لكننا لم نعد نسمع شيئاً عنه بعد ان تم تعيينه عضوا في المجلس الأعلى للصحافة.
تراجع غير لائق
المهم، انه مساء الجمعة وبعد وصول المتظاهرين الى أسوار القصر واشتعال المظاهرات في
المحافظات، ومهاجمة وحرق مقار حزب الإخوان واقتحام المركز الرئيسي للجماعة في
المقطم، بدأ التراجع بطريقة مؤسفة وغير لائقة بالمنصب، ولا بالجبروت الذي حاول
الإخوان والسلفيون إظهاره لإرهاب الآخرين وإثارة الرعب في قلوبهم، بعد أن انسحبوا
من محيط القصر، سواء بعد أن كشر لهم الجيش عن أنيابه أو لانقاذهم من الحصار الذي
كان سيتكتمل في الصباح التالي، وحدوث مجزرة وحرب أهلية وهو ما زاد من اتساع شرخ
فقدانهم الثقة في أنفسهم، وتسرب الخوف الى نفوسهم، فأرادوا أن يظهروا انهم الذين
حقنوا الدماء من موقع قوة، وإيمان، وكان في مقدورهم ان يسحقوا المعارضين، وهو ما
لوح به الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس جمعية الدعوة السلفية والتي خرج منها حزب النور،
إذ قال يوم الجمعة في جريدة الفتح لسان حال الجمعية بالنص في مقال له عنوانه -
الانقلاب على الشرعية: 'فبلا شك هناك من هم قادرون على العنف أضعاف ما يقدر عليه
الآخرون، فإذا كان هناك حشد يصل الى خمسون ألف وهو رقم مبالغ فيه من المعارضين
وتحاول وسائل الإعلام تضخيمه، ونحن نعلم أن منطقة قصر الاتحادية لا تتسع لهذه
الأرقام فالجهة الأخرى تستطيع حشد الملايين'.
حقيقة التحالف بين الاخوان والسلفيين
وأنا أعرف بأي وجه يمكن أن يواجه أنصاره وهو يضحك عليهم بحكاية خمسين ألف أو أقل
وهم يرون على الهواء مباشرة جحافل زاحفة، ومظاهرات في المحافظات، اللهم إلا إذا كان
مشاركا بالفعل في التخطيط والاشتراك في هجوم الميليشيا ومجزرة الأربعاء، بفصل من
الدعوة السلفية وحزب النور، ويبرر فشله أمام أنصارهم الذين يعارضون بشدة التورط في
أي أعمال عنف بالمشاركة مع الإخوان، وهم ومنهم ياسر نفسه أعلنوا عندما صدر الرئيس
الإعلان الدستوري معارضتهم للسلطات التي منحها لنفسه بالإضــــافة إلى أنهم لم
يكـــونوا يريدون مرشحا إخوانيا أو سلفيا رئيساً للجمهورية وهو ما دعاهم إلى تأييد
عبدالمنعم أبو الفـــتوح في المرحلة الأولى من الانتــــخابات، بل أن برهامي نفسه
وآخرون قالوا علنا انهم يفضلونه في هذه المرحلة، أن يكون الرئيس من خارج التيار
الإسلامي، ومن يرجع الى التقارير المنشورة في هذه الفترة سيجد كلامهم منشورا نقلا
عنهم، ومرة أخرى السؤال هو: هل اتخذ هو وغيره قرارا منفرداً - من وراء ظهر الآخرين،
بانزال مجموعة للمشاركة في المذبحة؟ وهذا ما ستكشفه الأيام القادمة.
المرشد: الشرخ الذي أصاب الجماعة
أيضا، فان المرشد العام الدكتور محمد بديع، عبر عن هذا الشرخ الذي أصاب الجماعة
وأفقدهم الثقة، سواء في خطبته يوم الجمعة في الجامع الأزهر، ثم مؤتمره الصحافي وشبه
فيه الإخوان بأنهم هابيل والمعارضون بأنهم قابيل الذي قتل أخاه، للفوز بما في يده،
أي شبه أختهما بالسلطة التي في يد الإخوان، دون أن يدري قبح التشبيه، وهو زواج الآخ
من أخته، أي انه يعترف ان حصول الإخوان على السلطة ليس زنى محارم، بل زواج محارم،
وهو ما يعكس مدى الإضطراب وفقدان التوازن الذي أصابهم، وأخذ يذكر البرادعي بالدعم
الذي قدموه له عندما طلب منهم جمع توقيعات له في حملته جمع المليون وقيع ضد مبارك،
وقدموا ثمانمائة ألف توقيع وهذا صحيح، وذكر زميلنا وصديقنا حمدين صباحي، بأنه طلب
منهم دعمه في انتخابات مجلس الشعب في دائرة بالحامول بمحافظة كفر الشيخ وإخلاء
الدائرة له، وفعلوا ودعموه، وأنه لولا ذلك لما نجح، وكلامه عن دعم الإخوان لحمدين
صحيح، ولكنه للأسف أغفل الأهم، وهو أن حمدين له شعبيته الكبيرة في دائرته، وأيضا
كان هناك تحالف قوي بين الجناح الناصري ممثلا في حزب حركة الكرامة وبين الإخــــوان،
استمر حتى انتـــخابات مجــلس الشعب الأخير الذي تم حله، ممثلا في تحالف الجبهة
الديمقراطية، أما الأهم، فهـــو أن الإخوان كانوا يخلون عدة دوائر لعدد من أقطاب
الحزب الوطني أيام مبارك بالاتفاق بينهم وبين جهاز أمن الدولة، وقادة الوطني فدائرة
الزيتون شرق القاهرة كانوا يخلونها لزكريا عزمي ودائرة السيدة زينب كانوا يخلونها
لرئيس مجلس الشعب خفيف الظل الدكتور أحمد فتحي سرور، وغيره، لكنه لم يخف حقده
عليهما، إذ برزا كأكثر شخصين معارضين لهما قبول شعبي، رغم إدانتهما القوية
والمستمرة، للهجمات التي تتعرض لها مقارات الإخوان ايضا لمحت في ملامح بديع ما يكشف
عن انهيار حلم الحكم الذي في أيديهم وبدأ يتسرب من بين أصابعهم، وتكشف عن ذهول وعدم
تصديق لما يراه أمامه من مشاهد وعاودته روح الإرهاب التي تربوا عليها عندما كانوا
أعضاء في تنظيم المرحوم سيد قطب المسلح عام 1965 ووضعوا الخطط للاغتيالات ونسف
الكباري والمنشآت، وجمع الأسلحة، ولم يتصور هو ومن كان واقفاً بجواره اثناء المؤتمر
الصحافي من قادة 1965، ما يحدث لدرجة أنه وصف ما حدث لمقاراتهم بأنه إفساد في الأرض،
ودهشة من الإفراج عن المقبوض عليهم، والإفساد في الأرض، يعني تطبيق حد الحرابة، أي
قطع الأيدي والأرجل من خلاف، بينما قام أفراد النيابة العامة الذين يحققون مع الذين
قبضت عليهم ميليشيا الجماعة، وعذبتهم بالإفراج عنهم فورا وأحالتهم الى الطب الشرعي،
لإثبات الإصابات الشديدة فيهم، وقد علمت انه كان بينهم أطفال وأحداث، والإصابات
تكسير عظام أيدي وأرجل وقفص صدري، ورفضوا طلباً بحبسهم أربعة أيام لعدم إحراج
الرئيس.
تشويه المتظاهرين باتهامهم بممارسة الجنس
والغريب في الأمر، انهم قاموا بحملة غير أخلاقية بالمرة ويشوبها الانحطاط الذي لا
مثيل له، فبعد أن هاجموا أربعة أو خمسة خيام للمعتصمين أمام سور القصر وهدمها وضرب
من فيها، أشاعوا أنهم ضبطوا مخدرات وخمور، وأوقية ذكرية وحملة ضد الأقباط، لإحداث
فتنة طائفية وتحويل الصراع الى حرب مسلمين ضد كفار ومسيحيين.
وقادت الحملة الإجرامية، جريدة 'المصريون' اليومية المستقلة واحد الاعلاميين
الإخواني المحسوب على فضائية الذي كتب في عموده - بلا حدود - بجريدة 'الوطن'
اليومية المستقلة يوم الخميس قبل الماضي بالنص: 'مظاهرة شبرا كان من الواضح توجهها
الديني ونسبة المشاركين العالية فيها وهؤلاء من حقهم أن يعترضوا ولكن ليس بهذه
الطريقة المفضوحة والمثيرة التي أظهرت أن الكنيسة ضالعة في المعارضة للرئيس في
الوقت الذي ينبغي فيه ألا تتم المشاركة في تقسيم البلاد بهذه الطريقة وقد شكل هؤلاء
نسبة لا بأس بها من الحضور في الميدان، بل ربما شكلوا النسبة الأكبر من الحضور'.
أي اننا أمام تقسيم أدوار بين الشيخ وتلميذه، شيخه يتولى إشعال الحرب بين السنة
والشيعة العرب وهو يشعل الحرب بين المسلمين والأقباط في مصر، بمشاركة آخرون، أما
الانحطاط الأخلاقي والمهني فقد تكفلت به جريدة 'المصريون' فيوم الجمعة كان المانشيت
الرئيسي في الصفحة الأولى هو - الشهداء إخوان - والقتلة بلطجية، مسلحون وأقباط
هاجموا مؤيدي مؤيدي الرئيس أمام الاتحادية، وخمور وواقي ذكري في خيام المعتصمين.
وفي حقيقة الأمر، خمور وحشيش وبانـــجو وأفيـــون، مستورد من أفغانستان، ماشي، أما
الواقي الذكري - فهو الذي يحتاج الى شيء من التفكير والتدبر، فهو يعني ممارسات
جنسية في خيام مفتوحة، للتصوير، أي أنهم لم يكونوا معتصــمون، وإنما يمثلون فيلما
جنسياً، ويوم الخميس أي في اليوم السابق، كان مانشيت الجريدة باللون الأحمر هو -
الكنيسة تخطط لإسقاط مرسي.
تركوا التحرير والاتحادية لخيام الأوقية الذكرية!
ويوم السبت كتب رئيس تحريرها التنفيذي زميلنا محمود سلطان يقول بالنص: 'الإخوان
والسلفيون وقوى الثورة، أخطأوا حين تركوا التحرير والاتحادية لخيام الأوقية الذكرية'.
ولا أعرف لماذا لم يـــقدموا هذه الأوقــــية الذكرية للنــــيابة لتكــون دليلا
آخر، أم أن المهاجمين سرقوها، هي وزجاجات الخمور والبانجو والحشيش والأفيون؟
وقالت صحيفة 'المصري اليوم' يوم السبت في صفحتها الثالثة، عن تغطيتها لخطباء
المساجد، في عدد من المدن، وقالت: 'داخل خيام المتظاهرين امام قصر الاتحادية، مواد
مخدرة ويكاد يخرج من داخلها أطفال زنى بسبب الأفعال التي تمارس داخلها، هكذا هاجم
الشيخ محمود أبو سحيلة خطيب مسجد الوحدة العربية بقناة خلال خطبة الجمعة'.
القدس العربي
Navigate through the articles | |
نعم للدستور | مصر المنقسمة! |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|