فى مثل هذه اللحظات.. يخاف الإنسان أن يخلط بين ما يتوقعه وبين ما يتمناه، لذلك أقول بحذر: إننى أتوقع وأتمنى أن يكون البرلمان القادم برلمان الشباب!
معنى هذا التوقع أو هذه الأمنية، ألا تكون الأغلبية البرلمانية فيه للإسلاميين، لأن نواب التيار الإسلامى شيوخ، حتى إذا كانوا فى سن الشباب.
الشيخوخة ليست مجرد سن، بل هى رؤية وأسلوب وطريقة تفكير، والتيار الإسلامى لم يراجع رؤاه وتصوراته للكون والحياة منذ عشرات السنين، وانتخاب التيار الإسلامى فى مثل هذه اللحظة، يعتبر تحيزا للماضى وتقييدا للمستقبل.
كلامى هذا يقوله كثير من الناس، بمعنى أن هذا التيار الإسلامى سيعيدنا مئات السنوات للخلف، ولكنى أقول إن هذا التيار سيعيدنا عشرات السنوات للخلف، وهذا أسوأ، لأن العودة للخمسينيات والستينيات (وما أدراك ما الستينيات كما قال سيادة الرئيس)، سيكون أسوأ ما يحدث لنا خلال هذه الفترة من تاريخ مصر، لأن معارك الماضى القريب أشد ضراوة بكثير من معارك الماضى البعيد، وفى الماضى البعيد من الخير ما يمكن أن نستلهمه لبناء حاضرنا ومستقبلنا، أما معارك الماضى القريب فلا يوجد فيها إلا أحقاد وضغائن وصراع حيوانى على سلطة لا هدف منها إلا الاستبداد بالناس.
لن يدخل الشباب هذا البرلمان، ولن يكون لهم حصة كبيرة فيه إلا بالتنسيق والعمل الجماعى، وبالتضحية بالمكاسب الصغيرة فى سبيل القيم الكبيرة، ولن نرى عددا كبيرا مؤثرا من الشباب فى هذا البرلمان، إلا إذا وضعت كل الجهود فى بوتقة واحدة، بحيث لا تضيع الجهود، ولا تتفتت الأصوات.
جزء كبير من انتصارات التيار الإسلامى يعتمد على خيبة المنافسين، وخيبة المنافسين سببها الأول هو ترشح العجائز الذين لا يملكون نظرة للمستقبل، ولا يملكون قدرة على العطاء، ولن يضيفوا شيئا للناس، بل غايتهم العظمى هى أن يستفيدوا أمجادا شخصية، أو أن يغسلوا سمعتهم مما حاق بها فى عهود سابقة.
البرلمان القادم اختبار كبير وصعب، نتمنى أن يجتاز شبابنا هذا الاختبار لما فيه خير مصر.
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين.
اليوم السابع