انحى القادة الغربيون الاحد بالمسؤولية الكاملة في النهاية الدموية لازمة الرهائن في مصنع للغاز في الجزائر على الخاطفين وتراجعوا عن انتقاداتهم المبكرة للسلطات الجزائرية.
وبعد اتهام الحكومات الغربية للجزائر في البداية بانها لم تبلغهم بالهجوم، ركزت هذه الحكومات انتقاداتها على المسلحين الاسلاميين الذين شنوا الهجوم بعد النهاية المأساوية لازمة الرهائن السبت.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي قال المسلحون ان تدخل قوات بلاده في مالي هو سبب الهجوم، انه يشعر ب"الصدمة" للتشكيك في طريقة تعاطي الجزائر مع الازمة.
وقال "يجب ان لا تكون هناك اية حصانة للارهابيين" مضيفا ان الجزائريين واجهوا وضعا "فظيعا" وان ردود الفعل على مثل هذه الهجمات يجب ان تكون "قوية".
واضاف "الجميع كانوا يودون لو انه تم التخلص من شر الارهابيين وانقاذ جميع الرهائن .. ولكننا نفهم صعوبة التعامل مع عشرات الارهابيين المسلحين تسليحا كاملا".
وشنت القوات الجزائرية عملية انقاذ في مصنع للغاز الخميس بعد يوم من احتجاز الخاطفين مئات الرهائن من بينهم نحو 100 اجنبي.
وانتهى الحصار بهجوم نهائي السبت، واعلنت الجزائر ان 25 رهينة و32 من الخاطفين قتلوا في حين يرجح ان يرتفع هذا العدد مع العثور على جثث اضافية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انه يعتقد ان ستة بريطانيين واجنبيا مقيما في بريطانيا قتلوا.
وصرح مكتب كاميرون في وقت سابق انه لم يتم التشاور معه مسبقا بشان الهجوم، وكان يامل في العمل على حل الازمة سلميا.
الا انه رفض الاحد انتقاد التحرك الجزائري.
وقال "الناس سيطرحون الاسئلة بشأن رد الفعل الجزائري على هذه الاحداث، ولكن اود ان اقول فقط أن مسؤولية هذه الوفيات تقع بالكامل على عاتق الارهابيين الذين شنوا هذا الهجوم الوحشي والجبان".
واضاف "واود كذلك ان اقول انه عندما تتعامل مع حادث ارهابي بهذا الحجم يشارك فيه 30 ارهابيا، فانه من الصعب للغاية الرد والخروج بنتيجة جيدة من جميع الجوانب".
كما القى الرئيس الاميركي باراك اوباما باللوم في الحادث الدموي الذي قتل فيه مواطن اميركي، على محتجزي الرهائن.
وقال في بيان ان "اللوم في هذه الماساة يقع على الارهابيين الذين نفذوا الهجوم، والولايات المتحدة تدين هذه الافعال بشدة".
وفي طوكيو ذكرت شركة هندسة يابانية ان عشرة يابانيين وسبعة اجانب من عمالها لا زالوا في عداد المفقودين، بينما قال شهود عيان في الجزائر ان الخاطفين اعدموا تسعة رهائن يابانيين.
وكانت اليابان صريحة على غير العادة في انتقادها للجزائر خلال الازمة، واستدعت سفير الجزائر في طوكيو وطلبت منه الاجابة على بعض الاسئلة.
وعقب ابلاغه عن القتلى، قال رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي الاحد لنظيره الجزائري عبر الهاتف ان الانباء "مؤسفة"، بحسب ما افاد مسؤولون يابانيون.
وقال مكتب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انه تحدث مع ابي للاعراب عن "تضامن" فرنسا التام مع اليابان.
والسبت قال هولاند "عندما تكون هناك عملية احتجاز رهائن بهذا العدد الكبير، ويكون هناك ارهابيون مصممون ببرودة وجاهزون لقتل رهائنهم -وهذا ما فعلوا- فان دولة مثل الجزائر تصرفت بنظري بالشكل الاكثر ملاءمة لانه كان من غير الوارد اجراء مفاوضات".
وتحتاج فرنسا الى الجزائر لمساعدتها في العمليات العسكرية التي تقوم بها في مالي المجاورة من خلال الابقاء على اجوائها مفتوحة امام الطائرات الفرنسية وكذلك الابقاء على خطوط الامدادات.
والنروج، التي لها ستة مواطنين في عداد المفقودين، انتقدت في البداية السلطات الجزائرية بسبب قلة الاتصالات، ولكن السبت قال وزير الخارجية النروجي اسبين بارث ايد ان الوضع "تحسن خلال الايام الاخيرة".
وتحدت الجزائر تلك الانتقادات واعرب حزب "جبهة التحرير الوطني" الحاكم في الجزائر عن دعمه "لقرار الجزائر السيادي" بشن الهجوم.
وقال الحزب في بيان انه يدين الاصوات الغربية الرسمية وغير الرسمية التي تنتقد العملية.
ودعمت الصحف الجزائرية العملية وانتقدت التحفظات الغربية.
وكتبت صحيفة ليبرتي ان "الجزائر قدمت دليلا حيا على شجاعتها في مواجهة الارهاب" واصفة الانتقادات الاجنبية بانها "صيحات رعب تنطلق من ابرياء خائفين".
اما صحيفة الخبر فقالت "ماذا كان ينتظر العالم من الجزائر أن تفعل أمام مجموعة ارهابية +تحتل+ واحدا من أكبر الحقول النفطية في الجزائر، أو بعبارة أدق، 'قوت' الجزائريين؟".
واضافت "لا مجال للنقاش في مسألة مدى صوابية او خطأ الجزائر في القيام بعملية عسكرية داخل حدودها أمام مجموعة إرهابية تحتل منشأة بترولية وتفاوض على وقف التدخل الفرنسي في شمال مالي".
الجزائر تايمز