فى الذكرى الثانية لثورة يناير العظيمة يتساءل الناس: ماذا سيحدث فى مصر؟ وسألنى كثيرون عن رأيى فى النزول فى هذا اليوم إلى ميادين التحرير.
ورأيى فى هذا الأمر باختصار أنه لا يحق لأحد أن يمنع أحدا من التظاهر، سواء فى هذا اليوم أو فى أى يوم آخر، فهذا حق دستورى حصل عليه كل المصريين بدماء الشهداء بلا منة من أحد، ولا يجوز لنا أن نتحدث عن أحقية أى مصرى فى التظاهر أصلا، ومجرد النقاش فى حق المصريين فى التظاهر يعتبر مضيعة للوقت، فهذا من المسلمات التى لا ينبغى الحديث فيها.
يسترسل البعض فى الأسئلة ويقولون: ماذا لو بدأ اعتصام جديد؟ والحقيقة أن الميدان مغلق، وفيه اعتصام قائم بالفعل!
صحيح أن الجميع قد تبرأ من هذا الاعتصام، وصحيح أن غالبية الحركات الثورية والشبابية قد دعت المعتصمين لفتح الميدان، ولكن الحقيقة على الأرض أن ميدان التحرير مغلق منذ أسابيع أمام السيارات، ولا أحد يدرى على وجه الدقة من يغلقه، ومن الواضح أن من يغلقه لا علاقة له بالثورة والثوار، لأن الثوار لا يحصلون الإتاوات من الراغبين فى المرور من الميدان، وهو ما تواترت به الأخبار.
بقيت مشكلة واحدة، وهى الهدف من التظاهر يوم الجمعة القادم فى الذكرى الثانية لثورة يناير العظيمة، إذا كان الهدف من التظاهر الدعوة إلى إسقاط النظام، فأنا لا أؤيد النزول، أما إذا كان النزول من أجل إعلان استمرار الثورة، ومن أجل إرسال رسالة لكل من يظن أن الثورة قد انتهت، أو أن حقوق الشهداء لا أحد من ورائها، فأنا أول من المؤيدين.
كلمة أخيرة: بذل الجهد فى تنظيم المليونيات فى الوقت الذى يجهز «الآخرون» أنفسهم للانتخابات عمل غير حكيم، ولا بد أن يدرك كل من يناصر هذه الثورة أن الصندوق سيفرض إرادته فى النهاية، وأن الاسترسال فى التظاهر والمليونيات لن يوقف تدهور الأوضاع، ولن يوقف تراجع الثورة بسبب سيطرة فصيل واحد على مؤسسات الدولة المنتخبة.
هذا رأيى، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسى.
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين..
اليوم السابع