يصدر يوم السبت القادم (26 /1 /2013) الحكم فى قضية مذبحة استاد بورسعيد والتى راح ضحيتها شباب فى عمر الزهور أغلبهم ينتمون للأولتراس الأهلاوى.
ما يزيد على سبعين شاباً مصرياً قتلوا فى هذا اليوم الأسود بشكل منظم، وظل زملاؤهم من شباب الأولتراس، وشباب ثورة مصر، وشعب مصر كله يطالبون بالقصاص العادل لهؤلاء الذين نحسبهم شهداء أبراراً.
ولكن هل سيصدر الحكم مرضيا للشعب المصرى ولأهالى الشهداء؟
أشك فى ذلك!
سبب شكى أننى سيئ الظن فى جميع الأجهزة التى تولت التحقيق وجمع الأدلة (تحت حكم المجلس العسكرى)، كما أننى أعتقد أن القاتل قد يكون قريبا جدا من أجهزة الدولة، وكما تلوثت أيادى المجلس العسكرى بدماء شهداء محمد محمود ومجلس الوزراء، فإن أى عاقل متابع للأحداث لن يستبعد أن تكون أيادى المجلس العسكرى ملوثة بدماء شهداء الأولتراس، وبالتالى سيكون طمس الأدلة منهجاً متبعاً، كما حدث فى أغلب قضايا قتل الثوار!
لست هنا بصدد توجيه الاتهامات، ولكن الحقيقة أن مصر لم يصدر فيها حكم واحد بالإدانة لأى قاتل من الذين قتلوا مئات الشهداء فى ثورة يناير العظيمة، وبالتالى بأى أمارة سنتفاءل؟
إن ما حدث فى استاد بورسعيد ليس (عركة) أو (خناقة)، ما حدث عمل مخابراتى منظم، وهو عمل مقصود مع سبق الإصرار والترصد، ولا يمكن أن تكون أجهزة الدولة بعيدة عنه، فهى مشتركة فيه بالسكوت على الأقل.
ما رأى جهاز المخابرات العامة فى هذه المجزرة التى تمت بكفاءة منقطعة النظير؟
هل يمكن أن تتم هذه المجزرة على أيدى هواة؟
منذ أيام حاصر أهالى الشهداء محكمة الإسكندرية، فما كان من أجهزة وزارة الداخلية إلا أن هاجمتهم بجميع الأساليب (القديمة)، ولم يراعوا حرمة لكبير أو صغير.
سيقفز إلى الآن من يقول إن أهالى الشهداء قد خالفوا القانون، واعتدوا على المحكمة، وإننا جميعا نطالب بدولة القانون، ولا بد من مواجهة كل من يعتدى على القانون.. إلخ
والحقيقة إن هذا الكلام صحيح، ولكن لماذا لا نتذكر القانون إلا مع المكلومين والضحايا؟ لماذا لا نتذكر القانون مع القتلة والمجرمين؟
هل من القانون أن نرى مئات الشهداء يسقطون أمامنا فى مجزرة تلو الأخرى ولا نرى مداناً واحداً؟
هل هذا هو القانون؟
إن تطبيق القانون على الضعفاء، ومجاملة القتلة والأغنياء ليس إلا دعوة للعنف، وطريقة تعامل الدولة مع أهالى الشهداء فى الإسكندرية تشى بطريقة تعاملها مع من سيعترض على أى أحكام براءة غير منطقية يوم السبت، وبالتالى ليس لنا إلا الله.
إننى أدعو الله أن أكون مخطئا فى ظنى، ولكن أعتقد أن المجلس العسكرى (عملها)، والإخوان (حايلبسوها)...!
حفظ الله مصر...!
اليوم السابع