أسأل كل من قال لمرسى لقد ظلمت الشعب بتعيين ابنك وتركت أبناء الفقراء، أليس مرسى بشرا ومن حق ابنه أن يعمل، هل أخذ بن مرسى مكانا أعلى من شهادته أو وظيفة أكبر من إمكانياته؟ هل تحاسبون مرسى وأبناءه على أخطاء مبارك وزوجته وأبناءه.
ثم انظروا كيف تعيش أسرة هذا الرجل، أولا هو يحيا فى قهر لا حدود له صنعته معارضة لا تريد له النجاح ولا لمصر أن تخرج من كبوتها، ويحيا فى شقة بالإيجار حتى اليوم، ولم يشتر قصرا أو فيلا أو شاليها أو كتبها باسم أم أحمد أو أخوات أحمد، وعائلته مشتتة فى كل مكان، هو فى القاهرة محروم من دفىء العائلة وهم محرومون من لمتهم حول أبيهم، فابن له يعمل فى السعودية أجيرا ككل المصريين هناك، وزوجته فى الزقازيق فى سكن الجامعة مع ابنتها وابنهما الذى نال الحظ والشرف وأخذ شيئا من حقه كشاب مصرى، وباقى عائلته تعيش فى قرية العدوة بجوار الزقازيق، وكل العائلة بلا استثناء مهددة حياتها فى كل لحظة وكل ساعة من البلطجية ودعاة الفتنة ومروجيها، وكل يوم بيته محاصر وعائلته مهجرة من مكان لآخر.
أعود وأسأل لم كل هذا العناء هل هذا وضع أسرى يرضاه أحد لنفسه وأولاده؟.. بالله عليكم هل هذه العائلة سعيدة بهذه الرئاسة وبهذا المنصب؟.. إنهم يعيشون حياة تعسة، هل يستطيع الرئيس أن يركن كل ليلة إلى وسادته، ويضع ظهره على سريره قرير العين مطمئنا، حوله أبناؤه يأكل معهم، ويشرب من يدهم، ويمرح بينهم، وينعم بأنسهم، ويعرف عنهم، ويسمع منهم؟.. طبعا لا.. هل يجد الرئيس زوجته وأبناؤه إذا احتاجهم؟.. إذا أتاه صداع نصفى أو ألم معوى؟.. طبعا لا فمرسى محاصر وأبناؤه محاصرون وزوجته محاصرة وعائلته تعيسة ولا حق لهم فى الحياة ولا التعليم ولا التعيين فهم يدفعون فاتورة عائلة مبارك والسادات والملك وكل حكام مصر السابقن، فبما أن السابقين أخذوا كل شىء وحرموا الشعب فاليوم لا بد أن نحرم عائلة الرئيس ونرد لهم القلم اثنين.
وأسأل مرة ثالثة.. أين كنتم أيها المتشدقون عندما فرض عليكم علاء وجمال وأتباعهما قوانينهم وأحكامهم وإرادتهم، أقول لكم كنتم فى الجحور تحفرونها حتى تستخفون من زبانيتهم، وأقول لكم كان بعضكم يرقد جاثيا على وجهه تحت أقدامهم، وأقول لكم كان البعض منكم يقف أمام الأبواب يكنس ويرش ويمسح حتى يفتح له وينتظر الرضا والعفو السماح حتى يطال الأيادى فيقبلها والأقدام فيخلع عنها نعلها ليمسحهما، وأقول لكم كان بعضكم يسبح بحمد مبارك ويتغنى بجمال علاء وجمال ويهتف راكعا باسم السيدة الأولى سوزان، وأقول لكم كان بعضكم يعمل خباصا وبصاصا وفشارا ونقالا للكلام حتى ينال الرضا والوصل والقرب للمعالى السمية على حساب غيره.
وردوا علىّ أين كنتم عندما فرض عليكم أولاد مبارك وأذنابهم إرادتهم، وعاثوا فى مصر فسادا وقسموها غنائم وأكواما ووزعوها على من يحبون ويرضون، وجوعونا وأغنوكم، وأفقرونا وأعطوكم وأهانونا ورفعوكم وقتلونا وأحيوكم.
ردوا علىّ أيها الوطنيون المخلصون إن كان لديكم ردا مقنعا.. أين كنتم عندما ورثت مصر بالكامل فورث الأبناء آباءهم فى كرة القدم وفى السينما والمسرح وفى مبنى ماسبيرو الذى صار عوائل وعشائر وحرم منه كل المنتمين إلى التيار الإسلامى لا لشىء سوى أنه كان فرعا من فروع أمن الدولة وتقاريرها قرارات تنفذ وتطاع، وأنا واحد من الذين ظلوا على أعتاب ماسبيروا سنين طوال فى مسابقات عديدة وكل مرة أحرم من حقى لأنى ربيت يوما ذقنى وأطلقت يوما لحيتى وهتفت فى الجامعة الله أكبر ولله الحمد.
أجيبونى أيها المتفلحسون أين كنتم عندما ورث الجامعة أبناء الأساتذة وحرم أولاد الفلاحين الفقراء من التعيين بها وأكل أبناء العباقرة والكرافتات أبناء المناديل أبو قوية والمحلاوى والجلابية والشملا واللباس أبو دكة والبلغة أم لسان خارج لبرة.
أين كنتم عندما صار القضاء مؤسسة ملاكى لأصحابها والنيابة تكية خاصة لسادتها وحرم منها أيضا الفقراء لأن رائحة عرق الفقير وحشه ومنظره لا يليق بالكراسى الرفيعة والمناصب السامية؟
أجيبونى أيها المخلصون لمصر الخائفين من مرسى أن يأكلها.. أين كنتم عندما باع مبارك وشلته مصانع وشركات القطاع العام كاملة بملاليم بعدما خربها رؤساء مجالس الإدارات بأوامر عليا وبأيدى العمال التابعين للحزب الوطنى وخدامين أمن الدولة؟
أين كنتم عندما وزعت الأراضى فى الطيارين والبحارين والغطاسين فى الساحل الشمالى بطوله من رفح وحتى مطروح وفى الغردقة وشرم الشيخ وغيرها؟.. لماذا لم نسمع لكم صوتا زمان وسمعناه فقط الآن؟.. لأنه لا يوجد حساب ولا عقاب والسايب متساب فى السايب ومفيش مربوط غير مرسى.
أين كنتم يا من تدعون الشرف عندما باعت شلة الخراب الغاز وسرقوا الجاز واعطوه لأعدائنا وصدروا لهم الحديد لبناء الجدار العازل مرة والجدار الفاصل مرة أخرى وأعانوهم على التقدم والسبق بينما نحن قابعون تحت التراب نغنى ظلموه؟
أين كنتم عندما دخلت الكيماويات والمواد المسرطنة من إسرائيل وغيرها لتسمم الزرع وتصيب الأرض بالوباء ويعم الفشل الكلوى والسرطان وأمراض لم نر أو نسمع عنها من قبل ويتساقط الشعب واحدا تلو الآخر ولا يجد من يعالجه أو يحن عليه؟
كلكم خرستم ورضيتم بإهانة الشعب وذله وقهره وعليتم بجانب مبارك واستفدتم من نظامه واليوم تخرجون بثوب الشرف علينا لتلهبوا ظهر رجل مصرى له حق أن يعمل ابنه كغيره من البشر أم تنتظرون منه أن يكون رئيسا لمصر وابنه بلا عمل أو أن يشحت له عقد عمل فى أبوظبى ولا الرياض ولا الدوحة، لقد حاربه البعض فى حق أبنائه فى الجنسية الأمريكية التى اكتسبوها بالميلاد، وأرادوا أن يحرموهم مما يتمتع به كثير من المصريين لا لشىء سوى أن الرجل مهذب وقور.
وأقول كلامى هذا وانتظر مقابلة من الرئيس بأن يعيننى فى وزارة أو إدارة أو سفارة أو حتى سواق كارو بحمارة.
بالله عليكم كيف تحاسبون رئيسا تكبلونه بالأغلال، فكوا قيود مرسى وعائلته، وكفاكم ثرثرة ونفخ فى النار، فكلكم يأكل ويتعلم ويتعين فلا تهيجوا الشعب وأنتم على رؤسكم خراريج كثيرة وسيأتى يوم لنضوجها؟
اليوم السابع