القيمة الأكبر فى تصريحات قادة
جماعة الإخوان عن الرئيس مرسى، أنها تذكرك بأن هناك فى مصر من لا يزال على عهده
بالتوقيع على بياض لـ«مرسى» فى التأييد ونظم الأناشيد عن إنجازاته، تجد هذا مثلاً
فى تصريحات يطلقها الدكتور عصام العريان وصبحى صالح القياديان بالجماعة ونائبا مجلس
الشورى.
صبحى صالح تفرد بإطلاق أكبر نكتة تذكرك بمثيل لها أيام مبارك، قال يوم الخميس
الماضى: «الرئيس مرسى هو أقوى رجل فى مصر»، «صالح» عدد الأسباب فى: «استطاع الرئيس
أن يتحمل كل الضغوط التى تواجهه حالياً، قوة الرئيس فى قدرته على ضبط انفعالاته،
ورغم الضغوط التى يتعرض لها لم يستطع أحد أن يفقده اتزانه، وأن الرئيس متأن لأنه
يريد أن يتقدم وينهض بالبلاد إلى الأمام فى حين أن هناك من يريد أن يعوقه عن أداء
ذلك».
ينتهى صبحى فى وصف «محاسن» الرئيس إلى نصيحة وهى: «لو رغبت فى نصحه بشىء لنصحته
بالاستمرار فيما هو ماض فيه».
يعزف صبحى صالح لحنه بنفس كلمات وأنغام جوقة مبارك، كان رجال مبارك يرون أن عظمته
تتجلى فى صبره وضبط انفعالاته، كانوا يقولون إنه اكتسب هذه الميزة من كونه طياراً،
وأهم صفات الطيار أن يكون صبوراً، يضبط انفعالاته، لا يفقد اتزانه مهما كانت
الضغوط، هكذا كانت نظرة رجال مبارك لرئيسهم، وهكذا تأتى نظرة صبحى صالح وأمثاله
لرئيسهم.
«الكلام ليس عليه جمرك»، هكذا يعرف الناس، لكن الناس يعرفون الأهم، يعرفون أن قوة
رئيسهم لا تأتى من نفس قاموس صبحى صالح وأمثاله، يعرفون أن القوة لا تأتى كما قال
أحد المعلقين على هذا الرأى: «هو عشان فتح الجاكت كده يكون أقوى رجل فى مصر، ربنا
يرحمكم».
القوة تأتى من شعور الشعب بأن رئيسه صادق معه، فيستجيب له، القوة تأتى من أن الرئيس
يقود نهضة لشعبه، فيستجيب الشعب له حتى لو شد الأحزمة على بطنه، القوة تأتى من أن
الرئيس يعطى أمارة فى العدل والرحمة بالفقراء، يعطى أمارة فى حفظ الأمان لشعبه،
القوة لا يصنعها إصبع مرفوع تهديداً ووعيداً، وهو فى الأصل لا حول له ولا قوة،
القوة أن تجد الكفاءة مكانها الصحيح فى دولاب العمل، ولا تجد إخوانيا يخطف منها
الفرصة لمجرد أنه إخوانى ليس أكثر، وهناك آلاف الأمثلة التى تفضح هذا النهج.
كيف نقرأ مثلاً فى قاموس «قوة الرئيس» الخروج الجماعى لمدن القناة إلى الشوارع بعد
لحظات من قرار مرسى بتطبيق حالة الطوارئ عليها؟، كان هذا الحدث دليلاً قاطعاً على
أن الرئيس فى واد وشعبه فى واد آخر، عن أى نهضة يتحدث صبحى صالح؟، ما هى النهضة
التى يقودها الرئيس وتنهض البلاد بها؟، ألم يتذكر كم الوعود التى أعطاها رئيسه ثم
أخلفها؟، ألا يراجع صبحى صالح نفسه فى كم الذى فعله وزمرته من اختراعات قانونية
تذكرنا بترزية القوانين التى أعطت نظام مبارك حقنة الحياة ثلاثين عاما ثم هوى؟، هل
يعد الرئيس قويا حين لا يرى غير هؤلاء الترزية، ويسد أذنيه عن أى نصيحة مضادة؟
اليوم السابع
Navigate through the articles | |
من الديكتاتورية إلى الديمقراطية الموجهة | أيها المصريون لا تخيبوا آمالنا |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|