المقالات و التقارير > تطهير شرطة مصر وقضائها: ضرورة لا مفرّ منها

تطهير شرطة مصر وقضائها: ضرورة لا مفرّ منها

عندما تأخّرت مصر عن رَكْبِ الحضارة الإنسانيّة قبل أكثر من ألفي عام، سارعت قوى العالم العظمى آنذاك بالانقضاض عليها، ونهب ثرواتها، واستعباد أهلها. تاريخ مصرنا يشبه الجسم القويّ عندما يُصَابُ بالضّعف والهشاشة، فتسارعُ الجراثيم والميكروبات بمهاجمته والقضاء عليه. فعندما كانت مصر قويّة، كان جسدها صحيحًا غير مريض، يقهر الأعداء، ويسحقُ المهاجمين. لكن ما كاد الضّعفُ يدبّ في جسدها، والتّرَهُّلُ يُصيبُ جسمها، والوهنُ يسري في عروقها، حتّى سارع الطّامعون باحتلالها، وهرول الأعداء لنهب ثرواتها. الجسدُ المصريّ مريضٌ، يا ناس، منذ قرون طويلة. عوارضُ هذا المرضِ واضحةٌ جليّةٌ: جهل، تضليل، سذاجة، ضعف، هوان، ذلّ، فرعنة، فقر مدقع. توالت علينا القوى الاستعماريّة المختلفة، مستغلّة ضعفنا، منتهزة غفلتنا وهواننا، ناهبة ثرواتنا بلا رحمة، قامعة لنا بلا هوادة. فعل بنا الرّومان ما فعلوا. وفعل بنا الاسكندر الأكبر ما فعل. وفعل بنا العثمانيّون ما فعلوا. وفعل بنا الفرنسيّون والإنجليز ما فعلوا. ثمّ زادَ الطّين بلّة ظهور استعمار آخر داخليّ تمثّل في طبقة خسيسة من العسكر، تنتمي بالاسم فقط إلى جيش مصر، لكنّ جيشَ مصرَ منها بريءٌ. ذلك لأنّ جيشَ مصرَ مستحيلٌ أن يفكّر بجنوده البواسل في استعباد شعب مصر الطّيّب، مثلما فعل عبد النّاصر وعصابته، عندما وضعوا أسس أقبح ديكتاتوريّة عسكريّة في تاريخ مصر على الإطلاق، ديكتاتوريّة مازلنا نعاني من آثارها حتّى اليوم. وبعد.

ديكتاتوريّة عسكر مصر اعتمدتْ، ضمنَ ما اعتمدتْ، على جهاز شرطة إجراميّ، لا همّ له إلّا قمع الشّعب، وترويعه بشتّى الطّرق. خضع طلبة كلّيّات الشّرطة لعمليّات غسيل مخّ شاملة. أدخلوا في عقولهم أنّهم أسياد هذا الشّعب الطّيّب. وصدّق السّذّج هذه الادّعاءات. وأصبحوا يعتقدون أنّهم كائنات أسمى من كلّ ما خلق اللّه وما لم يخلق. مارست شرطة مصر العنف، والقمع، والإذلال، والتّعذيب، والإرهاب، والتّرويع، ضدّ شعب مصر الطّيّب عقودًا طويلة. فهل من خساسة، ودناءة، ووضاعة أكثر من هذا؟ طبقة من طبقات الشّعب تستلذّ بتعذيب سائر الطّبقات الأخرى. فيا لها من جرائم بشعة لا تُغتفر أبدًا. طاغية مصر المخلوع أشرف على تشكيل أجهزة الدّولة القمعيّة، بحيث أصبح لكلّ مواطن دوره المحدّد في منظومة الدّيكتاتوريّة المجرمة، ضحيّة أكان أم مجرمًا، أم الاثنين معًا. فشرطة مصر كانت، ومازالت، مجرمة وضحية في الوقت نفسه. هي ضحيّة الأضاليل والأكاذيب والإيديولوجيا العنصريّة المنحرفة، وهي قد ارتكبت جرائم بشعة في حقّ هذا الشّعب الطّيّب الأصيل. وبعد.

عذّبت شرطة مصر الآلاف من المصريّين في السّجون المصريّة والمعتقلات. وتسبّبت في قتل الكثير من المعارضين. ولم تتورّع في تنفيذ أوامر قتل المتظاهرين أثناء ثورة مصر المجيدة. تشرّبت شرطة مصر إيديولوجيّة طاغية مصر القائمة على تمثيل المصالح الصّهيونيّة في مصر. ولولا هذا لما بكى عليه بنو صهيون، و لما سمّوه «كنز إسرائيل الأكبر». وقد بيّن البطل مجدي حسين في سلسلة مقالات، أدّت إلى اعتقاله، أنّ مبارك كان صهيونيّا حتّى النّخاع. والمقصود هنا هو تبنّى الفكر الصّهيونيّ القحّ، والدّفاع عن مصالح إسرائيل، ومحاربة أعدائها، والقضاء على خصومها. ونتج عن هذا تبنّي المخلوع سياسةً قمعيّةً إرهابيّةً تجاه الإخوان المسلمين الّذين أطلقوا عليهم مصطلح «أعضاء الجماعة المحظورة»، وهي تسمية جاءت من بني صهيون، لتعبّر عن موقف الصّهاينة من الإسلام عمومًا والإخوان خصوصًا. فكما يقوم المستشرقون الصّهاينة في الجامعات الغربيّة بتلطيخ الإسلام ليل نهار، كانت الأنظمة الموالية لإسرائيل لا تتوقّف عن مهاجمة الإخوان المسلمين وتشويه صورتهم أمام الرّأي العامّ. الإعلام يسير جنبًا إلى جنب مع الاحتلال. والعنف المادّيّ يسبقه دائمًا عنف نفسيّ معنويّ إعلاميّ. وبعد.

كان من الطّبيعيّ أن يقوم المخلوع مبارك بتهويد أجهزة الدّولة في مصر، و«صهينتها» (= جعلها موالية لبني صهيون). فأصبحت عقيدة شرطة مصر هي أنّ الإخوان المسلمين هم الأشرار، وأنّ اليهود هم الأخيار. وأدخل نظام المخلوع في رؤوس رجال الشّرطة أنّ الإسلاميّين هم الخطر الأكبر على مصر والإنسانيّة جمعاء. ولم يكن هذا بالصّعب أو الشّاقّ على أجهزة المخلوع، بسبب تدنّي مستوى الثّقافة عمومًا في مصر، وانحطاط التّعليم. ويكفي أن نتذكّر ما قام به عسكر مصر من جرائم وأضاليل أثناء فترة حكم «المجلس العسكريّ» لمصر. فحين أراد ضبّاط العسكر تقتيل المتظاهرين، جمعوا جنود القوّات المسلحة، وأخبروهم كذبًا وبهتانًا أنّ أولئك المتظاهرين قد قاموا بقتل زملائهم في الجيش، وأنّ الشّهامة تقتضي بالثّأر لزملائهم من هؤلاء المتظاهرين. فانطلق الجنود يذبحون الثّوّار. هكذا بكلّ بساطة يمكن تحريض البسطاء، وتأليب العامّة، وتوظيفها لخدمة مصالح الخاصّة. وبعد.

تمكّن المخلوع على مدار ثلاثين عامًا من «تهويد» فكر مجموعات كبيرة من المصريّين، في الجيش، والشّرطة، والأزهر، والتّعليم، والصّحّة، والزّراعة، والقضاء، والخارجيّة، والإعلام. فكلّ من يمتدح إسرائيل، تنفتح أمامه أبواب التّرقّي في الوظائف، واعتلاء أرفع المناصب. ولعلّنا نتذكّر سخافات أنيس منصور الّتي كان يستظرف بها على العامّة، ويكيل المديح لبني صهيون، دون أن يذكر كلمة واحدة عن الجرائم الّتي يرتكبونها يوميًّا في حقّ الفلسطينيّين. ونتذكّر أيضًا تمارض رجب البنّا تحاشيًا لمرافقة المخلوع في إحدى زياراته لإسرائيل. وكان رجب البنّا في موقف لا يحسد عليه، حيث كان مقرّبًا لصفوت الشّريف، برغم ميوله الإسلاميّة الواضحة. ولنتذكّر أيضًا العلاقات الحميمة بين يوسف والي والكيان الصّهيونيّ. أو الصّداقة الوثيقة الّتي جمعت آل ساويرس بكثير من قادة إسرائيل. أو العلاقات الحميمة الّتي أقامها عمرو موسى مع قادة بني صهيون، أو المقابلة الودّيّة جدًّا بين شيخ الأزهر السّابق ورئيس إسرائيل، أو العلاقات الحميمة جدًّا بين عمر سليمان وقادة الكيان الصّهيونيّ. وبعد.

شمل مخطّط «تهويد» الفكر المصريّ، و«صهينته»، إدخال روح الاستسلام، والهزيمة، في عقول قادة الجيش المصريّ البطل. فصرنا نرى العجب العجاب من طبقة العسكر المسيطرة على الجيش. فمن ناحية نجدهم مازالوا مصمّمين على قانون التّجنيد الإجباريّ، برغم ادّعائهم بوجود حالة سلام مع إسرائيل. ومن ناحية أخرى نلاحظ أنّ الجيش المصريّ قد تمّ تحويله إلى جيش كرتونيّ خلال فترة حكم مبارك. فالأسلحة الّتي تمنّ أمريكا بها على جيش مصر، هي أسلحة خردة، لا يجدون وسيلة للتّخلّص منها إلّا ببيعها إلى مصر، بدلًا من تدميرها. وهي لا تصل مصرَ بالطّبع، إلّا بعد موافقة بني صهيون، وتأكّدهم أنّها أسلحة خردة لا تمثّل أيّ تهديد لهم. ووضع المخلوع خطّة شيطانيّة لصرف قادة الجيش عن الاهتمام بتطوير جيش مصر. فلوّح للأوفياء بوظائف مدنيّة مغرية في شتّى مؤسّسات الدّولة، حيث أصبح معظم المحافظين من العسكر، ناهيك عن مختلف المناصب القياديّة الحسّاسة. وصرنا نسمع عن «مخابز الجيش»، و«مصانع مكرونة الجيش»، و«مصانع غسّالات الجيش». لكنّنا لم نسمع أبدًا عن «مصانع دبّابات الجيش»، أو «مصانع طائرات الجيش»، أو «مصانع ذخيرة الجيش». فتطوير جيش مصر كان من المحظورات في عصر المخلوع. وفي مقابل هذا حظت آلة الشّرطة القمعيّة باهتمام بالغ، حيث تمّ استيراد أحدث وسائل القمع، وأنجع قنابل الغاز المسيّلة للدّموع، وأشيك الملابس، وأصلب الدّروع، وأقوى المدرّعات، وأفضل وسائل التّجسّس، وأقذر أساليب التّعذيب والقهر. جيش المخلوع كان ضعيفًا جدًّا، في حين كان جهازه الأمني أشدّ بطشًا وقمعًا من أيِّ جهاز أمني آخر في العالم. ويُقال إنّ عدد العاملين في هذا الجهاز الأمني المتوحّش وصل إلى أكثر مليوني فرد. مليونان اثنان يقمعون الشّعب. وأقلّ من نصف مليون يحرسون صوريًّا حدود مصر المختلفة. ويحتاج فهم هذه الحقبة إلى دراسات علميّة مسهبة تحلّل لنا الإيديولوجيا الّتي حرصت أجهزة الدّولة في عصر المخلوع على حشرها في عقول العاملين في جهاز الشّرطة القمعيّ هذا. فالمواطن العاديّ لا يستطيع الحكم على سلوك شرطة مصر آنذاك إلّا من خلال سلوكها الإجراميّ. لكن خلفيّات هذا السّلوك، ودوافعه، تحتاج إلى دراسات مسهبة، وأبحاث مستفيضة. وبعد.

من المؤسف له أنّ شباب مصر الشّجاع الّذي قام بالدّور الأساسيّ في هذه الثّورة المجيدة، فشل في تنظيم نفسه، وأخفق في الانضمام إلى الأحزاب المعبّرة عن فكر الثّورة، ولم ينجح هو نفسه في تأسيس أحزاب جديدة تعبّر عن روح الثّورة. وهكذا بان فساد التّعليم في مصر، واتّضح انحطاط المستوى الفكريّ فيها بجلاء، من خلال الأداء المتواضع لمعظم شباب الثّورة. فأنا أتألّم جدًّا عندما أرى ركاكة اللّغة الّتي يستخدمها شباب الثّورة. وتألّمت أكثر عندما سمعت رئيس الوزراء المصريّ الأسبق عبد العزيز حجازي يتهكّم على شباب الثّورة، قائلًا: «لا يستطيع أيّ واحد منهم أن يكوّن جملة واحدة مفيدة»!! وواقع الحال يقول إنّ فساد التّعليم في مصر أنتج لنا أجيالًا غفيرة من خريجي الجامعات الجهلة، للأسف. الجهل من ناحية، والفقر من ناحية أخرى، جعلا من هؤلاء الشّباب صيدًا سهلًا للمنظّمات الأجنبيّة المشبوهة، مثل «مؤسّسة فريدوم هاوس» الأمريكيّة-الصّهيونيّة الّتي ثبت أنّها تقوم بتمويل شباب «حركة ٦ أبريل»، وتحرّكهم كقطع الشّطرنج كيفما تشاء. وبعد.

«تهويد» عقليّة شرطة مصر، وحشر الإيديولوجيا الصّهيونيّة في عقول أبنائها، جعل رجال شرطة مصر يمقتون الإسلام، ويسبّون الإسلاميّين، ويلعنون الإخوان، ويظنّون أنّهم أفضل طبقة في المجتمع، ويحقّ لهم إذلال الشّعب المصريّ بأسره. وكانت عمليّة غسيل المخّ هذه ضروريّة، لإقناع شرطة مصر بقمع الإسلاميّين، وإذلال الشّعب، وترويع العباد. فالإعداد الفكريّ يسبق العمل الإجراميّ دائمًا. ولو كان لدينا أفراد شرطة متديّنون، مثقّفون، متعلّمون، على درجة كافية من الوعي والحصافة، لاستحال أن نرى في مصر ما رأيناه من جرائم تعذيب الأبرياء، وتقتيل المعارضين، وترويع الإسلاميّين. في ظلّ هذه الظّروف اندلعت ثورة مصر. أراد شعب مصر الثّأر لنفسه. ولم تتردّد الشّرطة في تقتيل النّاس، تطبيقًا لما تعلّمته: فهم الأسياد، ونحن العبيد. والأسياد يحقّ لهم قتل العبيد. وقد حدث ما حدث خلف الكواليس. حدثت صفقات سرّيّة لتسليم السّلطة. صفقات أعاقت الثّورة ومازالت تعوّقها. ففساد وزارة الدّاخليّة مازال قائمًا. التّطهير لم يحدث، لا من فوق، ولا من تحت. شرطةُ مصر تلعب الآنَ بالنّار. فهي تبدو غير مصدّقة لما حدث لها من إهانة وهزيمة وإذلال. إذ كيف يعقل أن يخدموا اليوم أعداء الأمس من الإسلاميّين بالذّات؟ كيف يمكن أن يتحوّل ضحاياهم من الإخوان إلى أسيادهم؟ بل كيف يعقل أن تتحوّل شرطة تعوّدت على خدمة الدّيكتاتوريّة إلى شرطة تخدم الدّيمقراطيّة، وتحترم الشّعب؟ وكيف يعقل أن تنزل الشّرطة من برجها العاجيّ وتتعامل مع الشّعب المصريّ باحترام؟ إنّها لم تتعوّد على هذا، ولم تتربَّ عليه، ولم تتعلّمه أصلًا. شرطة مصر لم تتعلّم إلّا القمع والعنف والجبروت والغطرسة. فكيف تُطالبُ الآن بتغيير سلوكها فجأة، أو حتّى بعد سنتين من اندلاع الثّورة؟ التّغييرُ الحقيقيّ في سلوك الشّرطة يحتاج إلى إعداد طويل، ودراسات مسهبة، وتحصيل شاقّ، وتربية صارمة، وإقناع عقليّ، وإلمام بمعنى حقوق الإنسان، وأشياء أخرى كثيرة. أشياء لابدّ أن يخضع لها العاملون في جهاز الشّرطة سنوات طويلة، قبل أن نستطيع أن نقول إنّهم أصبحوا مؤهلين بالفعل لأداء عملهم بصورة صحيحة، وبدون انتهاك لآدميّة النّاس، أو تعدّ على حقوقهم. وبعد.

شرطة مصر الحاليّة هي شرطة مبارك، وليست شرطة الثّورة. وقضاء مصر الحاليّ هو قضاء مبارك، وليس قضاء الثّورة. تطهير الشّرطة سيحتاج إلى عمل شاقّ. وتطهير القضاء سيحتاج إلى مصارحة ومكاشفة وشجاعة. قضاء مبارك هو أفسد قضاء في العالم. وشرطة مبارك هي الأعظم إجرامًا وتوحّشًا في العالم أيضًا. قضاء مبارك تمّ أيضًا إفساده، وتهويده، وصهّينته (أي تحويله إلى قضاء صهيونيّ قحّ). ولولا هذا لما وجدنا أشخاصًا، من أمثال الزّند والجبّالي، لا يتورّعون عن تجريح رئيس مصر المنتخب، بل ويهدّدونه!! ولو كان لدينا قضاء محترم فعلًا، ووطنيّ غير متهوّد أو متصهّين، لقام بالتّصدّي بنفسه لجرائم الزّند والجبّالي. لكنّنا نلمس صمت الغالبيّة ، بحيث أصبح من المستحيل أن يتحوّلوا من خدمة الطّاغية إلى خدمة الشّعب، ومن خدمة الدّيكتاتوريّة إلى خدمة الدّيمقراطيّة. إقامة العدل هي آخر ما يفكّر فيه قضاء مبارك الّذي شارك في التّزوير، والتغاضى عن المظالم، وشرّع للحاكم الظّالم، وتجاهل معاناة المقهورين، وأنين المعذّبين، وتعذيب المعتقلين. ليس هذا قضاء، يا عالم.

ثورة مصر المضادّة تعتمد، ضمن ما تعتمدُ، على شرطة مبارك المتقاعسة جدًّا في حفظ الأمن، وقضاء مبارك المتربص جدًّا بالثّورة. شرطة مبارك وقضاؤه يمثّلان الآن أعظم تهديد لثورة مصر المجيدة. فبدون شرطة قويّة وبدون قضاء عادل، مستحيل للثّورة أن تنجح، ومستحيل لرئيس مصر المنتخب أن ينجح. يقينًا تستعين «جبهة الخراب» الآن أيضًا بالإعلام، لكن مواجهة الإعلام الفاسد، والصّحفيّين المتهوّدين، يمكن أن يتمّ بسهولة، لو نجحنا في تفكيك جهاز الشّرطة، وتطهيره تطهيرًا شاملًا، وإذا تمكّننا من إقصاء جميع القضاة الفسدة عن وزارة العدل، لكي يكون عندنا قضاء حقيقيّ، وليس قضاء صهيونيّا، معاديًا للشّعب، ومحاربًا لثورة مصر المجيدة. وهنا لابدّ لنا من التّفكير في حلول غير تقليديّة، لحلّ هذه المعضلة الكبرى. إعداد أجيال جديدة من قوّات الشّرطة يتطلّب الاستعانة بخبراء تحترم حقوق الإنسان، وتحرص على تطبيق القانون. والشّيء نفسه ينطبق على تطهير القضاء. لابدّ من تشخيص المشكلة أوّلًا تشخيصًا صحيحًا. فالتّشخيص الصّحيح نصف العلاج، كما قال أبقراط قديمًا.

الشعب الجديد


Navigate through the articles
Previous article رسالة مفتوحة لجبهة الإنقاذ مرسى بين نخبة الأراجوزات وجحا Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع