بدأت يوم الأحد بالخرطوم أعمال الندوة الدولية حول الإسلام وتحديات أفريقيا، بكلمة افتتاحية ألقاها على عثمان محمد طه النائب الأول للرئيس السودانى، دعا فيها إلى معالجة خطر الصراع الأفريقى الداخلى ووضع معالجات له للمحافظة على وحدة كيان القارة وإيقاف الأطماع الاستعمارية فى خيرات الشعوب الأفريقية.
وقال طه إن الإسلام فى أفريقيا يبشر بمستقبل طيب لو أنه وجد دعاة يحسنون تقديم الفهم الصحيح له، ودعا الدعاة المسلمين لتحليل أوضاع المجتمعات ومعرفة ما يؤثر فيها حتى نجد المدخل الحقيقى لقبول الدعوة.
وأوضح أن حالة أفريقيا اليوم تضع على عاتق المشاركين فى الندوة عبء البحث فى كيفية الإسهام فى تقوية شعوب القارة، وتطرق إلى محاولات تقسيم القارة إلى جنوب وشمال الصحراء بهدف إضعافها وضربها، مؤكدا على ضرورة النظر عدم السماح بتعميق الانقسامات داخل القارة الأفريقية.
وشدد على ضرورة اضطلاع المؤسسات الأفريقية بمهمة تقديم الفهم السليم والصحيح للإسلام والتصدى للتحديات، مبينا أن المجتمعات الأفريقية إما تحتضن مجموعة من المسلمين أو من غير المسلمين ويجب التركيز على كيفية معالجة أمر النهوض بالمسلمين وإخراجهم إلى المعرفة والقوى الاقتصادية والاجتماعية عبر حسن تقديم دعوة الإسلام.
وأوضح النائب الأول أن السودان يدرك خطر الانقسام والتشرذم والاقتتال خاصة وأنه ابتلى بانفصال جزء منه، وجدد حرص السودان حكومة وشعبا على تنفيذ مخرجات الندوة ودعمها بما يضمن تعزيز التعاون الأفريقى باعتباره أساسا متينا تقوم عليه علاقات السودان الخارجية وعلاقاته مع دول الجوار.
من جهته، أوضح الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامى أن التحديات التى تواجه المسلمين فى أفريقيا متنوعة وكثيرة من أبرزها ضعف الإمكانات والتأهيل وإجماع الكلمة والدعوات للانفصال وعدم التعايش بين المسلمين والفئات الأخرى فى البلد الواحد.
وأضاف فى كلمته بالندوة أن هذه التحديات لا تزال عائقا دون تقدم أفريقيا بشكل عام والمجتمعات الإسلامية بشكل خاص، مشيرا إلى أن هذه الندوة سوف تقدم رؤية واضحة بترتيب الأولويات وتجعل الشعوب الإسلامية تسير على طريق صحيح فى مواجهة التحديات.
وأعرب عن تطلعه إلى إسهام الندوة فى إصلاح أوضاع المسلمين وجمع كلمتهم، مشيرا للحاجة إلى تنسيق والتعاون على كل المستويات.
ودعا عصام أحمد البشير رئيس مجمع الفقه الإسلامى السودانى الأمين العام لمنتدى النهضة والتواصل الحضارى بالخرطوم لأمة تنتقل من الرؤية الجزئية لقضايانا إلى كليات التحدى ومن الاهتمام القطرى إلى الاهتمام بقضايا الأمة فى امتدادها الواسع وأن نعمل على توسيع دائرة المشترك والمتفق عليه.
وأوضح أن القارة الأفريقية تشكل ثانى أكبر قارات العالم مساحة وسكانا وتمتلك من الموارد الطبيعية والكفاءات ما يجعلها قارة الإسلام والمستقبل مهما تداعت عليها المحن والبلايا.
وقال حسن عباس حسن مدير جامعة أم درمان الإسلامية، إن أفريقيا كانت المأوى الآمن للمسلمين حينما اشتد عليهم الأذى فى مكة المكرمة فى بواكير الدعوة الإسلامية فوجههم الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالتوجه إلى الحبشة التى كان بها ملك عادل لا يظلم عنده أحد.
وأوضح سعيد برهان نائب جامعة جزر القمر أن القارة تمر بمنعطفات خطرة منذ تاريخها ولم تنعم بالسعادة الحقيقية إلا فى ظل الحكم الإسلامى لها عبر الممالك الإسلامية التى كانت منتشرة فى شرق وغرب القارة، مضيفا أن أفريقيا تمتلك الموارد الطبيعية المتنوعة والسواعد القوية إلا أن شعوبها تموت جوعا ومن عاش منهم عاش عيشة ضنكة لأن النزاعات المسلحة وغير المسلحة تهدد أمن واستقرار دولها التى تنتشر فى أغلب نواحيها.
وأوضح أن الأفارقة ببساطة سجاياهم وطيبة قلوبهم يمكنهم أن يتعايشوا بسلام رغم اختلاف أجناسهم وألوانهم وأديانهم وأصولهم العرقية وهذا ما شهده لهم التاريخ الإسلامى.
وتستمر أعمال الندوة يومين، ويشارك فيها عدد من الوزراء والعلماء والباحثين والأكاديميين المتخصصين بالشأن الإسلامى فى أفريقيا من السعودية، مصر، موريتانيا، غينيا، الصومال، جزر القمر، الإمارات، الكويت، بجانب السودان الدولة المضيفة.
وتهدف الندوة لإعادة أفريقيا للوعى الإسلامى المعاصر بعد طول إهمال وتأكيد التواصل العربى الأفريقى، والتعريف بقضايا أفريقيا وتحديات الإسلام بها، واستنهاض همم العاملين للإسلام فى إجابة داعى القارة للتنمية والنهوض.
وتنظم الندوة رابطة العالم الإسلامى بمكة المكرمة بالتعاون مع جامعة أم درمان الإسلامية ومنتدى النهضة والتواصل الحضارى بالخرطوم، وتناقش ثلاثة محاور هى أفريقيا بين الإسلام والاستعمار، أفريقيا والتحديات، والإسلام وآمال أفريقيا.
اليوم السابع
Navigate through the articles | |
وزراء خارجية وبرلمانيو مجموعة "5+5" يجتمعون في نواكشوط | اجتماع وزراء داخلية 5 +5 في الجزائر |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|