المقالات و التقارير > الهجوم على مقديشو "خطوة يائسة" نفذتها الشباب

الهجوم على مقديشو "خطوة يائسة" نفذتها الشباب

دان المسؤولون في الحكومة الصومالية والخبراء العسكريون الهجوم الذي نفذته حركة الشباب على مجمع محاكم بنادير الإقليمي يوم الأحد، 14 نيسان/أبريل، واصفين إياه بالعمل اليائس.

وقد نفذت مجموعة مؤلفة من عشرة عناصر من حركة الشباب عملية انتحارية يوم الأحد في مجمع المحاكم الرئيس في مقديشو، حيث فجّر الانتحاري الأول نفسه عند مدخل المجمع ودخل بقية العناصر ساحة المجمع مطلقين الرصاص ومفجرين أنفسهم بعد نفاذ ذخيرتهم. وأدى هذا الهجوم إلى مقتل ما لا يقل عن 29 مدنياً.

يُذكر أن المجمع يضم المحكمة العليا الصومالية ومحكمة الاستئناف والمحكمة العسكرية ومكتب المدعي العام.

وفي حين كان المجمع يشهد تبادلاً لإطلاق النار، قُتل خمسة مدنيين في انفجار سيارة مفخخة نُفذ عن بعد بالقرب من المطار واستهدف موكباً ينقل عمال إغاثة أتراك.

وقال مسؤول من جمعية الهلال الأحمر التركي لقناة الأخبار التركية التلفزيونية أن تي في، إن السائق الصومالي قُتل في الانفجار فيما أصيب عدد من عمال الإغاثة بجروح طفيفة.

في غضون ذلك، انفجرت سيارة مفخخة أخرى خارج مجمع المحاكم، ما ولّد حالة من الرعب استمرت حتى وصول عناصر الأمن الصومالي، حيث عملت على تأمين المنطقة.

وأعلن الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، أن الهجوم "ليس سوى دليل على ضعف الإرهابيين الذين فقدوا معاقلهم كافة وسط اندحار مقاتليهم في أنحاء الصومال".

وأضاف، "إننا نسير قدماً ولكن عدو الصومال وعدو كل البشر سيحاول منعنا من الازدهار. أريد أن يدرك الإرهابيون أن بلدنا الصومال يمضي قدما وسنستمر بالتقدم ولن يمنعنا بعض الإرهابيين اليائسين من تحقيق هدفنا السامي الأساسي، وهو بسط السلام والاستقرار في الصومال".

أما رئيس الوزراء الصومالي، عبدي فارح شردون، فعبّر بعد عودته من زيارة إقليمية شملت جيبوتي وأوغندا وبوروندي، عن تعاطفه مع المصابين وقدّم تعازيه لعائلات الذين قضوا في انفجار يوم الأحد. وأشاد أيضاً بجهود العناصر الأمنية وتدخلها السريع عند وقوع الهجوم.

وقال، "تعاليم الإسلام تنهي عن قتل الصوماليين الأبرياء. هذه مأساة لكل من تأثروا بها".

وتعليقاً على رسالة مؤلفة من 15 صفحة أرسلها الرجل الثاني في حركة الشباب، ابراهيم الأفغاني، إلى زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، متهماً فيها أحمد عبدي غوداني بالاستبداد، أكد شردون قائلاً، "إن حالة أعدائنا تتدهور وهم ينسحبون من مختلف أنحاء الصومال. ونشهد اليوم دليلاً جديداً على انهيار [الحركة] يتمثل في رسالة مفتوحة وُجهت إلى قيادة القاعدة ووُصفت بأنها شهادة وفاة الشباب".

وأضاف شردون "ما أريد قوله للشعب الصومالي والعالم هو أن هذا فعل غير مجدي ويائس لن يؤثر على حكومتنا التي تلتزم بمواصلة التقدم الهائل الذي حققته في الأشهر الأخيرة. هذا كل ما يريده الصوماليون الرافضون للحروب العقيمة والمدمرة".

وتعهد رئيس الوزراء يوم الاثنين بالكشف عن الخروقات التي سمحت بالخلل الأمني الحاصل.

وأعلن عبر تويتر، "لن نتهاون في المسائل الأمنية. لقد أعطيت توجيهات لإجراء تحقيق أمني واستخباراتي لتحديد كيفية حصول [الهجوم]".

من جهته، عبّر الممثل الخاص لأمين عام الأمم المتحدة في الصومال، أوغستين ماهيغا، عن صدمته وغضبه حيال الهجمات الدامية التي وقعت.

وأضاف، "أنضم إلى الحكومة والشعب الصومالي في شجب هذه الأعمال الإرهابية المجردة من كل منطق. يحقق الصومال تقدماً ملحوظاً للتوصل إلى الاستقرار ولن تطغى هذه الأعمال اليائسة التي ينفذها هؤلاء الإرهابيين الجبناء على الأشواط الكبيرة التي قطعتها البلاد".
قيادة الشباب تواجه أزمة

في هذا الإطار، شرح علي أحمد، وهو محلل سياسي وضابط متقاعد في الجيش الصومالي، أن الهجمات الانتحارية التي استهدفت مجمع المحاكم في مقديشو هي محاولة من الشباب لصرف الانتباه عن محتوى الرسالة الأخيرة التي وجهها الأفغاني إلى الظواهري.

وأكد لصباحي أنه "من الواضح أن الشباب أرادت من خلال هذه الهجمات اليائسة صرف انتباه الناس عن الواقع المظلم الذي صوّره الأفغاني في آخر رسالة له إلى زعيم القاعدة".

وقال "نُفذت هذه الهجمات الانتحارية بعد أن نشرت رسالة الأفغاني، وهي تكشف تاليا عن الطبيعة الإجرامية لتلك الجماعات الإرهابية وتدل على أنها كلما ضعفت تبدأ باستهداف المدنيين الأبرياء".

أما عثمان آدن، وهو عقيد متقاعد في الجيش الصومالي، فذكر أن هجمات الشباب ضد مجمع المحاكم في مقديشو واستهداف الحركة عمال الإغاثة الأتراك في المطار يعكس حالة واضحة من اليأس.

وتابع قائلاً لصباحي، "بعد استهداف العلماء والمثقفين من نخبة المجتمع الصومالي، يستهدف الإرهابيون الجبناء الآن المحاكم والشوارع الشعبية والمناطق السكنية المكتظة. هذه محاولات يائسة تكشف عن الطبيعة العدوانية للإرهابيين الذين يدّعون العمل تحت راية الإسلام الذي يتبرأ منهم أصلاً".

وأوضح، "بالطبع، هُزم عناصر الشباب في ساحة القتال في أنحاء البلاد كافة وهذه الهجمات خير دليل على أن الإرهابيين هُزموا على يد جنود الجيش الوطني الصومالي والقوات الإقليمية المتحالفة".

وأضاف، "لن تنجح حركة الشباب المتشددة مهما حاولت في تحويل الانتباه عن الأزمة الداخلية التي تتخبط بها والتي كشف عنها الأفغاني في رسالته الأخيرة، إذ يدرك جميع الصوماليين جيداً أن هؤلاء الإرهابيين الذين يشرّعون سفك دماء المدنيين الأبرياء يعانون حالياً من أزمة متفاقمة. وليست هذه الهجمات الأخيرة إلا محاولة يائسة لرفع معنويات عناصر الحركة".

ومن جانب آخر، كشفت الشباب عبر حسابها الرسمي على تويتر عن السبب الحقيقي لهجوم يوم الأحد، ألا وهو إظهار أنها لا تزال قوية وفعالة على الأرض.

وجاء في تصريح الشباب، "إن هذه الهجمات الشجاعة التي تنفذ في وضح النهار وفي وسط مقديشو تشكل دليلاً واضحاً على تأثير عناصر [الشباب] في العاصمة".

وتوعّد المتحدث باسم الحركة، شيخ علي محمد راجي، أيضاً بهجمات أخرى.

وأعلن لوكالة الصحافة الفرنسية، "كان ذلك فعل مقدس استهدف أشخاصاً من غير المؤمنين كانوا مجتمعين في مجمع المحاكم. وسنستمر في حملتنا إلى أن يتم تحرير الصومال من المحتلين".

ولكن من جهة أخرى، خفف الجهادي المولود في الولايات المتحدة عمر همامي والمكنى بـ أبو منصور الأمريكي، من أهمية وقوة الهجوم الأخير الذي نفذته الشباب.

وقال يوم الاثنين عبر موقع تويتر، "غيّرت الشباب [استراتيجيتها] فانتقلت من اختيار أفضل الأهداف المشروعة إلى ضرب أي هدف يمكنها الوصول إليه ومنحه فيما بعد طابعاً شرعياً".

الصباحي
 


Navigate through the articles
Previous article في انقلاب للأدوار.. الإسبان يهاجرون نحو المغرب مبارك فى المرآة بدون فوتوشوب Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع