المقالات و التقارير > تنزانيا لن تتراجع عن قرار إرسال قواتها إلى الكونغو

تنزانيا لن تتراجع عن قرار إرسال قواتها إلى الكونغو

صرّح مسؤولون تنزانيون أن تنزانيا لن تتراجع عن إرسال قوات عسكرية إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية في إطار قوة التدخل التابعة للأمم المتحدة على الرغم من تلقيها تحذيرين خطيين من حركة الثالث والعشرين من مارس المتمردة.

وذكر مدير مكتب إتصالات الرئيس التنزاني، سالفا روييمامو، لصباحي أن الحكومة تلقت رسالتين من حركة م-23 التي تقاتل لإسقاط الحكومة الكونغولية.

الرسالة الأولى تم توجيهها إلى رئيس المؤتمر الدولي المعني بمنطقة البحيرات العظمى، وهو الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني، وأرسلت نسخة منها إلى كافة رؤساء دول المنطقة بمن فيهم الرئيس التنزاني جاكايا كيكويتي.

أما الرسالة الثانية والموقعة من قبل الرئيس الجديد للجناح السياسي للحركة برتراند بيسيموا، فقد تم توجيهها إلى رئيسة الجمعية الوطنية التنزانية آن ماكيندا حيث وصلت إلى المجلس يوم السبت، 20 نيسان/ أبريل، بحسب ما ذكرته المصادر لصباحي.

وقد حثت حركة م-23 في هذه الرسالة نواب البرلمان في دار السلام على إسداء النصح للحكومة بعدم إرسال قوات إلى الكونغو، بل إن الحركة توعدت القوات التنزانية فيها "بمذبحة" على يد مقاتلي الحركة إذا ما قررت تنزانيا المضي قدماً في عملية إرسال القوات.
الهدف عودة السلام

قال نائب رئيسة الجمعية الوطنية، جوب ندوغاي، لصباحي إن "الغاية من [إرسال] القوات التنزانية ليس قتل الكونغوليين بل إستعادة السلام. إن حركة م-23 ستعتبر ذلك مشكلة إن لم يكن وجودها لغرض السلام. ونحن لن نرسل جنودنا ليقتلوا الناس أو لتقتلهم حركة م-23".

وكان مجلس الأمن قد تبنى بالإجماع في 28 آذار/ مارس القرار رقم 2098 الذي فتح الطريق أمام تشكيل أول قوة قتالية "هجومية" تابعة للهيئة الأممية . ونصّ التفويض الممنوح للواء التدخل هذا، المؤلف من كتائب مدفعية من كل من تنزانيا وجنوب أفريقيا وموزمبيق وملاوي، على "تحييد ونزع سلاح" حركة الثالث والعشرين من مارس والمتمردين الكونغوليين والجماعات الأجنبية المسلحة، حسبما جاء في بيان إعلامي صادر عن الأمم المتحدة.

وقد حذر بيسيموا في الرسالة المؤرخة في 11 نيسان/ أبريل بأن حركة م-23 ستلحق الهزيمة باللواء التابع للأمم المتحدة الذي يقوده جنرال تنزاني.

وكان بيسيموا قد أرسل تهديدات مماثلة في 7 نيسان/ أبريل عبر صفحته في تويتر للقوات الجنوب أفريقية، لكن جنوب أفريقيا قالت إنها ستمضي قدماً في نيتها المشاركة في لواء التدخل التابع للأمم المتحدة في الكونغو.

ويرى بيسيموا في رسالته الموجهة إلى رئيس الجمعية الوطنية آن ماكيندا أن القرار رقم 2098 "يحوّل بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الكونغو إلى قوة محاربة أُنيطت بها مهمة تنفيذ عمليات هجومية ضد مواطنين كونغوليين".

وتعهد بيسيموا، الذي إتهم الأمم المتحدة بالتدخل في جمهورية الكونغو الديمقراطية من أجل إنقاذ السلطة الحاكمة، بأن تلحق قوات حركته الهزيمة بلواء التدخل الأممي.

وقال بيسيموا إنه يكن الاحترام الشديد للرئيس الأول لتنزانيا، المرحوم جوليوس نيريري، إلا أن لا خيار أمام حركة الثالث والعشرين من مارس سوى "ذبح الجنود الأشقاء من تنزانيا".

وأكد المتحدث الرسمي باسم قوات الدفاع التنزانية، العقيد كبامبالا مغاوي، مجدداً على أن القوات التنزانية ستذهب إلى شرق الكونغو لحفظ السلام في المنطقة.

وصرح مغاوي في حديث لصباحي أنه "حيثما كانت حياة مواطني جمهورية الكونغو الديمقراطية أو حياة جنود حفظ السلام في خطر، فإن قواتنا ستقوم بإنقاذ الأرواح ونزع السلاح من يد أولئك الذين يتسببون في ذلك الخطر. هذا هو موقف الأمم المتحدة وتوجيهاتها".
التهديدات السابقة

من جانبه، صرح وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي برنارد ميمبي لصباحي أن تنزانيا معتادة على تلقي مثل هذه التهديدات التي لا أساس لها من الصحة من قبل جماعات متمردة كلما تدخلت قواتها لإنقاذ الأبرياء.

وذكر ميمبي مثالاً على تلك التهديدات: تدخل الاتحاد الأفريقي العسكري عام 2008 في أنجوان بجزر القمر الذي أدى إلى الإطاحة بالرئيس السابق العقيد محمد بكار. فعلى الرغم من التهديدات المماثلة التي تحذر من مشاركة دار السلام العسكرية، لم تتراجع القوات التنزانية عن خططها، حسب ميمبي.

وقال ميمبي "أعتقد أنه كان بوسعهم [أي حركة م-23] تكريم المعلم نيريري عن طريق التوقف عن خوض غمار الحرب الأهلية التي تتسبب في تفشي أعمال الاغتصاب وقتل الأطفال والنساء وتهجير الناس".

وأضاف ميمبي أنه يتعين على حركة م-23 إنهاء تمردها والتوقف عن قتل الأبرياء وبذلك لا تترك لتنزانيا أي سبب يدعوها إلى إرسال كتيبة عسكرية إلى الكونغو.

الصباحي
 


Navigate through the articles
Previous article قانون جديد لمكافحة الإرهاب في الصومال تشكيل إدارات محلية جديدة يشكل اختباراً للحكومة الصومالية Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع