بدأت فى العاصمة السودانية الخرطوم اليوم، السبت، فعاليات المؤتمر التأسيسى لمجلس الأحزاب الأفريقية، وسط مشاركة واسعة من الأحزاب الأفريقية الحاكمة والمعارضة، وضيوف من خارج القارة.

ودعا الرئيس عمر البشير، فى كلمته بالجلسة الافتتاحية، إلى إحكام التنسيق بين الأحزاب الأفريقية لمواجهة التحديات التى تتعرض لها القارة، مشيراً إلى أن هذه التحديات بقدر أنها محلية فهى أيضا خارجية.

ونوه إلى أن انعقاد المؤتمر يأتى متزامنا مع الذكرى الخمسين لإنشاء أول كيان أفريقى جامع ممثلاً فى منظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي) ، واعتبره يمثل تكاملا شعبيا لأحزاب القارة.

وأكد البشير أن القارة تشهد تكالبا جديدا من قوى الاستعمار التى سعت لخلق حالة من الفوضى فى عدد من دول القارة، بهدف نهب مواردها، الأمر الذى يتطلب التدبر فى اختيار شركاء أفريقيا الذين ينبغى أن يعينوها فى مسعاها للنهضة والنمو.

وأضاف البشير قائلا إن الوقت قد حان لتضافر جهود الأحزاب الأفريقية، للعمل لتحقيق التمثيل الفعال للقارة فى المنابر الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، وقدم عددا من المقترحات المفيدة فى بناء هذا المنبر الفاعل للأحزاب الأفريقية، أولها العمل على أن يكون هذا المنبر أحد الأعمدة الأساسية فى مسعى القارة لاستكمال وحدتها، وأن يكون الأساس الشعبى هو الذى تقوم عليه هذه الوحدة، وكذلك العمل على تحقيق السلام والاستقرار فى القارة والتنسيق فى المحافل الإقليمية والدولية.

كما اقترح تبنى قضايا أفريقيا والدفاع عنها، وبناء القدرات وتطوير المهارات وتبادل التجارب، لتقديم تجربة حزبية أفريقية رائدة تعكس طبيعة القارة وتنوعها، معربا عن أمله فى أن يخرج المجتمعون بتوصيات تعين فى النهوض بالقارة اقتصاديا وتنمويا.

من جانبه، قال مساعد الرئيس السودانى نائب رئيس حزب "المؤتمر الوطنى" الحاكم، "إن انعقاد المؤتمر يأتى تجسيدا عمليا لقرارات الاتحاد الأفريقى، التى جعلت عام 2013 عاما للوحدة الأفريقية الشاملة، كما أنه يعبر عن نبض الجماهير فى القارة الأفريقية وجزرها المحيطة، مشيرا إلى تشكيل لجنة عشرية تضم عضوين من كل إقليم من الأقاليم الخمسة بالقارة، للاطلاع على المهمة التحضيرية للمؤتمر التأسيسى لمجلس الأحزاب الأفريقية.

وقال إن أفريقيا بوصفها مهدا للحضارة الإنسانية، وكسوق واعد فى عجلة من أمرها التعويض عن الماضى، وبناء مستقبل مشرق لشعوبها، موضحا أن اللجنة العشرية فى هذا الإطار ترى أن مبادرة إنشاء مجلس الأحزاب الأفريقية تأتى لخلق فضاء سياسى أكثر اتساعا فى ظل الدور الرئيسى لتلك الأحزاب، لبناء الديمقراطية، وتحقيق تطلعات الشعوب فى التنمية المستدامة والتكامل عبر القارة.

وأعرب عن أمله فى أن يفضى المؤتمر إلى تعزيز آليات العمل الأفريقى المشترك، وتناسق الرؤى والأطروحات إزاء كافة قضايا القارة، والإسهام بالدور المرتجى للقارة على الساحة الدولية، والذى تؤهله لها إمكاناتها وإرثها التاريخى والحضارى.

بدوره، قال ممثل الأحزاب الأفريقية رئيس الحزب النيجيرى من أجل الديمقراطية، "إن المؤتمر يمثل مرحلة مهمة فى مسألة الحكم الرشيد، ودعا الأحزاب الرئيسية فى القارة الأفريقية إلى انتهاج الحوار سبيلا لتعزيز الأهداف التنموية".