المقالات و التقارير > مرض‮ ‬الرئيس‮ ‬كشف‮ ‬أمراضا‮ ‬مزمنة‮ ‬أخرى‮!!‬

مرض‮ ‬الرئيس‮ ‬كشف‮ ‬أمراضا‮ ‬مزمنة‮ ‬أخرى‮!!‬

تداعيات مرض الرئيس وتضارب الأخبار بشأن حالته الصحية، وتخوف البعض على مستقبلهم ومصيرهم أكثر من خوفهم على الرئيس والوطن، وتشفي البعض الآخر من الحاقدين والمنتقمين وضعاف النفوس، وترقب وحذر البعض الآخر من التعبير عن آرائهم ومواقفهم.. كلها معطيات تضعنا مجددا أمام امتحان جديد وتحد آخر يكشف بعض الإخلاص والصدق عند فئة من الناس، والكثير من النفاق وفساد الأخلاق عند البعض الآخر من الفاعلين الذين راحوا يستثمرون في مرض الرئيس بالدعوة إلى الإقرار بعجزه لأسباب صحية، أو يتبرأون منه لأجل التموقع مجددا كما فعلوا كل مرة مع كل الرؤساء‮ ‬والوزراء‮ ‬والمديرين‮ ‬حتى‮ ‬أفسدوا‮ ‬الحياة‮ ‬السياسية‮ ‬والاجتماعية‮.. ‬

المنتفعون من حكم الرئيس بوتفليقة ممن كانوا يطبلون ويزمرون له، ويخونون غيرهم من الرجال ويكيلون لهم كل التهم والمكائد لم يكلفوا أنفسهم عناء الدعاء علنا للرجل بالشفاء، والوقوف بالمرصاد أمام دعوات بعض الانتهازيين لتغيير القدر، ولم يخرجوا إلينا برجولة ووفاء ليذكروا بخصال الرجل وانجازاته ويقفوا أمام ناكري الجميل ودعاة الفتنة.. بعضهم اختفى عن الأنظار تماما رغم استفادتهم وانتفاعهم من فترة حكم بوتفليقة لأكثر من عقد من الزمن، وحتى أولئك الذين كانوا يدعون للعهدة الرابعة والخامسة والأبدية خفّت أصواتهم واختفت صورهم عن الشاشات‮ ‬وصفحات‮ ‬الجرائد‮ ‬بعد‮ ‬ما‮ ‬كانوا‮ ‬يتسابقون‮ ‬لإعلان‮ ‬الدعم‮ ‬والولاء،‮ ‬وكانوا‮ ‬يزايدون‮ ‬على‮ ‬الرئيس‮ ‬ويقوِّلونه‮ ‬ما‮ ‬لم‮ ‬يقله‮!! ‬

من جهتها أحزاب التحالف وكل الجمعيات والشخصيات التي كانت تدعي دعم الرئيس اختفت عن الوجود ولم تصدر بيانا واحدا تدعو فيه بالشفاء للرجل أو تطالب بمعرفة حقيقة مرضه، لأنه رئيسنا!! أما المنتقمون وضعاف النفوس من جهتهم فقد راحوا يستثمرون في المصاب ويطعنون الرئيس في ظهره ويدعون إلى تطبيق المادة 88 من الدستور دون أي اعتبار لصورة الجزائر وهي تتخلى عن رئيسها بعد مرور أيام فقط عن إصابته بالوعكة الصحية، وبعد ما أخفقوا في مواجهته ومعارضته عندما كان في أوج عطائه، وكانوا يتمنون رضاه والتفاتة منه ومنصبا يتكرم به عليهم!!

مرض الرئيس كشف أمراض وعيوب الطبقة السياسية وهشاشة التركيبة الاجتماعية، وكشف النقاب عن ثقافة خوف وحقد وانتقام تفشت في أوساط سياسية واجتماعية من زمان، وهي أيضا كانت نتاج ثقافة الإقصاء التي مارسها البعض ضد أبناء الوطن مما أنتج غلاََّ وحقدا ورغبة جامحة في الانتقام!! هو أيضا نفاق اجتماعي تفشى في أوساط تتقن فنون اللعب والتلاعب بالمبادئ والأخلاق، وبمشاعر الناس من أجل الوصول إلى المناصب والبقاء فيها حتى كاد يتحول النفاق إلى إخلاص، ويتحول الخداع إلى وفاء، والخوف إلى شجاعة وإقدام..

وسط كل أنواع النفاق والخداع والتشفي، بقي الشعب ثابتا وصادقا ومخلصا لمؤسسات وطنه، ووفيا لرئيسه مهما كانت حسناته وسيئاته، لأنه يعرف معنى الوفاء، ويدرك بأن الحكم لله والتاريخ على ما قدمه الرجل، ويعي جيدا بأن الرئيس بوتفليقة كغيره من الرؤساء أصاب وأخطأ، وأحسن وأسا‮ ‬،‮ ‬ولكن‮ ‬من‮ ‬معه‮ ‬من‮ ‬بطانة‮ ‬السوء‮ ‬أخطأوا‮ ‬وأساءوا‮ ‬أكثر‮ ‬منه،‮ ‬ويواصلون‮ ‬الإساءة‮ ‬إليه‮ ‬بالتطبيل‮ ‬والتزمير‮ ‬بالأمس،‮ ‬وبالخيانة‮ ‬والخديعة‮ ‬والتنكر‮ ‬اليوم،‮ ‬وبالتهرب‮ ‬من‮ ‬تحمل‮ ‬مسؤولياتهم‮ ‬التاريخية‮ ‬والسياسية‭.. ‬

الشروق


Navigate through the articles
Previous article الإخوان والانتخابات مؤامرة على الوطن وليس على الحكومة Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع