المقالات و التقارير > زعيم حركة الشباب يحرف العقائد الإسلامية لفرض طاعته وتبرير القتل

زعيم حركة الشباب يحرف العقائد الإسلامية لفرض طاعته وتبرير القتل

عن صحيح مسلم، قال رسول الله، "من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه".

استخدم القائد الأعلى لحركة الشباب، أحمد عبدي غوداني، حديث الرسول هذا لتهديد العدد المتزايد من المنقشين عنه، وذلك في بيان صدر في 17 حزيران/يونيو. وجاء البيان قبل يومين من القتال الدموي الذي اندلع في باراوي بين موالين لغوداني وعناصر فصيل أخر من حركة الشباب مناهض لحكمه. وأعرب المنشقون عن معارضتهم لما وصفوه بسلوك غوداني الذي يزداد استبدادا.

والبيان من إصدار مجموعة الكتائب، الذراع الإعلامية للشباب، ونشر عبر موقع تويتر وهو مؤلف من 17 صفحة تحت عنوان "وهذا بلّغ للناس"، ويعد دليلا واضحا على تصاعد الضغط الداخلي الذي يمارس على غوداني. ويفصل البيان تجاوزات المنشقين الفاضحة ويلجأ إلى عدد كبير من أحاديث الرسول والآيات القرآنية ليثتحث طاعته في صفوف حركة الشباب ويسوق المسوغات لمواصلة مطاردتهم.

وجاء في البيان، "لم يعد خافيا على من يتابع مجريات الأحداث في الصومال، ما نشر في الآونة الأخيرة على الشبكات العنكوبية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، من أراجيف كاذبة وادعاءات زائفة استهدفت فيها حركة الشباب المجاهدين منهجا وتنظيما وقيادة وجنودا من طعن وافتراءات، تشمئز منها نفس المؤمن الزكية، حيث صدرت هذه الادعاءات ممن كانوا محسوبين في صف المجاهدين فارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أبواق سوء على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وخنجر طعن بيد أعداء هذه الأمة يطعنون به خاصرتها".

ويشير غوداني في حديثه إلى عدد من الانتقادات العلنية التي صدرت على لسان كبار قادة حركة الشباب والمقاتلين الأجانب، بينهم الزبير المهاجر في 20 نيسان/أبريل وإبراهيم الأفغاني في 6 نيسان/أبريل. ويستهدف زعيم حركة الشباب أيضا أنصار الجهادي الأميركي المولد عمر همامي، المعروف أيضا باسم أبو منصور الأميركي. وكانت انتقاداته العلنية لغوداني والتي استمرت سنة كاملة من خلال سلسلة من الأشرطة المصورة وعبر موقع تويتر قد توقفت في أوائل شهر أيار/مايو، بعد أن تحدثت وسائل الإعلام المحلية عن مقتله.

وصدر البيان والإعلان عنه على تويتر باللغة العربية فقط. وبالنظر إلى إن البيان يحاول أن يظهر بأنه يتوجه فقط إلى القراء العرب وأنه يركز على وجوب طاعة غوداني، فالمرجح أنه يستهدف صفوف المقاتلين الأجانب في الصومال بعد التوتر الذي ساد علاقته معهم، إضافة إلى كبار رجال الدين الذين يعارضون قيادته.

وجاء في البيان، "هذا البيان يأتي بعد صبر امتد لأعوام، طمعا في تأليفهم، وإحسانا للظن بهم وانتظارا لعودتهم إلى صوابهم، إلا أنهم ما ازدادوا بذلك إلا تماديا في باطلهم وتمسكا بأهوائهم".

ومن أبرز النقاط التي تناولها البيان، وقف تزايد الانشقاق في صفوف الحركة، إذ يقول، "على المجاهد أن لا يردد كل ما يسمع وأن يترك القيل والقال وكثرة السؤال".
تحريف الآيات القرآنية وأحاديث الرسول

وقال الشيخ إبراهيم عبد الله، وهو رجل دين سني من ميليشيا أهل السنة والجماعة، "إن ما يقوم به أحمد غوداني من الاستشهاد بجملة من الآيات والأحاديث في غير ما نزلت فيه، أو الاستشهاد بها في غير ما وردت من أجلِه في الأصل، بهدف تبرير مطاردة وقتل معارضيه، يعد تشويها للإسلام".

وأضاف عبد الله لصباحي، "غغوداني ليس حاكما شرعيا ولا ولي الأمر للمسلمين، وأن مطالبه بالطاعة العمياء مخالفة لنصوص الشريعة لعدة أمور".

وأوضح، "أولا، إنه ليس حاكما شرعيا للمسلمين، بل إنه زعيم جماعة متمردة وولايته طاغوتية لا ولاية شرعية. ثانيا، إنه يأمر بمعصية مثل إراقة دماء مدنيين أبرياء، وتكفير جميع المسؤولين الحكوميين بلا استثناء".

وتابع عبد الله، "عرفت حركة الشباب بإساءة تفسير واستخدام الإسلام لتضليل غير المتعلمين من الناس والمقاتلين الشباب ذوي الثقافة المحدودة. وهذا جزء من الاستراتيجية التي غالبا ما يستخدمها قادة حركة الشباب لاتهام الناس بالكفر استنادا إلى تفسير مغلوط للإسلام".

ووافقه على كلامه المحلل السياسي في مقديشو، حسين نور غوليد.

وقال لصباحي، "تستخدم حركة الشباب التفسير الخاطئ للإسلام نفسه الذي سمح لهم بسفك دماء الصوماليين الأبرياء ليعمدوا الأن إلى تبرير قتل بعضهم بعض. وكما يقول المثل القديم 'إذا اجتمع اثنان على خطأ فسيتقاتلون حول الحق"، وهذا ما ألت إليه أوضاع حركة الشباب اليوم إذا يتقاتل فصائلها بسبب [التعاليم المغلوطة] التي وضعوها بأنفسهم".

وأضاف، "بات واضحا للشعب الصومالي أن حركة الشباب لا علاقة لها بالدين، ولكنها تستخدمه لتحقيق طموحاتها السياسية وقد فشلت في ذلك لأنها منقسمة حاليا الى فصائل، تبيح كل منها لنفسها دماء الآخرين من خلال إساءة تفسير القرآن والحديث النبوي عمدا".
 

حديث النبي محمد حول طاعة الحاكم

يعتبر الشيخ عبد الله أن طاعة الحاكم كما أمر بها الله والنبي محمد لا يمكن أن تكون طاعة عمياء.

وأوضح لصباحي، "طاعة الحاكم موجبة في ظروف معينة أهمها عدم ارتكابه الذنوب والمعاصي وهذا الأمر محتم وفقا لما قاله النبي محمد عليه الصلاة والسلام".

وتدليلا على كلامه، استشهد عبد الله بثلاثة أحاديث للنبي محمد.

• أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الرسول قوله، "على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية، فاذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة".

• وأخرج أحمد والحكيم عن الرسول قوله، "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".

• وأخرج البخاري ومسلم في صحيحهما عن الرسول قوله، "لا طاعة لمخلوق في معصية الله. إنما الطاعة في معروف".

بدوره، قال عضو جمعية علماء المسلمين الصومالية، الشيخ عمر عبد الرحمن لصباحي، إن تصنيف غوداني لقادة حركة الشباب المنشقين بالكفار أو المنافقين يتنافى مع الشريعة الإسلامية.

وأوضح عبد الرحمن أن "زعيم حركة الشباب أحمد غوداني يصف كل من يعارضه بالكافر لترهيب أو قتل كل من يعارض وجهات نظره".

وأضاف، "غوداني ليس بزعيم منتخب طاعته واجبة، والسبب وراء إصداره البيان هو تشريع حقه في قتل معارضيه".

وأردف معلقا، "إن هذا الأمر يتنافى مع التعاليم الإسلامية، ومع ذلك فهو يستخدم عباءة الدين السمحة لينفذ مهمته".

الصباحي


Navigate through the articles
Previous article الجيش والرئيس والإخوان قصتى مع رئيس لم أهجُه Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع