المقالات و التقارير > مَن يقتل أتباعه؟

مَن يقتل أتباعه؟

إنها معركة الحق والباطل، معركة المفاصلة بين الإسلام وأعدائه، لن يهزم الكفر الإيمان، إما أن يعود رئيسنا أو نستشهد دونه، لا نقبل بغير عودة الرئيس، دماؤنا فداء للشرعية، هل أنتم مستعدون للشهادة؟ قولوا للعالم كله لن نبرح مكاننا هذا ولو متنا جميعاً لن نخون الله ورسوله ولن نخون رئيسنا الأسير.

هذه كلمات تلخص محتوى الخطاب السياسى الذى ينطلق من منصة اعتصام رابعة العدوية، معركة سياسية يجعلونها معركة دينية، صراع يصرون على تحويله إلى صراع صفرى إما يفوزون بكل شىء أو يخسرون كل شىء، لا تهم الخسائر ولا تعنيهم أرواح البشر فبداخل وجدانهم يقين أنها معركة من أجل الدين وليس صراعاً عادياً على سلطة وكرسى.

مجموعة من الهواة وصلوا للحكم فى ظروف استثنائية، حادوا عن الطريق وصموا آذانهم عن نصح المخلصين وتمترسوا خلف نظرية المؤامرة حينا والوهم الكاذب أحيانا أخرى حول امتلاكهم لكل مقدرات الدولة وسيطرتهم على مؤسساتها.

كان البساط يسحب من تحت أقدامهم يوماً بعد يوم وهم معاندون ومنفصلون عن الواقع، يقولون لنا نحن نسيطر على كل شىء ولن يخرج الشعب ضدنا ولن تتحرك أى مؤسسة ضدنا، لا أحد يجرؤ على ذلك، وراءنا تنظيم يستطيع أن يواجه أى تحرك ويقمعه شعبياً.

حتى اللحظات الأخيرة قبل السقوط كانوا يقولون لنا هذا الكلام الغث الذى يؤكد أن هواة الاتحادية ستطويهم صفحات التاريخ، وسقطوا كما توقعنا تحت ضغط الإرادة الشعبية التى أجبرت مؤسسات الدولة على الرضوخ لرغبة الشعب فى تغيير النظام.

لا توجد قيادات لأى تنظيم تقود أتباعها إلى الموت سوى جماعة الإخوان التى يصر قادتها المتكلسون على غرس الوهم فى قلوب الشباب المسكين من أتباعهم ويقولون لهم إن مرسى سيعود للحكم وهى مسألة وقت، إنهم يمارسون القتل المعنوى لأن هذه الجموع ستصعقها خيبة الفشل فى تحقيق هذا الحلم المستحيل ومهما حاولوا التبرير لها بعد ذلك عن تراجعهم عن هذا المطلب لن يستطيعوا، فكم الشحن والتحريض اللامتناهى واستدعاء الخطاب الدينى والجهادى فى صراع سياسى يمثل منتهى التدليس وعدم المسؤولية.

إن التشبث بنماذج جامدة للحل تمثل رؤيتنا المثالية لأى مشكلة يعنى الانتحار الذاتى لأن النسبية هى المخرج من الانسداد فى أى تفاوض، إذا عاندت وتجمدت وتصلبت وأنت لا تملك أوراق قوة تستطيع بها فرض رؤيتك فأنت تقود تنظيمك للهلاك وأتباعك إلى الانكسار المهين.

لا تمارس السياسة إذا لم تكن مقتنعا بمبدأ المكسب المزدوج WIN –WIN حيث يصل الطرفان فى النهاية إلى صيغة يكسب بها الاثنان، أما استدعاء الجو الملحمى وأجواء المحن والمفاصلة العبثية فهذا يعنى أنك تحتاج إلى علاج نفسى قبل الولوج لبحر السياسة.

إلى قادة الإخوان لا تقتلوا أتباعكم قتلاً معنوياً بمزيد من الغباء والتصلب ومداعبة قلوبهم بمعارك وهمية من أجل الدين، قولوا لهم الحقيقة «نحن فاشلون ولم نكن قدر المسؤولية وسقطنا وسنحاول تصحيح أخطائنا»، أما غير ذلك فهو التدليس والمقامرة بقلوب وأرواح البشر.

المصري اليوم


Navigate through the articles
Previous article مواجهة عنيفة بين ثورى وإخوانى عودة ظهور الجهاديين في كينيا Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع