المقالات و التقارير > غزوة رابعة وغدوة المرشد!

غزوة رابعة وغدوة المرشد!

اقرأ مقالى وإما أن تشترى رأيى أو تبيعنى أنا شخصياً، وفى كل الحالات اعرف أننى أحبك وأقدرك.. العِند يولد الكفر، والكفر يولد العنف، إذن فالعنف حفيد العِند، وهو نسيب كل من التشدد والتعصب، وصديق حميم للتغييب.. والعنف نفسه عقيم، لا يولد إلا العنف!

منذ سنوات شاهدت برنامجاً يستطلع رأى الجماهير فى حل مشكلة ركوب الناس على أسطح القطارات، قال أحدهم: «نحط قطع زجاج على سطح القطار».. فرد شخص رحيم تبدو عليه حكمة السنين: «لأ الزجاج هيطير بفعل السرعة، لكن ممكن نثبت خوازيق فى الكبارى العلوية».. سارع أحدهم بالتهام الميكروفون: «لأ خلى بالكم، الرفيعين ممكن يفوتوا من الخوازيق عادى، الحل فى شفرات مسنونة تقطع أى شىء فوق القطار»!.. هكذا استمرت الحلول الخلاقة من الجماهير دون أن يعرف أحد أن الإنسانية هى الحل! فكل من شارك فى هذا البرنامج كان «شخصاً» وليس «إنساناً»، فببساطة يمكن توفير تذاكر مجانية لغير القادرين! الجميع أعمل عقله ولم يُعمل أحد إنسانيته!

والعرب شعوب تميل إلى العنف وتستلذ بالدماء؛ فحين اختلفنا مع «الحلاج»، أو اختلف هو معنا، تم بالترتيب سجنه وجلده وتعذيبه وصلبه وتقطيع يديه وتقطيع رجليه ورميه فى النار حياً، وأخيراً تعليق ما بقى منه فى أماكن عدة! أما «ابن المقفع» فكان مصيره أقل وحشية، حيث قطع «سفيان بن معاوية» أعضاءه وأجبره على أكلها مشوية حتى مات!! والأمثلة كثيرة.

والدولة، ممثلة فى الشرطة، هى المنوط بها استخدام العنف وفقاً للقانون، وهو حق معروف عالمياً، وانحلال الدول يبدأ عندما لا تنفرد الشرطة بهذا الحق.. ومع ذلك فإن «فض الاعتصامات» السلمية مثل «فض البكارة» لا يجب أن يكون بالإكراه بل بالحب!! فإذا فقد الوطن بكارته فلن تصلح معه عمليات «الترقيع» السياسى.. لكن ما نشاهده الآن ليس اعتصاماً سلمياً؛ فهذا الاعتصام يسعى إلى «الاقتسام» للغنائم و«الانفصام» عن المجتمع، وهذا لن يحدث لأنها ليست «غزوة» بل مجرد «غدوة»، فمعظمهم يأكلون ويشربون على حساب صاحب المحل، وبعضهم لا يستطيع قراءة ما يحمله من لافتات! فيما يختبئ الرجال خلف النساء، ويتم توريد الأطفال من دار أيتام يملكها ممثل معتزل ليحملوا أكفانهم أمام الكاميرات! ولذلك فهدم هذا المحل والقبض على صاحبه ليس عنفاً ولكنه واجب وإلا دخلنا حالة اللادولة.. أنا شخصياً تعرضت الجمعة الماضية، مع أخى «راجى» وأصدقائنا، لضرب خرطوش من مسيرة إخوانية «سلمية».. فهل المطلوب أن نحمل نحن أيضاً السلاح؟! معظمنا يصرخ الآن: «شرطة تايهة يا أولاد الحلال»!

المصري اليوم
 


Navigate through the articles
Previous article البرادعي.. رجل دولة أم ناشط؟ إلى البرادعي: لستَ وحدَك Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع