احتفل الصوماليون والجيبوتيون والكينيون والتنزانيون المسلمون بعيد الفطر بروح من الوحدة والسلام، وقد نزل فريق صباحي إلى الشوارع لرصد أجواء العيد في الأحياء والمدن المختلفة في المنطقة.
في الصومال
استقلت العائلات ومجاميع من الشبان سيارات الأجرة متجهة إلى الشاطئ بمقديشو
للاحتفال بالعيد.
منى ضاهر، 21 عاما، قالت لصباحي، "ركبنا أنا وإخوتي وبعض أولاد الجيران بسيارة أجرة
واتجهنا إلى شاطئ ليدو لإمضاء يوم العيد. الكل كان متحمسا وقد سار الناس حاملون
كاميرات التصوير لالتقاط الصور عند الشاطئ [وحول] المطاعم الجميلة التي شيدت هناك".
وخرج الأطفال إلى الشوارع للعب بألعابهم وعرائسهم الجديدة. ومن بين هؤلاء عبد
الشاكر أبو بكر، الذي يبلغ من العمر 7 اعوام، وكان مع بعض زملائه في الشارع بمنطقة
همر جاجاب وقال، "[والداي] اشتريا لي حذاء جديدا وبنطالا وقميصا وأعطوني بعض
المال". وأضاف، "احتفال عيد الفطر اليوم كان رائعا".
وأشار علي حسن من منطقة هودان، 13 عاما، والذي ارتدى ثيابه الأنيقة احتفالا
بالمناسبة، "[عادة] كان والداي يمنعاني من الخروج خلال العيد خوفا من التفجيرات،
لكن الحمد لله أن هذا العيد خلا منها".
وقال لصباحي، "أنا سعيد هذا العيد لأنني حصلت على الكثير من الهدايا من عماتي
وأعمامي المقيمين في كاران بمنطقة دينيلي".
من ناحية أخرى، تزدحم خلال الأعياد صالونات التزيين ومتاجر الملابس والحلاقة
بالزبائن. شوكريه غيدي، 26 عاما، هي واحدة من سكان هولواداغ، وتعمل في صالون تزيين
للنساء وقالت إنها وزميلاتها عملن ساعات طويلة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من
رمضان.
وأضافت، "حين كنا غير قادرات على الاهتمام بالكم الكبير من الزبونات كنا نوظف فتيات
أخريات لمساعدتنا حتى نستوعب تهافت الناس على الصالون. أحيانا كنا نضطر إلى رفض طلب
بعض الزبونات لأننا ما عدنا نقدر على تلبية طلبهن".
أما في هرجيسا، فقد حضر رئيس الادارة المحلية في أرض الصومال أحمد محمد سيلانو
ومسؤولون آخرون صلاة عيد الفطر التي أقيمت في ملعب لكرة القدم بمقاطعة 26 يونيو،
بمشاركة الآلاف من السكان.
وفورا بعد الصلاة التي أقيمت في المساجد ومراكز أخرى، تهافت السكان إلى الشوارع
لقضاء حاجياتهم إما في المتاجر أو المطاعم أو المنتزهات.
عبد النور محمد عرب، 29 عاما، من سكان هرجيسا، قال إنه أمضى وقتا ممتعا بالاحتفال
مع عائلته وقد خرج في نزهة لأربع ساعات زار خلالها مع طفليه أبرز المواقع الشعبية
في المدينة. وأضاف لصباحي، "أخذتهما إلى ثلاثة فنادق هي داليس وشيراكلي وكاه،
ويتميز هذا الأخير بأكبر منتزهات الأطفال حيث كان هناك أكثر من 2000 طفل".
من جانبه، قال مبارك سعيد، 24 عاما، إن الطقس كان مثاليا، "وقد ساهمت أمطار الليل
التي تخفف من الغبار بجعل الأجواء أكثر سحرا". وأضاف أنه أمضى فترة بعد الظهر
يتبادل التهاني بالعيد بين عائلته وأصدقائه على الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي.
وعلى الرغم من الجو السلمي للاحتفالات الذي عم المدن الصومالية إلا أن بعض الناس
بمقديشو لم يتخلوا بالكامل عن حذرهم من الاحتفال في الشوارع.
عبد الله آدم، 28 عاما، أحد سكان واداجير، وقال إنه بقي في المنزل خوفا من التواجد
في أماكن مزدحمة لا سيما وأن بعض المسؤولين كانوا سيشاركون في الاحتفالات.
وقال لصباحي، "عادة ما أكون حذرا من التواجد في الساحات العامة خوفا من وقوع انفجار
ما. حركة الشباب لا تأبه بعدد الأشخاص المتواجدين في المكان، همهم الشخص الذي
يستهدفونه. لذا، أفضل البقاء في المنزل".
لكن كثيرين تخلوا عن مخاوفهم وانضموا للاحتفالات. ومن بين هؤلال مريم عبد الله، 34
عاما، من سكان وارتا نابادا، واضافت "احتفلنا بعيد الفطر من دون أي مخاوف أمنية،
أدينا الصلاة وكنا سعداء وتمنينا للصوماليين عيدا سعيدا".
في جيبوتي
بدأت بمدينة جيبوتي الاحتفالات بعيد الفطر مع صلاة العيد التي شارك بها آلاف
المصلين في ملعب أوليد الرياضي وملعب حسن جوليد أبتيدون.
وبعد أداء الصلاة، ملأ الأطفال بثياب العيد ويرافقهم أهاليهم شوارع العاصمة. وقد
أقيمت ملاعب خاصة لهم في مناطق مختلفة مثل مدينة الألعاب التي شيدت جنوب العاصمة
والتي تهافت الأولاد إليها.
وقد نصبت ملاعب خاصة للاولاد. وفي مدينة المرح، جنوب العاصمة، كان هناك حشود من
الناس.
وفي هذا الإطار، قالت هيبو عثمان، وهي ربة منزل وأم لطفلين لصباحي، "الأطفال هم من
يستمتعون بالاحتفالات ويستمتعون بفرح العيد أكثر من غيرهم، فبالنسبة للكبار، العيد
هو نهاية شهر الصوم".
علي ابراهيم، عامل بناء وأب لأربعة، تحدث عن الاحتفال مع أسرته قائلا، "كما كل
الجيبوتيين زرنا الأقارب للاطمئنان على حالهم قبل أن [نأخذ] أطفالنا للاستمتاع
باحتفالات العيد".
وتستمر الاحتفالات بعيد الفطر في جيبوتي ليوم الجمعة حيث تقام العروض التقليدية في
أنحاء العاصمة والبلاد فرحا بالعيد.
في كينيا
مع نزول آلاف المسلمين إلى المساجد لأداء صلاة عيد الفطر، عمدت السلطات على تشديد
الاجراءات الأمنية حول ساحة محمود محمد عيد في غاريسا. وقال مفوض المنطقة، رشيد
خاطر لصباحي إن المسؤولين لن يتساهلوا في الإجراءت الأمنية خلال احتفالات العيد.
وأضاف، "نشرنا عناصرنا الأمنية لإجراء دوريات في شوارع غاريسا وإننا سعداء لانتهاء
اليوم من دون أي حوادث. وسنبقى على حذرنا طالما أن حركة الشباب ما زالت موجودة".
ومع توقف الاشتباكات الدامية خلال شهر رمضان بين قبيلتي ديغوديا وغاري، دعا الشيوخ
والقادة المحليين السكان للحفاظ على السلام بعد انتهاء الشهر الفضيل.
ومن جانبه قال الشيخ عبد الله صلاط، رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في كينيا بمدينة
غاريسا، "طوال شهر رمضان لم تشهد المنطقة حادثة عنف واحدة. فالناس باقترابهم من
الله سبحانه وتعالى يزداد تواضعهم. لقد جلسنا سويا واتفقنا في المجلس أن ندعو إلى
السلام. فنحن نريد أن نرى الهدوء والسلمية ذاتها أيضا بعد الشهر الفضيل".
أما الشيخ عبد الوهاب مرسال، أمين عام مجلس الأئمة والدعاة في كينيا بمدينة واجير،
فقد شدد على أهمية التعايش السلمي بين الأديان في المنطقة. وقال في حديث لصباحي،
"من الضروري أن نعيش بتناغم مهما كان ديننا. يحتاج أحدنا الآخر أكثر من أي وقت مضى
لا سيما وأن بلدنا يواجه خطر الارهاب".
وأكد محافظ غاريسا نظيف جامع آدم أن المؤسسات التجارية شهدت نموا خلال شهر رمضان في
ظل غياب الاعتداءات. وقال في حديث للصحافيين بعد صلاة العيد التي أقيمت في ساحة
ملعب محمود محمد عيد، "فتحت المحال أبوابها إلى ساعات متأخرة من الليل ونأمل بأن
يستمر ذلك وألا يتأثر اقتصاد البلاد".
وتخللت احتفالات العيد ذبح الخراف والماعز للمناسبة بينما تداعى الجيران لتشارك
طعام العيد. وقال عبد المالك هاجر وهو صحافي لدى صحيفة ديلي نيشن إن السكان بمختلف
أديانهم احتفلوا بالمناسبة السعيدة.
وقال لصباحي، "لدي زملاء من المسيحيين وقد دعوتهم إلى منزلي للمشاركة في
الاحتفالات، فالمشاركة تقوي من تقاربنا حتى في الإطار المهني".
ويلفت حسن حسين جيمالي، 10 أعوام وهو طالب في الصف الرابع بمدرسة غاريسا
الابتدائية، إلى أنه كان ينتظر بفارغ الصبر ارتداء ملابس العيد التي أهداها إياه
والديه. وقال، "التقطنا الصور عند جسر [نهر تانا]. وكان هناك الكثير من الناس ومن
زملائي. يا ليت كل يوم كهذا اليوم".
في تنزانيا
وفي تنزانيا، احتفل المسلمون بعيد الفطر من خلال دعوة المؤمنين من الديانات الأخرى
إلى بيوتهم ونشر رسالة السلام والوحدة.
وبدأ المؤمنون من أنصار السنة باحتفالات عيد الفطر يوم الخميس بعد انتهاء الصوم
وإعلان العيد من مدينة مكة المكرمة. بينما انتظر المسلمون الآخرون إعلان مجلس
المسلمين في تنزانيا الذي أعلن بدء احتفالية العيد يوم الجمعة، 9 آب/أغسطس.
وفي منطقة تابورا، حل نائب الرئيس الشيخ محمد غالب بلال ضيف شرف على المحتفلين.
ودعا بلال المسلمين في تنزانيا إلى الحفاظ على السلام كما فعلوا خلال شهر رمضان.
وقال بلال يوم الجمعة في كلمة متلفزة، "أدعوا المسلمين إلى تفادي العنف والسلوك
السيئ بعد هذا اليوم الكبير. من واجب كل مواطن أن يحافظ على السلام في وطنه وعلينا
كلنا أن نتحمل مسؤولياتنا".
وحث بلال التنزانيين على الصلاة ومساعدة المحتاجين. وأضاف، "السلام هو الشرط الأول
لأي دولة كي تحقق النمو. فالأمة التي تخاف الله عز وجل لا حاجة لها إلى السجون، بل
يمكنها أن تستخدم تلك الأموال لبناء مزيد من المدارس. فلنتفادى الطائفية الدينية".
من ناحيته، أكد الشيخ مفتي شعبان عيسى بن سيمبا أن على التنزانيين الحفاظ دوما على
وحدتهم أيا كان دينهم أو قبيلتهم أو لونهم أو أصلهم. واعتبر في كلمة نقلتها محطات
الاعلام في تابورا "الوحدة هي مصدر قوتنا. ولقد كنا متحدين دوما، علينا إذن أن نفعل
ما يلزم للحفاظ على وحدتنا".
وأتت الدعوة إلى الحفاظ على معاني العيد على لسان الشيخ نور الدين كيشكي الذي خاطب
المسلمين من أنصار السنة في ساحة مويبيانغا بدار السلام يوم الخميس، 8 آب/أغسطس،
قائلا "عيد الفطر هو يوم العبادة وخوف الله العلي، ليس يوما للشرب أو السلوك
السيئ".
وردد الشيخ زبيري محمد دعوة التسامح بين الأديان وقال إنه دعا معتنقي الديانات
الأخرى إلى الاحتفال بالعيد مع عائلته في ماجوي بدار السلام. وأضاف لصباحي،
"الاحتفال بالعيد معا هو تقليد قديم، حيث ندعو إخواننا المسيحيين وغير المؤمنين
للانضمام الينا ومشاركتنا محبتنا".
أما بونيفاس نداغيلي، وهو من المؤمنين بالديانة المسيحية وقد شارك محمد وأسرته طعام
الغداء في منزله، فقد عبر عن إعجابه بفكرة مشاركة الأعياد مع المسلمين معتبرا أن
ذلك يزيد من ترابط التنزانيين ووحدتهم.
وقال نداغيلي، "خلال عيد الميلاد دعيناهم وخلال عيد الفطر دعونا إلى بيتهم. إن هذه
الصداقات تهدف لضمان مستقبل حياة آمنة لأولادنا".
الصباحي
Navigate through the articles | |
د. الببلاوي: ننتظر حكومة انضباط وعمل لا تردد وفشل | البرادعي.. رجل دولة أم ناشط؟ |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|